يوم الارض : ذكرى حاضرة ومستمرة واصرار فلسطيني على الصمود

عربي دولي
نشر: 2014-03-29 11:32 آخر تحديث: 2016-07-23 18:30
يوم الارض : ذكرى حاضرة ومستمرة واصرار فلسطيني على الصمود
يوم الارض : ذكرى حاضرة ومستمرة واصرار فلسطيني على الصمود

رؤيا - بترا - تأتي ذكرى يوم الارض التي توافق للثلاثين من اذار فيما لا تزال سلطات الاحتلال الاسرائيلي تمعن في سياساتها التوسعية والاستيطانية والاستيلاء على الاراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات غير الشرعية وغير القانونية عليها بعد ترحيل اصحابها الشرعيين عنها وسلبها عنوة .

ومنذ العام 1976 يجري سنويا إحياء ذكرى يوم الأرض ، للتأكيد على أن الأرض هي حق تاريخي للشعب الفلسطيني مهما تعددت اساليب الاحتلال في المصادرة والهدم والتشريد والقتل لهذا الشعب .

فعندما اعلنت اسرائيل نيتها مصادرة أراض عربية فلسطينية في الجليل لإقامة مستوطنات يهودية ومنشآت عسكرية ، اندلعت في ذلك اليوم مواجهات بين اصحاب الارض الفلسطينيين العزل , وقوات الاحتلال الاسرائيلي ادت الى استشهاد ستة فلسطينيين من مناطق سخنين وعرابة وكفر كنا والطيبة ومخيم نور شمس .

عدد من الفاعليات الفلسطينية قالوا لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان السياسة التوسعية التي تطبقها وتمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في مناطق ال 48 وال 67 على حد سواء , تتعارض مع القوانين والاعراف الدولية وقرارات الشرعية الدولية التي ندينها ونرفضها مرارا وتكرارا في جميع المحافل والمنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية .

واضافوا انه وبعد مرور 36 عاما على يوم الارض ، لا تزال اسرائيل تمارس نهجها الاقتلاعي بمصادرة الاراضي والتضييق على الفلسطينيين ، مشيرين الى ان اراضي قرى النقب والناصرة وغيرها مهددة هي ايضا بفعل ما درجت عليه السياسة الاسرائيلية التي لا تقيم شأنا لشرائع المجتمع الدولي وقوانين حقوق الانسان .

واشاروا الى ان فلسطينيي الداخل هم البقية الباقية من الشعب الفلسطيني الذي نكب العام 1948 وتحول معظمه إلى لاجئين بعد طردهم من موطنهم الاصلي ، لافتين الى ان هؤلاء الفلسطينيين يمتازون بالصلابة والصمود في الدفاع عن حقهم بالعيش والحياة على ارضهم مهما تعددت اساليب اسرائيل في القمع والتهجير، مثلما انهم اصحاب هوية اصيلة لهم روايتهم التاريخية الخاصة التي تتعارض مع الرواية التاريخية ( اليهودية ).

رئيس الحزب الديموقراطي العربي ورئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب طلب الصانع قال انه وبعد مرور 38 عاما على يوم الارض لم يتغير النهج الصهيوني المبني على التمييز العنصري ومصادرة الاراضي العربية والتهجير والتطهير العرقي ، مشيرا الى ان الاساليب والوسائل تغيرت ، لكن الهدف ما زال نفسه ، بل انه استشرس اكثر واصبح اكثر عدوانية واكثر تطرفا والدليل على ذلك هو مخطط (برافر ) الذي يستهدف التهجير لـ 35 قرية عربية فلسطينية ، وترحيل 200 الف مواطن عربي فلسطيني من منطقة النقب – بئر السبع ومصادرة 860 الف دونم .

واضاف ان يوم الارض كان على خلفية مصادرة 20 الف دونم في منطقة المثلث سخنين عرابة دير حنا، موضحا اننا الان امام مصادرة الاف الدونمات , ولا زالت المقدسات الاسلامية من مساجد ومقابر مستهدفة وتصادر بحجة املاك غائبين .

