وزير الخارجية أيمن الصفدي مع نظيريه التركي والسوري
الصفدي: العدوان على غزة لا يحتمل ودعمنا لسوريا مطلق واستقرارها ضرورة إقليمية - فيديو
- الصفدي: استمرار العدوان يفاقم الكارثة الإنسانية
- الصفدي: مكافحة الإرهاب مسؤولية جماعية
أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أن العدوان الإسرائيلي على غزة بلغ مستوى لا يمكن لأي طرف تحمله، مطالبا بوقفه الفوري دون قيد أو شرط.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الصفدي مع نظيريه التركي والسوري، حيث شدد على أن استمرار العدوان يفاقم الكارثة الإنسانية، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته لوقف هذه المأساة.
وقال الصفدي إنه عندما سمح بدخول المساعدات كان الأردن خط حياة لغزة.
وفيما يتعلق بالملف السوري، أكد الصفدي أن دعم الأردن لسوريا "مطلق"، وأن استقرارها يشكل ركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة، مشددا على أهمية احترام سيادة سوريا ووقف جميع أشكال التدخلات الخارجية في شؤونها.
وأضاف: "نعمل مع المجتمع الدولي على إلزام إسرائيل بعدم التدخل في الشؤون السورية، ونؤكد على ضرورة انسحابها الكامل من الأراضي السورية ووقف الاعتداءات المستمرة على أراضيها".
وأشار الصفدي إلى أن مكافحة الإرهاب مسؤولية جماعية، مبينا أن خطره يهدد كافة دول المنطقة، ولا سيما تلك المجاورة لسوريا، ما يستدعي تعزيز التعاون الأمني وتوحيد الجهود.
وفي سياق متصل، اعتبر الصفدي أن إطلاق سراح المحتجز الأمريكي في غزة يعد "خطوة مهمة نحو وقف العدوان، والبدء الفعلي في إدخال المساعدات الإنسانية والبدء بإعادة الإعمار"، داعيا إلى استثمار هذه الخطوة لدفع جهود التهدئة وتحقيق انفراج حقيقي في القطاع.
وتاليا ما جاء في بيان الخارجية حول الاجتماع الثلاثي
وأكد الوزراء خلال الاجتماع أهمية مأسسة التعاون بين الدول الثلاث في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية وضرورته لدعم سوريا في جهودها إعادة بناء سوريا على الأسس التي تضمن وحدتها وأمنها وسيادتها وسلامة مواطنيها.
وأجرى الصفدي قبيل اللقاء الثلاثي، اجتماعا مع وزير الخارجية التركي، بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية، وفي مقدمها جهود إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، والتوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
كما عقد الصفدي والشيباني محادثات ثنائية بحثت الخطوات العملانية التي سيتخذها البلدان لتعميق التعاون ومواجهة التحديات المشتركة.
واتفق الصفدي والشيباني على عقد اجتماع موسع يحضره الوزراء المعنيون لبحث التعاونية في القطاعات المختلفة؛ تفعيلا لمجلس التنسيق الأعلى الذي كانا اتفقا على إنشائه خلال لقائهما في دمشق الشهر الماضي.
كما بحث الوزراء التعاون القائم لمواجهة خطر تهريب المخدرات والسلاح ومواجهة الإرهاب.
وفي مؤتمر صحافي بعد اللقاء الثلاثي، أكد الصفدي أن المحادثات خلال الاجتماع عكست موقفنا الموحد في دعم أشقائنا في سوريا، في دعم أمنهم واستقرارهم وسيادتهم، والحرص على العمل المشترك في حرصنا لمساعدة سوريا على مواجهة كل التحديات، وكل ما يهدد المسيرة التي بدأتها سوريا بعد عقود من الخراب والدمار والمعاناة لسوريا ولشعبها الشقيق.
