الفلسطينيون يحيون ذكرى “يوم الأرض”
رؤيا - البديل - تحل الذكرى الـ39 ليوم الأرض الفلسطيني في وقت لا تزال فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمعن في سياساتها التوسعية والاستيطانية والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات غير الشرعية وغير القانونية عليها بعد تهجير أصحابها الشرعيين وسلبها عنوة، لكن صمود وقوة تحمل الشعب الفلسطيني لاتزال تسيطر علي تراب بلاده فلايزال يحيي هذه الذكرى رغم كل المعاناة.
أصبح “يوم الأرض” يومًا وطنيًا فلسطينيًا بامتياز، حيث يحيي الشعب الفلسطيني على امتداد فلسطين التاريخية هذا اليوم بوقفات احتجاجية على العدوانية الصهيونية وترديد الأناشيد الفلسطينية التي تدل على الصمود والتحدي رافعين شعارات تطالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي ونشاطات مصادرة الأراضي.
خرجت تظاهرة فلسطينية نظمها العشرات من الفلسطينيين والنشطاء الأجانب في قرية النبي صالح شمالي مدينة رام الله لإحياء “يوم الأرض” حيث تعاني القرية من هجمة استيطانية كثيفة، طالت آلاف الدونمات الزراعية، وشارك المئات من نشطاء المقاومة الشعبية، وحشد من القيادات الوطنية وأهالي “النبي صالح” في المظاهرة التي انطلقت تجاه الأراضي المصادرة، لصالح التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، لكن المظاهرة بالرغم من سلميتها إلا أنها لم تسلم من القمع الإسرائيلي الوحشي.
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال المسيرة القائم بأعمال هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في فلسطين “جميل البرغوثي”، وأكدت مصار طبية فلسطينية إصابة نحو عشرين ناشطاً فلسطينياً وأجنبياً بعد أن أمطرت قوات الاحتلال المسيرة بوابل من الرصاص المطاطي إلى جانب إصابة العشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، حيث قمعت القوات الأمنية الصهيونية المظاهرة بالغاز المسيل للدموع، وهو ما أدي إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بالاختناق جراء الإطلاق الكثيف لقنابل الغاز.
في نفس السياق، أنطلقت مسيرات بمناطق مختلفة قبالة الشريط الحدودي شرقي محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة لإحياء الذكرى، وشارك في المسيرات عشرات من الشباب الفلسطيني الغاضب، وأشعلوا إطارات السيارات، وحملوا الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات مناوئة للاحتلال ومؤكدة تمسكهم بأرضهم المحتلة، إلا أن قوات الاحتلال باغتتهم بفتح نيران رشاشاتها وإطلاقها الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى إصابة شاب بالاختناق.
من جانب آخر زرع نشطاء في اتحاد لجان العمل الزراعي، بالتعاون مع بلدية الخضر واللجنة الزراعية في البلدة، أشتال زيتون في أراض ضمن إحياء يوم الأرض، وقال منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في الخضر “أحمد صلاح”، إن مجموعة من اتحاد العمل الزراعي وآخرين من بلدية الخضر واللجنة الزراعية، قاموا بزراعة 120 شتلة زيتون في أراضي منطقة “فاغور” المحاذية لمستوطنة “اليعازر”، دعمًا للمزارع في صموده بأرضه وتفويت الفرصة علي المحتل وأطماعه الاستيطانية.
أحيت قيادة منطقة بيروت في حركة “فتح”، ذكرى يوم الأرض ومعركة الكرامة، بإحتفال سياسي وفني أحيته فرق “عشاق الأقصى”، “كشافة الكرامة” و”البيادر”، في ساحة قاعة الشعب في مخيم شاتيلا، وبدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة حداد لأرواح الشهداء، ثم النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني.
م يقتصر الاحتفال على الأراضي الفلسطينية فقط بل يشارك في احياء الذكرى فلسطيني العالم اجمع، حيث أحيت الجالية الفلسطينية والمنظمات الشعبية الفلسطينية في اليونان ذكرى “يوم الارض” الجمعة الماضية في حفل خطابي وفني كبير في اثينا بمشاركة الجالية الفلسطينية في سالونيك والسفير الفلسطيني في اليونان “مروان طوباسي”، والرئيس الفخري للجالية الفلسطينية “سهيل صباغ”، شهد الحفل تمثيل عالي المستوى من الحكومة اليونانية ممثلة بوزارة الخارجية، وممثلو الأحزاب اليونانية وهي حزب سيريزا الحاكم والديمقراطية الجديدة المعارض وحزب النهر والحزب الشيوعي اليوناني والحزب الاشتراكي الباسوك وحزب اليونانيين المستقلين وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين وحزب اليسار الديمقراطي، ووزراء واعضاء مجلس النواب، وممثلي الكنيسة، وعدد كبير من السفراء العرب والاجانب، ورؤساء البلديات، وممثلي الاتحادات والنقابات والمؤسسات الغير حكومية، وممثلي الجاليات العربية، وعدد من السياسيين والمثقفين والإعلاميين اليونانيين، وعدد من رجال الاعمال الفلسطينيين، وحشد غفير من من ابناء الجالية الفلسطينية والعربية ومن الشعب اليوناني.
تم افتتاح الحفل بالوقوف دقيقة صمت اجلالاً واحتراماً لشهداء الشعب الفلسطيني والامة العربية، وعزف النشيدين الوطنيين اليوناني والفلسطيني، وألقى السفير الفلسطيني في اليونان كلمة تحية في الحفل شكر فيها اليونان على وقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني ودعمها المستمر لنضاله ومساعدته من اجل تحقيق أهدافه وبناء دولته المستقلة، وتطرق ايضاً الى معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطاة الاحتلال مطالباً المجتمع الدولي العمل على رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وإدانة الاستيطان والتأكيد على عدم شرعيته، والمطالبة بتحرير الأسرى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
كما انطلقت في العاصمة البلجيكية بروكسل الدورة الخامسة لمهرجان “عين على فلسطين” الفني الذي تنظمه جمعية الصداقة البلجيكية الفلسطينية مع عدد من المؤسسات البلجيكية الصديقة للشعب الفلسطيني، وذلك في إطار الاحتفال بيوم الأرض الفلسطيني للفت الأنظار إلى المعاناة الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي، وشهد حفل افتتاح المهرجان الذي يتواصل الى الخامس من أبريل المقبل، عرضًا موسيقيا قدمته المجموعة الموسيقية الفلسطينية “مجموعة 47″ ضم مجموعة من الأغاني التراثية والثورية الفلسطينية.
وفي المغرب فعلى طول شارع “محمد الخامس” في العاصمة التونسية، تمازجت الكثير من الأعلام، غالبيتها تعود للمغرب والجزائر وتونس، وعروس المسيرة “فلسطين”، وشارك في المسيرة فعاليات مغربية كثيرة جنبًا إلى جنب مع فعاليات تونسية وجزائرية وأفراد منتمين لجنسيات أخرى.