وبين الصانع التمييز الصارخ ضد المواطنين العرب ، الذين يعانون من البطالة والفقر , لافتا الى ان نسبة البطالة في وسط اليهود تصل الى 7 بالمئة , وهي في الوسط العربي ثلاثة اضعاف ذلك ، كما ان 50 بالمئة من العائلات العربية الفلسطينية في الداخل تعيش تحت خط الفقر . واوضح"ان التمييز ليس فقط ضد المواطن الفلسطيني ، بل انه طال النواب العرب في البرلمان الاسرائيلي , مشيرا الى محاكمة زميله النائب محمد بركة نتيجة مشاركته في مظاهرات , بذريعة الاعتداء على رجل شرطة ، علما بانه يتمتع بالحصانة البرلمانية التي يتمتع بها اي نائب يهودي، ولا يمكن ان يحدث ذلك فيما لو كان الحديث عن نائب برلماني يهودي " .

وقال ان النواب العرب هم 13 من اصل 120 نائبا ,جميعهم في جناح المعارضة دائما نتيجة لسياسة الاقصاء والتهميش ، ولذلك فان امكانية التاثير على القرار هي ضعيفة جدا لان القرارات عادة تصب في مصلحة الائتلاف وليس المعارضة .

واضاف ان اسرائيل تمارس سياسة الفصل العنصري ، وهو ما يشكل انتهاكا للحقوق والمعاهدات الدولية مثل الحق في المسكن والملكية وحقوق الشعوب الاصلية التي اقرت في المعاهدات الدولية والتي تنتهكها اسرائيل .

ودعا الصانع الى حراك دولي يبدأ من العرب انفسهم لكشف سياسة اسرائيل التي تتشدق بالديموقراطية , وتمارس العنصرية ، مشيرا الى ان هناك تركيزا دوليا على الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية , وتجاهلا لمليون ونصف المليون فلسطيني يعانون من التمييز العنصري . مدير مركز وجود لمناهضة العنصرية في اسرائيل نبيل بكور قال ان انشاء هذا المركز الحقوقي جاء للدفاع عن حقوق العرب في النقب ، ويكشف عن ممارسات اسرائيل في الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية وطرد اهلها الاصليين ، موضحا ان اسرائيل كانت تصادر الاراضي بوثائق سرية وبشكل خفي قبل ان تقوم الان بنفس الفعل ولكن بشكل ( مقونن ومشرعن ) بمعنى انها تصادر الاراضي بشكل علني وفقا لقوانين وضعت لتسهيل ذلك.

واضاف : في يوم الارض هبت الجماهير بعد ان كشفت عن وثائق تدل على ان اسرائيل تعمل على تهويد الجليل الذي يشكل خطرا ديمغرافيا عربيا على الجليل , فبدأوا بنهج هدفه الاساسي مصادرة الارض حيث تصدت الجماهير العربية وحدثت المواجهات التي استشهد على اثرها ستة شبان من العرب الفلسطينيين .

وحذر من تكرار المصادمات والمواجهات ، اذ ان المطروح الان هو تهويد النقب واقتلاع الاهالي من اراضيهم وتركيزهم في اماكن سكانية اخرى خارج اراضيهم وفق قانون (برافر) وهو اسم المسؤول اليهودي عن التخطيط في مكتب رئيس حكومة اسرائيل .

واوضح بكور ان المكان الحالي لهؤلاء المواطنين هو قرى مسلوبة الاعتراف حكوميا ، وينقصها كل ما يلزم من البنى التحتية مشيرا الى ان المركز يقوم بحماية السكان - وهم مواطنون وجزء من منظومة السكان في اسرائيل – وذلك عبر مخاطبة السلطات والمحاكم لتزويدهم بالبنية التحتية اللازمة والاساسية وحسب القانون .

وبين ان ( وجود ) مركز جديد يركز على الحصول على الحقوق الاساسية والطبيعية والاجتماعية والاقتصادية لهؤلاء العرب المحرومين من حقوقهم حيث يواجه ويتصدى لسائر الاشكال العنصرية والتمييز وسياسة الفصل العنصري , بمعنى ان هناك مجموعتين من السكان في النقب : اليهودية , والعرب المضطهدون ، فيما تصل الخدمات والحقوق الى اليهود ولا تصل الى العرب .