وقال الصفدي: "دعمنا لسوريا مطلق، وقوفنا إلى جانب سوريا في مواجهة كل ما يهدد أمنها واستقرارها مطلق، واستقرار سوريا هو ركيزة لاستقرار منطقتنا، وحصول الشعب السوري الشقيق على حقه في الحياة الآمنة الكريمة بعد سنوات من المعاناة أولوية بالنسبة لنا."
وشدد على أن المملكة لن تدخر جهدا في دعم سوريا.
وقال الصفدي إن الاجتماع بحث خطوات عملية لدعم سوريا وللمساعدة في تفعيل المؤسسات، وبناء القدرات، وبناء علاقات اقتصادية تجارية استثمارية تنعكس خيرا على الجميع.
وأشار الصفدي إلى أنه بحث ونظيراه التركي والسوري، الآليات التي يمكن من خلالها أن نتصدى معا لتنظيم داعش وللإرهاب بكل أشكاله، لأن الإرهاب خطر ليس فقط على سوريا، هو خطر علينا جميعا في المنطقة."
ولفت الصفدي إلى الاجتماع الذي كان استضافه الأردن لدول جوار سوريا؛ لتكريس جهد مؤسساتي مشترك لمواجهة الإرهاب، ولحماية سوريا، ولحماية المنطقة من الشر والخطر الذي يمثله.
وقال الصفدي: "صحيح أن ثمة تحديات في سوريا، لكن ثمة فرص كبيرة أيضا، وكلما عملنا معا، كلما نسقنا مواقفنا، كلما استطعنا أن ندفع باتجاه الإفادة من هذه الفرص بما ينعكس خيرا على سوريا وعلى شعبها الشقيق."
وأكد الصفدي أن التحديات الأكبر هي التحديات التي تستهدف أمن سوريا واستقرارها من الخارج، وفي مقدم هذه التحديات العدوان الإسرائيلي المتجدد على سوريا، ومحاولة إسرائيل التدخل في الشؤون السورية وبث الفرقة و الفتنة والانقسام في سوريا.
وبين أن هذا أمر نتصدى له ونرفضه ونشرح للعالم كله خطورته.
وقال الصفدي: "لا حق لإسرائيل في أن تعتدي على الأرض السورية، لا حق لإسرائيل في أن تدفع باتجاه التوتر والانقسام في سوريا، وتدخلات إسرائيل في سوريا لن تجلب الأمن لإسرائيل، ولن تجلب لسوريا إلا الخراب والدمار."
وقال الصفدي إن "سوريا الآن أمام فرصة تاريخية لأن تكون آمنة مستقرة، يعيش السوريون فيها بأمن وكرامة واستقرار، بعد سنوات من المعاناة. هذه الفرصة يجب أن تدعم، وتستدعي أن يتخذ العالم موقفا واضحا في مواجهة كل ما يهددها، بما في ذلك العدوانية الإسرائيلية، والتدخلات الإسرائيلية، وبما في ذلك ما اتفقنا على محاربته مشتركين من إرهاب وفكر تقسيمي، وفكر إرهابي متطرف."
وأكد الصفدي أن "سوريا الآمنة المستقرة هي سوريا الموحدة ذات السيادة، التي ينعم فيها كل مواطنوها بحقوقهم كاملة، وهذا ما ندعمه بالمطلق في المملكة، ونعمل على دعمه بالتنسيق مع أشقائنا في تركيا، في الدول العربية ومع المجتمع الدولي."
وأكد الصفدي أهمية الاستقرار والأمن في الجنوب السوري حيث إن "الجنوب السوري هو حدودنا المباشرة، هو أمننا الاستراتيجي، وبالنسبة لنا في المملكة نريد للجنوب ولكل سوريا أن ينعموا بالأمن والاستقرار، و أن لا يكون في الجنوب خطر، سواء خطر إرهابي أو خطر التدخل الإسرائيلي."
وأكد الصفدي أن الأردن ينسق مع سوريا وتركيا ومع الدول العربية، ويعمل مع المجتمع الدولي من أجل وقف العدوانية الإسرائيلية وإلزام إسرائيل احترام سيادة سوريا، وعدم التدخل بشؤونها حتى تستطيع سوريا أن تمضي في عملية إعادة البناء التي يستحقها الشعب السوري، وتضمن الأمن والاستقرار لكل الشعب السوري، وتحفظ حقوقه."
