الرئيس الأمريكي دونالد ترمب
سلام ترمب الوهمي.. تصفية حسابات فوق جثث الغزيين وأحلام الإيرانيين
- من التهديد النووي إلى خطاب النصر: ترمب ينهي المسرحية ويترك الأسئلة بلا إجابة
بعد اثني عشر يوما من التهديدات النووية والتصريحات الملتهبة، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من بين الأنقاض ليعلن للعالم "انتصار السلام"! لكن لو خدشنا سطح هذه المسرحية، لوجدنا أن "السلام الترمبي" ليس سوى دمية تتحرك بخيوط المصالح والدماء.
ما حدث لم يكن تصعيدا عشوائيا، بل مشهد مخرج بعناية: إيران تضرب قاعدة عربية حليفة لأمريكا بضربة "مدروسة"، وترمب "يشكر" الرئيس الإيراني على "تعاونه"، بينما غزة – الضحية الدائمة – تترك لتحترق في زاوية مظلمة.
العالم كله رأى كيف تحولت الأزمة إلى لعبة شطرنج جيوسياسية. بدأ الأمر بتهديدات ترمب لإيران بحجة "حماية إسرائيل"، ثم انتهى بقصف مفاعل "فوردو" الإيراني – بعد أيام من إخلائه! – وكأنها ضربة لإرضاء الجمهور لا أكثر.
الرد الإيراني جاء مبرمجا: صواريخ تطلق على قاعدة أمريكية في دولة عربية "صديقة"، دون أن تمس مصالح واشنطن الحقيقية. النتيجة؟ ترمب يظهر كـ"بطل السلام" والإيرانيون يبتسمون بدهاء، أما الغزيون فيموتون بصمت.
لكن الأكثر إيلاما هو أن أحدا لم يسأل: أين غزة في هذه المعادلة؟ منذ عامين والاحتلال يذبح الأطفال هناك، لكن "سلام ترمب" يتجاهلهم كأنهم شخبطة على هامش التاريخ.
ترمب يتحدث عن "نهاية الأزمات"، بينما طائرات F-16 الإسرائيلية تواصل قصف البيوت فوق رؤوس أصحابها. الفارق الوحيد أن هذه المرة، وضعت دماء الغزيين على طاولة المفاوضات كـ"بطاقة ضغط" لترمب وتل أبيب.
السؤال الذي يقلق العالم الآن: هل هذه نهاية اللعبة أم مجرد استراحة؟ ترمب أثبت أنه يحكم بـ"المزاجية" لا بالسياسة.
إذا كان "السلام" يفرض بالتهديد النووي وتجاهل القانون الدولي، فماذا سنرى في ولايته القادمة؟ الأكيد أن الشعوب لم تعد تصدق الأكاذيب. فالشهداء في غزة، والأطفال الجوعى تحت الحصار، والجرحى في إيران – كلهم يشهدون أن "سلام ترمب" مجرد كذبة كبرى.
