مظاهرات الجماهير النرويجية قبل مباراتهم مع الكيان المحتل
وسط احتجاجات حاشدة .. مباراة النرويج والاحتلال تشهد إجراءات أمنية مشددة.. فيديو
- وتتصدر النرويج المجموعة التاسعة برصيد 15 نقطة
في مشهد جسد الانقسام العميق الذي أحدثته الحرب في غزة على الساحة الرياضية الدولية، أقيمت مباراة تصفيات كأس العالم بين النرويج والاحتلال في العاصمة أوسلو، السبت، وسط احتجاجات حاشدة طالبت باستبعاد الفريق الضيف، وإجراءات أمنية غير مسبوقة حول الملعب.
قبل ساعات من انطلاق المباراة، تحولت شوارع العاصمة النرويجية إلى ساحة للتعبير عن الغضب، حيث تجمع مئات المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطينية خارج مبنى البرلمان، ارتدى العديد منهم قمصان المنتخب الوطني الفلسطيني في رسالة تضامن واضحة.
وعكست هتافات المحتجين حالة الجدل التي سبقت المباراة، حيث قال المشجع النرويجي يوهان، الذي ارتدى قميص المنتخب الفلسطيني: "ما كان يجب أن تلعب المباراة إذا تم استبعاد روسيا، فيجب استبعاد الاحتلال أيضا".
وأضاف بنبرة تجمع بين الأمل والأسى: "ولكن طالما أن المباراة ستقام، فإن أفضل ما يمكن أن تفعله النرويج هو تدمير آمال الاحتلال في كأس العالم إنها مباراة بطعم حلو ومر".
وبعد التجمع، انطلق المتظاهرون في مسيرة حاشدة نحو ملعب "أوليفال"، رافعين الأعلام الفلسطينية والمشاعل المضيئة، وتعهدوا بالبقاء حتى موعد انطلاق المباراة.
وانتشرت لافتات مؤيدة للفلسطينيين على شرفات المباني المجاورة للملعب، في مشهد أظهر حجم الرفض الشعبي لاستضافة فريق الاحتلال.
ونتيجة لهذه الأجواء المتوترة، كانت الإجراءات الأمنية حول الملعب مشددة للغاية.
حيث قامت الشرطة بإغلاق عدة مداخل رئيسية قبل ساعات من بدء اللقاء، وأخضعت الجماهير لعمليات تفتيش دقيقة للحقائب، كما تم تقليص عدد المشجعين المسموح لهم بالدخول كإجراء احترازي.
وعلى الجانب الآخر، بدا بعض المشجعين النرويجيين غير مهتمين بالخلفية السياسية للمباراة، حيث كان تركيزهم منصبا على الأهمية الرياضية الحاسمة للقاء.
وتتصدر النرويج المجموعة التاسعة برصيد 15 نقطة، والفوز على الاحتلال يضعها على أعتاب التأهل لأول بطولة كأس عالم لها منذ عام 1998.
وقال أحد المشجعين بحماس: "سنشاهد النرويج تتأهل عمليا الليلة، وستكون ليلة رائعة".
وهكذا، أقيمت المباراة في أجواء مزدوجة؛ فبينما كان اللاعبون يتنافسون على أرض الملعب من أجل حلم المونديال، كانت أصوات الاحتجاج في الخارج تذكر العالم بأن بعض المباريات تتجاوز حدود الرياضة لتصبح ساحة للتعبير عن مواقف سياسية وإنسانية عميقة.