وقال إن الأردن مستمر في جهوده حتى تنسحب إسرائيل من كل الأراضي السورية وتوقف تدخلاتها في الشأن السوري.
وشدد الصفدي على أن المرحلة القادمة ستشهد المزيد من التنسيق، وستشهد المزيد من الخطوات العملانية التي ستنعكس بشكل واضح وملموس.
وأشار الصفدي أنه بحث ونظيراه القضية الفلسطينية، وأكد أن العدوان الإسرائيلي على غزة يجب أن يتوقف، وأنه لا يمكن أن يستمر المجتمع الدولي في السكوت على ما يسببه من دمار وخراب ومعاناة للشعب الفلسطيني الشقيق.
وحذر الصفدي أنه لا يمكن لإسرائيل أن تستمر في حرمان الشعب الفلسطيني من الحق في الماء والغذاء والدواء، في خرق واضح ليس فقط لكل القوانين الدولية، ولكن أيضا في خرق لكل القيم الإنسانية، وفي فعل يمثل بكل الجوانب جريمة حرب، يجب أن تتوقف.
وقال: "نحن في المملكة مستمرون في العمل من أجل إنهاء العدوان، من أجل التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، ونرى في خطوة إطلاق المواطن الأمريكي عيدان ألكساندر، خطوة مهمة يجب أن تؤدي إلى اتفاق شامل، ينتج وقفا دائما لإطلاق النار، يرفع الحصار عن غزة، ويسمح بدخول المساعدات الكافية للقطاع، لنبدأ بعد ذلك في إطلاق عملية تستهدف تحقيق الأمن والسلام والاستقرار."
وأكد الصفدي أن السلام والاستقرار لن يتحققا إلا إذا حصل الشعب الفلسطيني الشقيق على حقه في دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني، لتعيش الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية ووفق مبادرة السلام العربية.
وقال الصفدي: "الناس في غزة الآن يموتون ليس فقط بالرصاص الإسرائيلي، يموتون نتيجة حرمانهم من الغذاء والدواء، أطفال يموتون بسبب العطش، بسبب عدم توفر الخدمات الصحية، وهذه حالة بشعة، حال لا إنسانية، حال يجب أن يتحرك العالم بشكل فوري لإنهائها."
وفي رد على سؤال قال الصفدي: "إن ما نشهده في غزة كارثة إنسانية بكل المعايير. غزة باتت ليس فقط مقبرة للأطفال، ولكن مقبرة للقانون الدولي، ومقبرة للقيم الإنسانية."
وأضاف "لا شيء يبرر حرمان مليوني وثلاثمئة ألف فلسطيني من مائهم وغذائهم ودوائهم، لكن إسرائيل مستمرة في عدوانها على غزة، مستمرة في منع إدخال المساعدات، حيث لم يدخل أي من المساعدات إلى غزة منذ ٢ آذار الماضي، ونتيجة ذلك الأطفال يموتون من الجوع، المستشفيات لا تعمل، متطلبات الحياة الأساسية في غزة غير متوفرة."
وقال الصفدي: "نحن في المملكة مستمرون بالقيام بكل ما نستطيعه من أجل تغيير هذه الحال البشعة، وجلالة الملك يقود جهودا مستمرة بالتنسيق مع أشقائنا في المنطقة ومع المجتمع الدولي من أجل وقف هذه الكارثة، من أجل إنهاء الحرب، من أجل التوصل لاتفاق دائم لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات."
وأشار الصفدي إلى ما بذله الأردن من جهود لإيصال المساعدات إلى غزة قبل منع إسرائيل دخولها حيث كان الأردن خط حياة لغزة، سواء عبر الإنزالات الجوية التي كانت ثاني أكبر عملية إنزالات جوية منذ برلين، ومن خلال إرسال الشاحنات برا.
