مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

الآم المعدة "تعبيرية"

1
الآم المعدة "تعبيرية"

الحزن والقولون.. كيف يؤثر التوتر العاطفي على صحة الجهاز الهضمي؟

نشر :  
16:40 2025-07-14|
آخر تحديث :  
16:44 2025-07-14|
  • هل يحتفظ الجسم بالحزن على هيئة إمساك؟ العلم يجيب عن حقيقة العلاقة بين المشاعر والهضم
  • العصب الحائر.. الرابط الخفي بين الحزن وآلام المعدة والإمساك
  • مشاعر الحزن المكبوتة: هل تتحول فعلا إلى أعراض جسدية مثل الإمساك؟

يتداول كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا عبارة تقول إن "الجسم يحتفظ بالحزن على هيئة إمساك"، في إشارة إلى العلاقة الغامضة بين مشاعر الحزن والقلق من جهة،

وصحة الجهاز الهضمي من جهة أخرى.


ورغم أن العبارة تبدو شاعرية أكثر من كونها علمية، إلا أن الأبحاث الحديثة تكشف أن لهذه الفكرة أساسا في علم النفس العصبي وما يعرف بـ"محور الدماغ – الأمعاء".

العصب الحائر.. الخط الساخن بين الدماغ والأمعاء

العصب الحائر أو الـVagus Nerve، هو أطول أعصاب الجسم القحفية، يمتد من جذع الدماغ حتى الأمعاء، ويعد الوسيط الأهم في التواصل بين الدماغ والجهاز الهضمي.

هذا العصب مسؤول عن التحكم في نبض القلب والتنفس وحركة الأمعاء، كما ينقل الإشارات بين الدماغ والجهاز الهضمي في كلا الاتجاهين، في ما يعرف بـ"محور الدماغ – الأمعاء".

كيف يحول الحزن مشاعرنا إلى أوجاع في المعدة؟

الدراسات العلمية أثبتت أن المشاعر السلبية مثل الحزن، القلق، والتوتر لا تبقى حبيسة النفس فقط، بل تنعكس أيضا على الجسد، وتحديدا على المعدة والأمعاء.

عندما نمر بتجارب عاطفية قاسية، يفرز الجسم هرمون التوتر "الكورتيزول" الذي يخلخل توازن الجهاز العصبي الذاتي، فيبطئ حركة الأمعاء مسببا الإمساك لدى البعض، أو يسرعها

لدى آخرين مسببا الإسهال.

لهذا السبب تحديدا، هناك ارتباط وثيق بين الاضطرابات العاطفية وأمراض القولون والمعدة، مثل متلازمة القولون العصبي (IBS) التي تمثل أحد أبرز الأمثلة على العلاقة بين النفس والهضم.

المشاعر المكبوتة أم القولون العصبي؟

بينما يشخص القولون العصبي كاضطراب طبي مزمن بأعراض واضحة، فإن مصطلح "المشاعر المكبوتة التي تتراكم في الأمعاء" هو توصيف أدبي يعبر عن حالة حقيقية لكن يصعب

قياسها طبيا، ويدرجها الطب تحت ما يسمى "الاضطرابات النفسجسدية"، حيث تتحول المشاعر إلى أعراض جسدية.

لماذا نشعر بـ"سكوت القولون" عند الحزن؟

التفسير العلمي لذلك يكمن في تراجع نشاط العصب الحائر تحت وطأة التوتر والحزن، ما يؤدي إلى بطء حركة الأمعاء وتغير في توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، فيشعر

البعض بانقباض أو ثقل في المعدة، وكأن جهازهم الهضمي دخل في حالة "صمت" أو شلل مؤقت.

الخلاصة: العلم لا ينفي العلاقة لكنه يضعها في إطارها الصحيح

صحيح أن الحزن قد يتسلل إلى أمعائنا ويترجم إلى أعراض هضمية كالإمساك أو الألم، لكن التفسير علمي ومعقد، ولا يكفي اختزاله بعبارة "الجسم يحتفظ بالحزن على هيئة إمساك".

التعامل مع هذه الأعراض يتطلب تقييما طبيا ونفسيا متكاملا لفهم الأسباب الحقيقية وتفادي المضاعفات.

إذا شعرت أن مشاعرك تؤثر على صحتك الجسدية، فالخطوة الأذكى هي استشارة الطبيب وعدم الاكتفاء بالتفسيرات المنتشرة على الإنترنت.

  • صحة
  • الصحة
  • المعدة
  • القولون