جانب من المساعدات الموجودة في المخزن
الأونروا لـ"رؤيا": مساعدات تكفي 200 ألف غزي عالقة في عمان بسبب قيود الاحتلال
- المساعدات تتنوع ما بين مواد غذائية وطرود نظافة واحتياجات أساسية أخرى
- المساعدات لم ترسل إلى غزة بسبب القيود التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية آذار
- الأونروا: لدينا مساعدات كافية لإنقاذ حياة 200 ألف شخص لمدة شهر كامل
عائشة الغبن - ما تزال مساعدات إنسانية ضخمة مخصصة لسكان قطاع غزة عالقة في مستودع بالعاصمة الأردنية عمان، رغم كفايتها لدعم أكثر من 200 ألف شخص لمدة شهر كامل، في ظل حصار خانق يتفاقم يوما بعد يوم.
وفي حديث خاص لـ"رؤيا"، أوضح المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، جوناثان فاولر، أن "المساعدات المحتجزة في هذا المستودع تتنوع ما بين مواد غذائية، وطرود نظافة، واحتياجات أساسية أخرى، بعضها عالق منذ كانون الثاني الماضي، بل إن جزءا منها يعود إلى العام الماضي".
وأكد فاولر أن هذه المساعدات لم ترسل إلى غزة بسبب القيود التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية آذار، ولم يتم رفعها فعليا حتى الآن، مضيفا: "ما يسمح بإدخاله لا يكفي حتى لوصفه بنقطة في بحر الاحتياجات الإنسانية، بل أقرب إلى 'ميكرو نقطة'".
وأشار إلى أنه رغم دخول بعض المساعدات مؤخرا، فإن الكميات تبقى ضئيلة جدا، موضحا أن غزة تحتاج ما بين 500 إلى 600 شاحنة مساعدات يوميا لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، وهو رقم لم يتحقق إلا لفترة قصيرة أثناء وقف إطلاق النار المؤقت، مما يثبت أن إدخال المساعدات ممكن إذا توفرت الإرادة السياسية.
وأضاف: "عدم تمكين وصول المساعدات بشكل منتظم هو قرار متعمد، وهو بمثابة استخدام للمساعدات كسلاح، في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الإنساني الدولي".
وشدد على أن الأونروا، التي تضم 12 ألف موظف في غزة، مستعدة لتوزيع المساعدات فورا، لكنها بحاجة إلى الإذن.
خطر التلف وسوء استخدام أموال المانحين
وحذر فاولر من خطر تلف المواد، خاصة الأغذية، في المستودعات، بينما يعاني السكان في غزة من الجوع وسوء التغذية، معتبرا أن هذا الوضع لا يمثل فقط فشلا إنسانيا، بل إساءة لاستخدام أموال المانحين من دافعي الضرائب حول العالم.
وأكد أن أكثر من 300 موظف في الأونروا قتلوا منذ بدء الحرب، في حصيلة غير مسبوقة بتاريخ الأمم المتحدة، ورغم ذلك، ما تزال الوكالة تقدم خدمات حيوية تشمل 19 ألف استشارة طبية يوميا، ودعما تعليميا لنحو 35 ألف طفل، لكنها على وشك النفاد من الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية.
كارثة غذائية تلوح في الأفق
وأشار التقرير رقم 172 الصادر عن الأونروا إلى أن الوضع في غزة تدهور بشكل خطير منذ منتصف آذار، عقب تصعيد القصف البري والجوي والبحري.
ولفت إلى أن البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمناطق السكنية، تعرضت لدمار هائل، وأن عشرات الآلاف سقطوا بين قتيل وجريح.
وبحسب التقرير، فقد منعت المساعدات بشكل كامل من دخول غزة لمدة تزيد عن 11 أسبوعا، من 2 آذار حتى 18 أيار، مما أدى إلى نفاد شبه تام للغذاء والوقود والأدوية واللقاحات.
وحتى بعد السماح بدخول كميات محدودة من المساعدات في 18 أيار، وصفها منسق الطوارئ الأممي توم فليتشر بأنها "قطرة في محيط الاحتياج الفعلي".
سوء تغذية الأطفال يرتفع بسرعة
من جهته، حذر مدير دائرة الصحة في الأونروا، الدكتور أكيهيرو سييتا، من تفاقم أزمة سوء التغذية، مؤكدا أن بيانات نيسان كشفت عن ارتفاع حاد في حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، حيث جرى علاج الآلاف منهم منذ مطلع العام.
فاولر أكد أن خدمات الأونروا الصحية والتعليمية ما تزال شريان حياة حيوي في ظل القصف والنزوح، لكنها تعاني من نقص شديد في المستلزمات، حيث نفد 41% من الأدوية، ويتوقع نفاد أكثر من ربع المخزون المتبقي خلال الشهرين المقبلين.
وفي ختام حديثه لـ"رؤيا"، قال أحد المسؤولين عن عمليات الأونروا: "لدينا مساعدات كافية لإنقاذ حياة 200 ألف شخص لمدة شهر كامل، ما نحتاجه فقط هو الإرادة السياسية. يجب السماح بتدفق المساعدات دون قيود وبالحجم المطلوب، فهذا من أبسط مبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة".