رئيس بلدية الناصرة سابقا رامز جرايسة قال ان اوضاع الفلسطينيين في مناطق الـ 48 سيئة وتزداد سوءا في ظل حكومة اليمين الاسرائيلي والمساعي المتواصلة للمس في مكانة العرب الفلسطينيين في اسرائيل ، ومؤخرا بدأ يزداد خطورة مع سلسلة من القوانين اخرها قانون رفع نسبة الحسم في الانتخابات النيابية .

واشار الى التضييق الحاصل على العرب فيما يتعلق بقضايا الارض ومصادرتها ، وقال ان اهالي النقب يتعرضون الان لهجمة شرسة من السلطات الاسرائيلية وعبر محاولات مستمرة لتصفية البقية الباقية من الارض من ملكية عربية في النقب .

وقال ان هناك العشرات من القرى العربية القائمة قبل عام 1948 , يتم تشريد اهلها وابتلاع اراضيهم ، مشيرا الى قرية رمية بالجليل ومحاولة تصفيتها , اذ تقع بالقرب من مستوطنة تسمى (كارميئيل) وهي مثل الاخطبوط التفت على اراضي القرية .

واشار الى ان الممارسات العنصرية الاسرائيلية في مصادرة الاراضي ادت بالاهل الى البناء غير المرخص ليواجهوا مشكلة السكن خاصة عند زواج الابناء ، موضحا ان قرارت الهدم سريعة جدا فيما قرارات الترخيص تاخذ وقتا طويلا ناهيك عن تكلفتها المرتفعة .

الناشط في المجال الوطني الفلسطيني الاسير المحرر محمد كناعنة قال ان العرب الفلسطينيين في مناطق الـ 48 يعيشون ظروفا صعبة جدا جراء ممارسات الاحتلال والسياسة العنصرية من قبل السلطات الاسرائيلية تجاههم وخاصة في موضوع الارض .

واضاف : كما هو معروف فان الارض بالنسبة للفلسطيني ليست فقط مصدر رزق بل انها مصدر القوة وهي الوطن والام والكرامة والحياة , ونحن اليوم لا نملك كعرب من الارض في مناطق الداخل مع مسطحات القرى والمدن التي نسكن فيها اكثر من 2 بالمئة من مساحة فلسطين , وهذه معطيات قاسية جدا تنبئ بتحول ديموغرافي خطير في السيطرة على الارض . وقال كناعنة ان القرى محاطة بالمستعمرات والمستوطنات والشوارع الالتفافية , ولا يختلف وضعنا عن وضع اهلنا في الضفة الغربية ، هناك مصادرة للاراضي لصالح ما يسمى دائرة اراضي اسرائيل ، وهذه المناطق يحظر علينا دخولها كعرب فلسطين 1948 او الاستفادة منها باي شكل من الاشكال .

واوضح ان هذه الممارسات التضييقية على المواطن العربي ادت الى انتشار ظاهرة البناء غير المرخص ، وذلك لعدم امكانية شراء ارض او بيت لان الاسعار عالية جدا ولا يستطيع الانسان العادي امتلاك الارض او السكن بسهولة, ولا يوجد امكانية لاي فلسطيني لشراء ارض الا من فلسطيني اخر وليس من يهودي ، لان الاراضي التي تذهب بوضع اليد للدولة لا يمكن ان يعاد بيعها لفلسطيني .

واشار الى ان السكن في المدن الكبرى مثل تل ابيب وحيفا له سلبيات على المواطن العربي , اذ يؤدي في بعض الاحيان الى تغيير نمط حياته بشكل كبير ما يؤثر على ابنائه ويؤدي الى تشوه في الهوية والانتماء.

وبين" ان العنصرية في اسرائيل نابعة من الاحتلال ، نحن لدينا مواطنة شكلية بمعنى ان الدولة تعرف نفسها بانها دولة اليهود والشعب اليهودي وليست دولة عادية لكل سكانها ، لذلك فان اسرائيل دولة قائمة على الاستيطان الاحلالي الذي يضع مجموعة سكانية مكان شعب كان موجودا ولا زال " .

أخبار ذات صلة

newsletter