وقال الصفدي إن سكوت المجتمع الدولي على منع إسرائيل دخول المساعدات أمر لا يمكن أن يفهمه عقل أو يقبله إنسان.
وقال الصفدي إنه بدلا من أن تتفاعل إسرائيل مع الطرح العربي للعمل من أجل تحقيق سلام عادل دائم يلبي حقوق الشعب الفلسطيني كاملة، ويحفظ أمن إسرائيل، تستمر إسرائيل في عدوانيتها.
وقال إن هذه العدوانية تتبدى في غزة والضفة الغربية وفي سوريا وفي لبنان.
وقال الصفدي: "نرى إسرائيل مستمرة في خطوات أحادية لا شرعية تقتل كل فرص تحقيق السلام في الضفة الغربية، وتدفع باتجاه تفجر الأوضاع هناك، وهذه كارثة إن لم نوقفها سيكون لها تداعيات خطيرة على أمن المنطقة برمتها."
وأضاف "نرى إسرائيل ترفض التزام وقف إطلاق النار مع لبنان، ومستمرة في احتلال مناطق حدودية، كانت التزمت بالخروج منها في اتفاق وقف لإطلاق النار."
وقال الصفدي "ونرى إسرائيل مستمرة ليس فقط في اعتداءاتها على الأرض السورية، ولكن أيضا في محاولتها زعزعة أمن واستقرار سوريا، من دون أي مبرر، فالحكومة السورية أكدت غير مرة أنها تريد أن تركز على إعادة بناء وطنها، أن تحفظ لشعبها أمنه وحقوقه كاملة وأن لا تدخل في صراعات، وأنها ملتزمة باتفاقية ١٩٧٤. ماذا كان الرد الإسرائيلي؟ غطرسة وعدوان، وتدخلات عبثية تستهدف أمن سوريا واستقرارها، سواء في قصف المقر الرئاسي، سواء في احتلال أرض سورية جديدة، سواء في عبثها بالنسيج الاجتماعي السوري. كل هذه مؤشرات على أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تدفع باتجاه استمرار التوتر، تدفع باتجاه اللاستقرار. من يستفيد من هذه الحال؟ الكل يخسر."
وشدد الصفدي على "أننا نريد الأمن والاستقرار، وندعم كل خطوة إيجابية تأخذنا باتجاه الأمن والاستقرار، من هنا نهنئ أشقاءنا في تركيا على قرار حزب العمال حل نفسه، لأننا نرى في ذلك خطوة باتجاه تكريس الأمن والاستقرار والتقدم باتجاه السلام الشامل، الذي هو ضرورة وحاجة لمنطقتنا كلها، والذي هو ضرورة للأمن والسلم الدولي."
وقال الصفدي: "إن الدول العربية والإسلامية، كما أكدت اللجنة العربية الإسلامية المشتركة، تريد السلام العادل، لكن كل ما نراه من الحكومة الإسرائيلية هو الاستمرار في الفوضى، الاستمرار في العدوانية على كل الجبهات التي ذكرتها، هذا أمر يجب أن يتوقف، ونقول للعالم أجمع إنهم إذا أرادوا لمنطقتنا أن تنعم بالأمن والاستقرار والسلام علينا أن نعالج جذور التوتر. وجزء كبير من التوتر نراه نتيجة ممارسات إسرائيلية وعدوانية إسرائيلية في لبنان، وفي سوريا وفي فلسطين."
وأكد الصفدي "منطقتنا تحتاج السلام، والسلام الذي تحتاجه منطقتنا هو ركيزة للأمن والسلم الدوليين، ومن هنا نمد أيدينا إلى العالم أجمع، بأن يعمل معنا من أجل وقف هذه الكوارث، وإلزام إسرائيل احترام القانون الدولي، والاستثمار في مستقبل آمن يضمن الأمن والاستقرار لكل دول المنطقة، بما في ذلك الفلسطينيين والإسرائيليين."
