الهجوم على مستشفى ناصر في قطاع غزة
الإعلام العبري يحرج نتنياهو: تسريبات جنود الاحتلال تكشف أن قصف مستشفى ناصر لم يكن "حادثا"
- قناة 14 العبرية تكشف تناقض رواية نتنياهو بشأن هجوم مستشفى ناصر
- الإعلام العبري: الهجوم تم بمصادقة القيادة العليا
أثار الهجوم الدامي على مستشفى ناصر في قطاع غزة عاصفة من الجدل داخل تل أبيب، بعد ظهور روايتين رسمية وإعلامية متناقضتين تماما حول الحادث، مما وضع مصداقية رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على المحك.
ففي الوقت الذي سارع فيه نتنياهو إلى مخاطبة العالم باللغة الإنجليزية واصفا ما حدث بأنه "حادث مأساوي" ومقدما الاعتذار، كشفت قناة إعلامية عبرية عن معلومات تفيد بأن الهجوم تم بموافقة مسبقة من القيادة العليا للجيش.
رواية نتنياهو للعالم: "حادث مؤسف واعتذار"
في أول رد فعل رسمي موجه للخارج، وبعد موجة تنديد دولية واسعة، لجأ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى منصة "إكس" لنشر تغريدة باللغة الإنجليزية وفيها، أعرب عن أسفه العميق للهجوم، واصفا إياه بـ "الحادث المأساوي" الذي سيتم التحقيق فيه، ومقدما اعتذاره عن إزهاق أرواح الأبرياء.
وهدفت هذه الرواية بوضوح إلى احتواء الغضب الدولي وتقديم صورة بأن ما جرى كان خطأ عملياتيا غير مقصود.
تسريبات الداخل: القناة 14 العبرية تكشف "موافقة القيادة العليا"
إلا أن هذه الرواية الرسمية اهتزت بقوة بعد تقرير بثته القناة 14 العبرية، المعروفة بقربها من الأوساط اليمينية والعسكرية.
ونقلت القناة عن جنود الاحتلال ممن شاركوا في العملية قولهم إن "الهجوم على مستشفى ناصر تم بمصادقة من القيادة العليا للجيش".
ويشير هذا التسريب، إن صحت دقته، إلى أن استهداف المستشفى لم يكن حادثا عرضيا، بل كان عملية عسكرية مخططا لها وموافقا عليها من أعلى المستويات، وهو ما يناقض تماما ما قدمه نتنياهو للمجتمع الدولي.
فجوة بين الخطاب الداخلي والخارجي تثير تساؤلات
يسلط هذا التناقض الصارخ الضوء على فجوة محتملة بين خطاب الاحتلال الإسرائيلي الموجه للداخل وذلك الموجه للخارج.
وأثار تقرير القناة العبرية تساؤلات جدية في الأوساط السياسية والإعلامية لدى الاحتلال حول مدى شفافية الحكومة والجيش في عرض الحقائق المتعلقة بالحرب.
كما يضع هذا الكشف نتنياهو في موقف حرج، حيث يتهم بتقديم معلومات غير دقيقة للمجتمع الدولي في محاولة لتجنب التبعات القانونية والسياسية لاستهداف منشأة طبية تحظى بحماية القانون الدولي الإنساني.
