حزب الله
استعراض مسلح لحزب الله وسط بيروت يثير غضبا واسعا
- حزب الله يراجع استراتيجيته العسكرية ويرد على مطالب نزع السلاح
في مشهد أثار استنكارا سياسيا وشعبيا واسعا، شهدت العاصمة اللبنانية بيروت استعراضا مسلحا لعناصر من حزب الله، ظهروا مقنعين ومدججين بالسلاح في شوارع منطقة الحمراء ومحيطها، ما أعاد إلى الأذهان مشاهد الحرب الأهلية والفوضى الأمنية، في مشهد وصف بـ"غير المسبوق" منذ سنوات.
يأتي هذا التطور وسط تسريبات متزايدة عن مراجعة استراتيجية كبرى يجريها حزب الله في أعقاب الحرب الأخيرة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ووفقا لتقارير نقلتها وكالة "رويترز" عن ثلاثة مصادر مطلعة، فإن الحزب يدرس تقليص دوره كقوة مسلحة، دون التخلي الكامل عن ترسانته، بعد أن تبين أن بعض الأسلحة الثقيلة باتت تشكل عبئا سياسيا وأمنيا عليه.
وذكرت المصادر أن حزب الله لا ينوي تسليم كامل ترسانته، لكنه قد يوافق على نقل بعض الأسلحة الثقيلة من مناطق لبنانية، خصوصا الصواريخ والطائرات المسيرة، شرط انسحاب إسرائيل من الجنوب ووقف هجماتها، بينما يحتفظ بأسلحة خفيفة وصواريخ مضادة للدروع لأغراض "دفاعية"، وفق توصيف المصادر.
رد مرتقب
في السياق ذاته، أكدت مصادر مطلعة أن حزب الله يقترب من الرد على الورقة الأميركية التي سلمها المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك، وتتضمن طلبا واضحا بنزع سلاح الحزب وحصره بيد الدولة اللبنانية.
وبينما أبدى الحزب استعداده لمبدأ "خطوة مقابل خطوة"، إلا أنه يرفض وضع جدول زمني صارم لتسليم السلاح، في حين أكد مسؤول لبناني رفيع أن بيروت تعد ردا رسميا يتضمن مطالبة بضمانات واضحة، من أبرزها انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية.
قلق إيراني وتراجع بالدعم؟
في غضون ذلك، تحدثت مصادر أمنية ومسؤولون لبنانيون عن تزايد الشكوك داخل حزب الله بشأن استمرارية الدعم الإيراني، في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة على طهران بعد الحرب الأخيرة.
وكشف مسؤول مطلع على نقاشات داخل الحزب أن بعض القادة يرون أن الترسانة العسكرية الكبيرة لم تعد مكسبا بل عبئا استراتيجيا، ما يفتح الباب على نقاشات داخلية قد تكون غير مسبوقة في مسار الحزب منذ تأسيسه.
