من "الاختيار" إلى مجلس الشيوخ.. السيسي يعين الفنان ياسر جلال عضوا في مجلس الشيوخ

• يعد مجلس الشيوخ المصري هيئة تشريعية استشارية

في خطوة لافتة تمزج بين عالمي الفن والسياسة، أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرارا جمهوريا بتعيين الفنان ياسر جلال عضوا في مجلس الشيوخ، الغرفة الثانية للبرلمان المصري.
ويأتي هذا التعيين ليضع الفنان، الذي جسد شخصية الرئيس السيسي في مسلسل "الاختيار 3"، تحت قبة البرلمان، مما أثار اهتماما واسعا ونقاشا حول دلالات هذه الخطوة.

مجلس الشيوخ ودور رئيس الجمهورية

يعد مجلس الشيوخ المصري هيئة تشريعية استشارية، يعنى بدراسة ومناقشة القوانين والسياسات العامة قبل إقرارها النهائي في مجلس النواب.

اقرأ أيضا: مصرية تقتل زوجها وتحرق جثته أثناء نومه .. والتحقيقات تكشف السبب

ووفقا للدستور المصري، يتألف المجلس من 300 عضو، يتم انتخاب ثلثي أعضائه بالاقتراع العام المباشر، بينما يحتفظ رئيس الجمهورية بحق تعيين الثلث المتبقي (100 عضو)، وهو الإطار الذي جاء من خلاله قرار تعيين الفنان ياسر جلال.

من تجسيد الشخصية إلى المقعد النيابي

أفادت وسائل إعلام مصرية بأن قرارا جمهوريا صدر بتعيينات جديدة في الحصة المخصصة لرئيس الجمهورية بمجلس الشيوخ، وكان من أبرز الأسماء التي شملها القرار الفنان ياسر جلال.

ويكتسب هذا التعيين أهمية رمزية خاصة، كون "جلال" قد حظي بإشادة واسعة بعد تجسيده لشخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي في الجزء الثالث من مسلسل "الاختيار"، الذي تناول فترة حرجة من تاريخ مصر الحديث وركز على التحديات التي واجهت الدولة المصرية.

وبموجب هذا القرار، ينتقل ياسر جلال من مقعد الممثل الذي يجسد الأحداث السياسية، إلى مقعد النائب الذي يشارك في صياغتها.

رسائل سياسية ورمزية

يمكن قراءة هذا القرار على أنه رسالة تقدير من رأس الدولة للدور الذي يلعبه الفن والإعلام في تشكيل الوعي الوطني ودعم رواية الدولة، خاصة في الأعمال الفنية التي تتبنى وجهة نظرها في القضايا المصيرية، كما حدث في مسلسل "الاختيار".

ويمثل هذا التعيين تكريما مباشرا للفنان الذي نجح في تقديم صورة إيجابية عن شخصية الرئيس، ويعكس رغبة في الاستفادة من شعبية وجماهيرية بعض نجوم الفن في المجال العام.

يثير هذا التعيين أيضا نقاشا أوسع حول العلاقة بين السلطة والمثقفين والفنانين في مصر، ودور القوة الناعمة في تعزيز الأهداف السياسية.

فمن خلال ضم شخصية فنية بارزة جسدت دور القائد إلى هيئة تشريعية، يتم خلق رابط رمزي قوي بين الصورة الدرامية للسلطة وبين ممارستها الفعلية.

الفن في خدمة السياسة أم العكس

يأتي تعيين الفنان ياسر جلال في مجلس الشيوخ ليؤكد على الأهمية المتزايدة التي توليها الدولة المصرية للفن كوسيلة للتأثير في الرأي العام

. وبينما يرى البعض في هذه الخطوة تكريما مستحقا وتقديرا لدور الفن الوطني، يراها آخرون مؤشرا على تداخل متزايد بين الدوائر السياسية والثقافية.

وتبقى الفترة المقبلة هي التي ستكشف عن طبيعة الدور الذي سيلعبه "النائب" ياسر جلال تحت قبة البرلمان، وما إذا كان سيتمكن من الانتقال بنجاح من تجسيد شخصية صانع القرار إلى المشاركة الفعلية في صنع القرار نفسه.