مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

1500 عام بين عاصفة "حزم" وخزاز "كليب"

1500 عام بين عاصفة "حزم" وخزاز "كليب"

نشر :  
منذ 9 سنوات|
اخر تحديث :  
منذ 9 سنوات|

رؤيا - العربية - غيرت "عاصفة الحزم" المعادلة في اليمن وفي المنطقة بأجمعها عسكرياً وسياسياً، كما وأنها رفعت أيضا المعنويات العربية التي تعرضت لصدمات وإهانات بسبب حالة الضعف والهزائم المذلة التي تلقتها منذ عقود. مشاعر الفخر واستعادة الكرامة لفت المكان في القمة العربية في شرم الشيخ التي بدت لأول مرة كقمة أفعال على الأرض وليست أقوال في الهواء.

في ظل هذه الأجواء كان لا بد أن يحضر التاريخ، فقد وجد بعض المتابعين المهتمين بالتاريخ أوجه تشابه بين "يوم خزاز"، الذي اجتمعت فيه القبائل العربية وانتصرت في معركة تاريخية على أعدائها، مستعيدةً شيئا من كرامتها وبين "عاصفة الحزم" التي يتكرر فيها السيناريو تقريبا رغم مرور أكثر من 1500 سنة بين الحدثين.


تذكر كتب التاريخ أن ملوك اليمن، مدعومين من الفرس، قاموا بفرض الضرائب المرهقة والمذلة على قبائل الجزيرة العربية الضعيفة والمشتتة والتي كانت تعيش في أضعف حالاتها. هذه القبائل طلبت مرات عديدة أن يتم إعفاؤها من دفع هذه الضرائب، ولكن الرد كان دائما قاسيا حيث كان يتم غزوها واستباحة أراضيها وأخذ هذه الضرائب وأكثر منها بالإكراه.

واستمرت هذه الحال المهينة التي لم تستطع القبائل تغييرها بسبب افتقادها للقوة على الأرض التي تمكنها من هزيمة أعدائها. كل ما كانت تملكه هو الفصاحة والخطابة، ولكن الحروب لا تعترف إلا بقوة الجيوش. وجاء يوم "خزاز" التاريخي ليغير المعادلة بالكامل وليستعيد العرب المهزومون شيئا من كرامتهم المهدورة وليتذوقوا طعم الانتصار الذي لم يعرفوه سابقا.

رفضت القبائل دفع الضرائب واجتمعت كلها تحت قيادة "كليب بن وائل" في مكان قريب من جبل خزاز الواقع بمنطقة القصيم في وسط السعودية، في يوم تاريخي من أيام العرب. تقول المصادر التاريخية إن كليب طلب من السفاح التغلبي أن يوقد نارا على رأس جبل خزاز حتى تهتدي بها القبائل الوافدة وتعرف الطريق إلى المكان الموعود.

وأمر كليب قائد الجيوش العربية التغلبي "إن غشيك العدو فأوقد نارين"، كما قال. تجمعت القبائل مهتدية بالنار التي تلتهب من بعيد، ولم يطل الوقت حتى أوقد السفاح النارين على رأس جبل "خزاز"، فبدأت الحرب الدامية المصيرية التي قادها كليب وشاركت فيها القبائل العربية وانتهت بهزيمة الملك اليمني وانسحابه بعد أن تم الإجهاز على عدد كبير من جيشه. مثّل "يوم خزاز" نصرا تاريخيا للعرب استعادوا فيه سلطتهم المستقلة وهيبتهم واحترام الآخرين لهم.

وقد قيلت أشعار كثيرة تصف هذا اليوم التاريخي.