ربيع 2025 الأكثر حرارة في بريطانيا على الإطلاق.. تفاصيل
- ربيع 2025 يسجل الأكثر جفافا منذ أكثر من 50 عاما
- مكتب الأرصاد في بريطانيا: ربيع 2025 من بين الأكثر جفافا منذ 1836
شهدت المملكة المتحدة ربيعا استثنائيا هذا العام من حيث الحرارة والجفاف، في استمرار واضح للتغيرات المناخية التي ترصدها الجهات المختصة.
أكدت هيئة الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، الاثنين، أن ربيع عام 2025 كان الأشد حرارة على الإطلاق، والأكثر جفافا منذ أكثر من نصف قرن.
وأوضحت الهيئة أن متوسط درجات الحرارة خلال أشهر آذار/مارس ونيسان/أيار بلغ 9.51 درجات مئوية، متجاوزا الرقم القياسي السابق البالغ 9.37 درجات، والمسجل في ربيع العام الماضي.
وأفاد مكتب الأرصاد الجوية البريطاني أن ثمانية من أكثر عشرة فصول ربيع حرارة في تاريخ البلاد سجلت منذ عام 2000، بينما وقعت أكثر ثلاثة فصول ربيع حرارة على الإطلاق بعد عام 2017.
ورغم أن المملكة المتحدة كانت تتجه، حتى منتصف مايو، نحو تسجيل أكثر فصول الربيع جفافا خلال أكثر من قرن، إلا أن تساقط الأمطار خلال الأسبوعين الأخيرين من الشهر أدى إلى تراجع التصنيف إلى سادس أكثر فصول الربيع جفافا منذ عام 1836.
وبلغ معدل الأمطار في ربيع 2025 نحو 128.2 ملم فقط، أي ما يقل بنحو 40% عن المعدل طويل الأجل، ليصبح بذلك الأكثر جفافا منذ أكثر من 50 عاما. ولم تقتصر الظواهر غير الاعتيادية على اليابسة، إذ سجلت موجة حر بحرية حول السواحل البريطانية، مع ارتفاع درجات حرارة سطح المياه إلى مستويات قياسية في شهري أبريل ومايو، حيث تجاوزت بعض المناطق المعدلات الطبيعية بـ 4 درجات مئوية.
وأدى هذا المزيج من الحرارة المرتفعة، والشمس الساطعة، وقلة الأمطار إلى خلق تحديات كبيرة لقطاعي الزراعة وإدارة الموارد المائية في مختلف أنحاء المملكة.
ويعزو الخبراء هذه الظواهر إلى سيطرة أنظمة ضغط جوي مرتفع، تعود أصولها إلى جزر الأزور أو البر الأوروبي، والتي بقيت مهيمنة على الأجواء منذ أواخر فبراير وحتى نهاية مايو، مما أعاق تدفق المنخفضات الأطلسية المعتادة.
وأوضحت العالمة في مكتب الأرصاد الجوية، إميلي كارلايل، أن "المناخ في المملكة المتحدة مستمر في التغير. وما يميز ربيع 2025 هو التلاقي غير المعتاد بين الحرارة القياسية وأشعة الشمس الساطعة، مقابل انخفاض كبير في هطول الأمطار".
وأضافت: "هذه الظواهر تعكس التحولات في أنماط الطقس التي نشهدها، حيث باتت الفترات الطويلة من الجفاف والطقس المشمس أكثر تكرارا. البيانات تؤكد أن العقود الأخيرة كانت أكثر حرارة وجفافا مقارنة بمتوسط القرن العشرين، مع استمرار تأثير التغيرات الطبيعية أيضا في تشكيل مناخ البلاد".
