"لسنا متشابهين".. البيت الأبيض ينشر تغريدة تقارن بين "ملاحظة ذقن بايدن" و"صفقة سلام ترمب"
"لسنا متشابهين".. البيت الأبيض ينشر تغريدة تقارن بين "ملاحظة ذقن بايدن" و"صفقة سلام ترمب"
في خطوة لافتة تعكس استراتيجية التواصل الهجومية والمباشرة التي تتبناها الإدارة الأمريكية الحالية، نشر حساب البيت الأبيض الرسمي على منصة "X" (تويتر سابقا) تغريدة تقارن بشكل حاد بين الرئيس الحالي دونالد ترمب وسلفه جو بايدن.
وقد أثارت التغريدة، التي استخدمت صورا وإشارات لأحداث واقعية، جدلا واسعا حول طبيعة الخطاب السياسي الصادر عن أعلى مؤسسة في الولايات المتحدة.
تفكيك التغريدة: المقارنة البصرية والرسالة النصية
تعتمد التغريدة على أسلوب المقارنة البصرية الصارخة "vs." (ضد) لتقديم رسالتها، ويمكن تفكيك عناصرها كالتالي:
الجانب الأول (الرئيس السابق بايدن):
الصورة: تظهر الرئيس السابق جو بايدن وهو يتلقى ملاحظة مكتوبة من أحد مساعديه خلال اجتماع رسمي.
النص المرافق: "سيدي، هناك شيء على ذقنك" (“Sir, there is something on your chin”).
الرسالة الضمنية: يتم تصوير بايدن على أنه رئيس يحتاج إلى توجيه ومراقبة حتى في أبسط الأمور الشخصية، مما يوحي بالضعف، والتقدم في السن، وعدم التركيز على القضايا الكبرى.
الجانب الثاني (الرئيس الحالي ترامب):
الصور: صورتان للرئيس دونالد ترامب. الأولى يظهر فيها بوضعية واثقة وحاسمة، والثانية وهو جالس خلف مكتبه الرسمي بشعار الرئاسة، في مظهر يعكس القوة والسلطة.
النص المرافق: "قريب جدا من صفقة سلام" (Very close to a peace deal).
الرسالة الضمنية: يتم تصوير ترامب على أنه "رجل دولة" منشغل بالقضايا الاستراتيجية الكبرى (مثل مفاوضات السلام في الشرق الأوسط)، وقائد قوي يمسك بزمام الأمور.
الشعار الختامي
النص: "لسنا متشابهين" (We are not the same).
الرسالة: هو شعار شائع في ثقافة الإنترنت و"الميمز"، يستخدم للتأكيد على التفوق ووجود فجوة كبيرة في القدرات أو المكانة. استخدامه هنا يهدف إلى ترسيخ المقارنة في أذهان المتابعين بشكل بسيط وحاد.
أهداف استراتيجية وراء التغريدة
إن نشر مثل هذه التغريدة من حساب "البيت الأبيض" الرسمي، وليس من حساب حملة انتخابية، يحمل دلالات استراتيجية عميقة:
رسم صورة "القائد القوي" مقابل "الضعيف": الهدف الأساسي هو بناء صورة ذهنية للرئيس ترامب كقائد قوي وحاسم، مقابل تقديم صورة كاريكاتورية للرئيس السابق بايدن كرجل ضعيف ومشتت.
هذا الأسلوب هو تكتيك كلاسيكي في الصراع السياسي لتحديد ملامح القيادة في نظر الجمهور.
استخدام لغة "الميمز" والتواصل الاجتماعي الحديث: تعكس التغريدة تبني فريق التواصل في البيت الأبيض لأساليب الحرب الإعلامية الرقمية، التي تعتمد على الصور الصادمة والمقارنات الحادة والشعارات القصيرة سهلة الانتشار. هذا الأسلوب يتجاوز الخطاب الدبلوماسي التقليدي ويهدف إلى تحقيق انتشار فيروسي.
الترويج للإنجازات الدبلوماسية: التغريدة ليست مجرد هجوم على الخصم، بل هي أداة للترويج لسياسات الإدارة الحالية. الإشارة إلى "صفقة السلام" هي تذكير للجمهور المحلي والدولي بالملف الذي تعمل عليه إدارة ترامب حاليا (مفاوضات غزة)، وتصويره على أنه إنجاز وشيك.
توجيه الرسالة للخصوم والحلفاء: على الصعيد الدولي، تبعث التغريدة برسالة مفادها أن واشنطن عادت إلى سياسة خارجية "حاسمة" وقوية، بعيدا عن التردد أو الضعف الذي تنسبه لخصمها السياسي.
ردود الفعل والجدل
كما هو متوقع، أحدثت التغريدة انقساما حادا. فقد أشاد بها أنصار الرئيس ترامب معتبرين إياها "ذكية" و"قوية" وتعبر عن الحقيقة، بينما انتقدها معارضون بشدة، واصفين إياها بـ"غير اللائقة" و"الصبيانية"، وأنها تقلل من هيبة منصب الرئاسة وحساب البيت الأبيض الرسمي.
وتظهر أرقام التفاعل العالية (مئات الآلاف من الإعجابات وآلاف التعليقات وإعادة التغريد) نجاحها في تحقيق الهدف الأساسي: إثارة الجدل والانتشار الواسع.
