معتقل محرر يروي رحلة العذاب من زنازين النظام السوري السابق إلى لحظة التحرير من صيدنايا
ما بعد الأسد.. معتقل محرر يروي رحلة العذاب من زنازين النظام السوري السابق إلى لحظة التحرير من صيدنايا
- في 4 يونيو 2020 تم ترحيله إلى سجن صيدنايا
سلطت الحلقة الثانية من برنامج "ما بعد الأسد" الذي تبثه قناة رؤيا الضوء على قصة المعتقل السابق محمد الشيخ، ابن الغوطة الشرقية، الذي عاش رحلة اعتقال قاسية في سجون النظام السوري السابق قبل أن ينال حريته أواخر العام 2024.
وبحسب رواية الشيخ، المولود عام 1988، فإن معاناته بدأت منذ انخراطه في المظاهرات ضد نظام بشار الأسد عام 2011، قبل أن يشارك في المعارك التي شهدتها الغوطة الشرقية حتى سقوطها بيد قوات النظام في 2018، ليتخذ قرارا بإبعاد عائلته عن مناطق الخطر والبقاء وحيدا.
وأكد الشيخ أنه اضطر لاحقا للالتحاق بالخدمة الإلزامية، حيث أرسل إلى مدينة حماة لمدة عام. وفي 24 ديسمبر 2019، تم اعتقاله على حاجز عسكري أثناء توجهه إلى مقر خدمته، ليتم نقله إلى الفرع الأمني "219" حيث خضع لتعذيب شديد واحتجز داخل زنزانة انفرادية لا تتجاوز مساحتها 60×60 سم لمدة 50 ساعة، قبل أن يبدأ التحقيق معه وتلفيق التهم له، وفق قوله.
وتابع الشيخ أنه جرى نقله بعدها إلى "فرع فلسطين 238"، حيث تم احتجازه داخل غرفة بمساحة 7×7 أمتار ضمت 120 معتقلا لمدة شهرين، بينما كانت عائلته تعيش حالة قلق طوال ثلاثة أشهر بعد اختفائه القسري، دون معرفة مكان وجوده أو وضعه.
وفي 4 يونيو 2020، تم ترحيله إلى سجن صيدنايا، الذي وصفه بأنه يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، مشيرا إلى أنه تعرض منذ لحظة دخوله للضرب والإهانة، وحرم من الطعام والملابس لمدة أسبوع.
واستمر التعذيب اليومي بحقه وبحق بقية المعتقلين، فيما تمكنت والدته من زيارته لأول مرة بعد عام وشهر من احتجازه هناك، حيث فوجئت بضعف حالته الصحية والنفسية.
وأشار الشيخ إلى أنه في الأول من ديسمبر 2024 بدأت تتسرب إلى السجن أخبار عن عمليات تحرير تقوم بها الفصائل المعارضة، ما أثار حالة استنفار بين السجانين، قبل أن تصل أنباء عن انسحاب قوات النظام من عدة مناطق من دون قتال.
ونقل الشيخ مشاهداته للحظات تحرير سجن صيدنايا، حيث ساد الصمت قبل أن ترتفع أصوات التكبير من داخل الزنازين، وتتكسر الأبواب، إيذانا ببدء خروج المعتقلين في الثامن من ديسمبر 2024.
وختم محمد الشيخ روايته بلحظة لقائه مع عائلته بعد غياب سنوات، فيما أعربت والدته عن ألمها مما تعرض له ابنها، داعية على بشار الأسد ومتهمته إياه بارتكاب الجرائم بحق السوريين.
