محمد سعد الدين
من مصور للثورة إلى سجين صيدنايا: قصة محمد سعد الدين مع المعاناة في ظل نظام الأسد
- كانت أسعد لحظات محمد عندما احتفل مع أهالي حمص بتحررها
يروي محمد سعد الدين (35 عاما)، من منطقة سقبا في الغوطة الشرقية، قصة معاناته التي امتدت لأكثر من أربع سنوات (من نهاية عام 2019 إلى عام 2023) داخل سجون النظام السوري، بعد أن تحول من مهنة الخياطة إلى توثيق انتهاكات النظام السوري.
من الخياطة إلى التوثيق الثوري
وبدأ محمد نشاطه مع انطلاق الثورة السورية في عام 2011، وتحديدا في شهرها الثالث بمنطقة سقبا التي خرجت ضد النظام منذ البداية.
عمل في مجالي الإغاثة والتنسيقيات، ثم قرر أن يكون جزءا من الثورة من خلال مهنة الإعلام، عبر تصوير وتوثيق انتهاكات نظام بشار الأسد.
وقد نشر جزءا مما صوره على يوتيوب وقنوات داعمة للثورة.
رحلة الاعتقال والتعذيب
ويسترجع محمد لحظة اعتقاله، التي تمت من محله الخاص للخياطة، بعد أن استدرجه مخبرون تابعون لفرع الأمن السياسي.
نقل أولا إلى مفرزة الأمن العسكري في جرمانا، حيث تعرض للضرب فور دخوله، ثم نقل إلى شعبة الأمن السياسي في منطقة المزة.
هناك، جرد من ممتلكاته الشخصية، وتم تصويره وإيداعه في زنزانة انفرادية رقم 14.
بعد ثلاثة أيام، استدعي محمد لمكتب المحقق، الذي واجهه بمعلومات عن نشاطه، وطلب منه الاعتراف وتزويده بكلمات السر الخاصة بحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
بعد إنكاره، تعرض للضرب المبرح والتعليق في وضع مقلوب ("شبح").
يذكر محمد حادثة مؤلمة أخرى: جلبوا فتاة اسمها «رشا» ليتعرف عليها ويؤكد أنها كانت تتلقى الفيديوهات منه، لكنها أنكرت معرفته.
كما عرض عليه فيديو كان قد صوره في منطقة تصوير مسلسل "باب الحارة" للسخرية من بشار الأسد وجميل حسن، رئيس فرع المخابرات الجوية، لكنه أصر على الإنكار.
صيدنايا.. سجن الموت
بعد قضاء قرابة 45 يوما في الحبس الانفرادي، نقل محمد إلى فرع الشرطة العسكرية في القابون، ومن ثم إلى سجن صيدنايا مع ستة أشخاص آخرين.
يصف محمد لحظة دخوله بأنها كانت بداية لجولة جديدة من التعذيب الجسدي والنفسي، حيث تعرض للضرب المبرح، حتى سقط أحد أضراسه.
داخل السجن، يروي محمد مشاهد صادمة، منها وفاة أحد زملائه، وكيف كانت الأوامر تقتضي ترك جثة المتوفى حتى اليوم التالي، ثم إجبار أربعة سجناء على نقلها وهم يتعرضون للضرب، وإجبارهم على التوقيع بأن سبب الوفاة "طبيعي" أو أنهم من تسبب بالوفاة.
وروى أن من أصعب اللحظات التي عاشها كانت عندما التقى بأخيه داخل السجن، في لحظة وصفها بأنها كانت مزيجا من الصدمة والفرح.
الخروج والاحتفال بالتحرر
بعد خروجه من السجن، كانت أسعد لحظات محمد عندما احتفل مع أهالي حمص بتحررها، قبل يوم واحد من سقوط النظام، مؤكدا أنه كان على يقين بأن النظام سيسقط، وهو ما حدث في اليوم التالي.
