لعبة روبلوكس
كيف تفاعل الأهل واللاعبون مع قرار الأردن حظر غرف الدردشة في "روبلوكس"؟
- أولياء أمور رحبوا بحظر غرف الدردشة بالكامل، ولاعبين شباب عبروا عن غضبهم
- هيئة الاتصالات: الإجراء ليس حظرا كاملا للعبة، بل هو اتفاق مباشر مع المنصة لحجب أجزاء محددة منها
في خطوة استباقية لحماية الأطفال واليافعين في الفضاء الرقمي، أعلنت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الأردنية عن التوصل إلى اتفاق مع شركة "روبلوكس" الأمريكية، يقضي بحظر غرف الدردشة بالكامل داخل المملكة، بالإضافة إلى حجب أي محتوى مسيء.
وقد أثار القرار، الذي يمس واحدة من أشهر منصات الألعاب عالميا، جدلا واسعا في الشارع الأردني بين أولياء أمور رحبوا بالخطوة، ولاعبين شباب عبروا عن غضبهم.
اتفاق مع الشركة وليس حظرا كاملا
أوضحت هيئة الاتصالات في بيانها الصادر الجمعة الماضي، أن الإجراء ليس حظرا كاملا للعبة، بل هو اتفاق مباشر مع القائمين على المنصة لحجب أجزاء محددة منها. ويأتي هذا التحرك بناء على دراسات وتقارير متخصصة حذرت من مخاطر تعرض الأطفال للاستغلال، التحرش، أو الترويج لسلوكيات غير آمنة داخل غرف الدردشة المفتوحة التي تجذب ملايين الأطفال تحت سن 13 عاما. وأكدت الهيئة أن الشركة وافقت على تنفيذ الحظر فورا للمستخدمين داخل الأردن.
جدل على مواقع التواصل: ترحيب من الأهالي
أشعل القرار نقاشا حادا على منصات التواصل الاجتماعي. من جهة، عبر العديد من الأهالي والمختصين عن تأييدهم الكامل للقرار، معتبرينه "خطوة شجاعة وضرورية" لحماية أبنائهم. وغرد أحد الآباء: "أخيرا! كانت روبلوكس تسمم أطفالنا بمحتوى غير مناسب، شكرا للهيئة على هذا الإجراء".
على الجانب الآخر، قوبل القرار بغضب شديد من اللاعبين والمطورين الشباب، الذين اعتبروه تقييدا لحريتهم الرقمية ومصدر رزقهم. وكتب مطور ألعاب يبلغ من العمر 17 عاما: "روبلوكس كانت مصدر دخلي الوحيد، كيف أعمل الآن؟ هذا يقتل الإبداع!". وفي استطلاع سريع للرأي، أكد 40% من الشباب أنهم سيلجؤون لاستخدام برامج (VPN) للتحايل على الحظر، مما يثير مخاوف جديدة.
خطوة أردنية في سياق دولي وإقليمي
ولا يأتي القرار الأردني من فراغ، بل يندرج ضمن حملة إقليمية ودولية متزايدة لتقييد مخاطر المنصة. فقد سبق أن قامت دول عربية مثل السعودية، الإمارات، قطر، والكويت بحظر ميزات مشابهة أو اللعبة بالكامل خلال عام 2025. عالميا، تواجه "روبلوكس" دعاوى قضائية في الولايات المتحدة تتهمها بتعريض الأطفال لمحتوى غير لائق، كما أنها محظورة في دول مثل تركيا والصين.
ما بعد الحظر: مخاوف من الـVPN ودعوات للتوعية
ويرى خبراء في الأمن الرقمي أن القرار قد يؤدي إلى انخفاض استخدام اللعبة بنسبة كبيرة، لكنه قد يدفع الشباب نحو استخدام شبكات (VPN)، مما يعرضهم لمخاطر إضافية. وفي هذا السياق، دعا الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الشوبكي إلى ضرورة أن ترافق مثل هذه الإجراءات "حملات توعية مجتمعية لتعزيز دور الأسرة في الرقابة".
وهو ما أكدت عليه هيئة الاتصالات، التي دعت أولياء الأمور والمؤسسات المدنية إلى تكثيف جهود التوعية حول الاستخدام الآمن للإنترنت، مشددة على أن قرارها هو جزء من منظومة متكاملة تشمل الرقابة والتوعية معا.
