جائزة نوبل للسلام
لماذا فازت ماتشادو وخسر "ترمب"؟.. نظرة على أسس اختيار الفائزين بنوبل للسلام
- في ظل ترقب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للفوز بالجائزة عن جهوده في ملفات دولية
جاء إعلان فوز زعيمة المعارضة الفنزويلية، ماريا كورينا ماتشادو، بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، ليطرح مجددا تساؤلات حول المعايير والأسس التي تستند إليها لجنة نوبل النرويجية في اختياراتها، خاصة في ظل ترقب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للفوز بالجائزة عن جهوده في ملفات دولية، وآخرها خطته لإنهاء الحرب في غزة.
إن إلقاء نظرة على سجل الفائزين بالجائزة خلال السنوات العشر الماضية يكشف عن وجود توجهات واضحة وقيم أساسية تكافئها اللجنة، والتي قد تفسر سبب اختيار "ماتشادو" وتجاوز "ترمب".
أولا: حقوق الإنسان والديمقراطية ضد القمع
يظهر سجل الجائزة انحيازا واضحا لتكريم النشطاء والمؤسسات التي تناضل من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية في مواجهة الأنظمة القمعية.
فوز ماريا ماتشادو (2025) يأتي في سياق فوز الناشطة الإيرانية المسجونة نرجس محمدي (2023) لنضالها ضد قمع النساء، والناشط البيلاروسي أليس بيالياتسكي ومنظمتي "ميموريال" و"مركز الحريات المدنية" (2022) لعملهم في روسيا وأوكرانيا. هذا التوجه يكرم الصمود الفردي والمؤسسي في وجه الاستبداد.
ثانيا: صنع السلام وإنهاء النزاعات
هذا هو المفهوم الكلاسيكي للجائزة، والذي تجسد في فوز الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس (2016) لإنهاء الحرب الأهلية في بلاده، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد (2019) لحل النزاع الحدودي مع إريتريا.
تكافئ اللجنة هنا القادة الذين يتخذون خطوات جريئة وملموسة لإنهاء حروب طويلة الأمد.
ثالثا: العمل الإنساني والدفاع عن الحقيقة
في أوقات الأزمات، تتجه اللجنة لتكريم من يقفون في الخطوط الأمامية لمساعدة الضحايا.
فوز برنامج الأغذية العالمي (2020) جاء تقديرا لجهوده في محاربة الجوع، بينما كرم فوز الطبيب دينيس موكويجي والناشطة ناديا مراد (2018) نضالهما ضد العنف الجنسي كسلاح حرب.
ويندرج تحت هذا البند أيضا تكريم الصحفيين ماريا ريسا ودميتري موراتوف (2021) لدفاعهما عن حرية الصحافة.
لماذا لم يفز "ترمب"؟
على الرغم من أن "ترمب" يرى نفسه صانع صفقات، إلا أن نهجه غالبا ما ينظر إليه على أنه يتعارض مع القيم الأساسية التي تكافئها لجنة نوبل.
فبينما تكرم الجائزة العمل متعدد الأطراف والدفاع عن حقوق الإنسان والقانون الدولي، فإن سياسات "ترمب"، بحسب محللين، غالبا ما تتجه نحو تقويض هذا النظام.
في النهاية، يبدو أن لجنة نوبل فضلت تكريم نضال "ماتشادو" من أجل الديمقراطية، باعتباره يمثل القيم الأساسية للجائزة، على "صنع الصفقات" الذي قد لا يؤدي بالضرورة إلى سلام عادل ومستدام قائم على حقوق الإنسان.
