المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية-ماجد الأنصاري
قطر: لا رد "إسرائيلي" على مقترح وقف إطلاق النار.. وخطة احتلال غزة تهدد الجميع
في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، كشفت دولة قطر، أحد الوسطاء الرئيسيين في مفاوضات غزة، عن استمرار الجمود في مسار التوصل إلى اتفاق، مؤكدة أنها لم تتلق حتى الآن أي رد إسرائيلي رسمي على مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حركة حماس الشهر الماضي. وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، من أن خطط إسرائيل لاحتلال غزة تضع الجميع، بمن فيهم المحتجزون الإسرائيليون، أمام تهديد مباشر.
جمود في المفاوضات.. وحماس تنتظر ردا إسرائيليا
أوضح الأنصاري أن المقترح الذي قدم للطرفين في شهر آب/أغسطس الماضي، وحظي بموافقة حركة حماس في 18 من الشهر نفسه، لا يزال معلقا في انتظار الموقف الإسرائيلي. وينص المقترح، بحسب تقارير إعلامية، على:
وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما.
إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء.
تسليم جثث 18 أسيرا آخرين.
مقابل الإفراج عن نحو 200 أسير فلسطيني من أصحاب الأحكام الطويلة في السجون الإسرائيلية.
ورغم موافقة حماس، تشير التقارير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض الصفقة ويصر على مواصلة الحرب واحتلال مدينة غزة.
رسائل قطرية حازمة: لا لربط الملف الإنساني بالسياسة
وجه المتحدث باسم الخارجية القطرية عدة رسائل حازمة للمجتمع الدولي، مشددا على ضرورة فصل المسارات الإنسانية عن المفاوضات السياسية.
وطالب بضرورة فتح المعابر فورا وإدخال المساعدات لقطاع غزة الذي يواجه مجاعة حقيقية، مؤكدا أن "أي شيء دون ذلك هو انتهاك للقانون الدولي".
كما دعا الأنصاري المجتمع الدولي إلى "تشكيل موقف موحد لإيقاف إسرائيل"، خاصة مع تزايد التصريحات الإسرائيلية المتعلقة بفرض السيطرة على الضفة الغربية.
تحليل: لماذا تضغط الدوحة؟ وماذا يعني الصمت الإسرائيلي؟
يحمل تصريح الخارجية القطرية دلالات دبلوماسية هامة، ويمكن تحليل الموقف الحالي كالتالي:
زيادة الضغط الدبلوماسي: تستخدم قطر منبرها الإعلامي لممارسة الضغط على إسرائيل. فمن خلال الإعلان صراحة عن "عدم ورود أي رد"، تضع الدوحة عبء تعطيل المفاوضات على الجانب الإسرائيلي أمام الرأي العام العالمي.
الحسابات السياسية الإسرائيلية: يفسر الصمت الإسرائيلي الرسمي، والرفض المسرب من نتنياهو، بأنه يعكس انقسامات عميقة داخل حكومة الحرب الإسرائيلية، بالإضافة إلى حسابات سياسية شخصية لنتنياهو الذي قد يرى في استمرار الحرب وسيلة للبقاء السياسي.
إبراز التناقض: تصريح الأنصاري بأن "خطة احتلال غزة تهدد المحتجزين" هو تكتيك دبلوماسي ذكي.
فهو يسلط الضوء على التناقض الجوهري في أهداف إسرائيل المعلنة (القضاء على حماس واستعادة الأسرى)، ويشير إلى أن الهدف الأول بات يتقدم على الثاني، حتى لو كان ذلك على حساب حياة المحتجزين الإسرائيليين
