خاتم البابا
"خاتم الصياد".. لماذا يدمر خاتم البابا بعد وفاته؟
- تدمير "خاتم الصياد" رمز السلطة البابوية
أعلن الفاتيكان صباح الاثنين وفاة البابا فرنسيس، الحبر الأعظم رقم 266 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، عن عمر ناهز 88 عاما، وذلك في الساعة 07:35 صباحا، بعد صراع مع المرض خلال الأشهر الماضية.
وأكد الكاردينال كيفن فاريل، الذي يشغل منصب "الكاميرلنغو"، وفاة البابا رسميا، مشيرا إلى أن مراسم التحقق من الوفاة ووضع الجثمان في التابوت ستقام مساء اليوم، في تمام الساعة الثامنة، داخل أروقة الفاتيكان.
بدء تقليد "الكرسي الخالي" وتدمير خاتم البابا
ومع إعلان الوفاة، تدخل الكنيسة الكاثوليكية مرحلة تعرف بـ"الكرسي الخالي" (Sede Vacante)، وهي الفترة التي تسبق انتخاب بابا جديد. وتبدأ هذه المرحلة بتدمير "خاتم الصياد"، أو ما يعرف رسميا بـ"الخاتم البابوي"، وهو أحد أقدم وأبرز الرموز المرتبطة بمنصب البابا.
ويشرف على هذا الطقس التقليدي الكاردينال كاميرلينغو، الذي يستخدم مطرقة فضية صغيرة لتحطيم الخاتم أمام مجلس الكرادلة، في مشهد رمزي يعلن رسميا نهاية سلطة البابا الراحل، ويمنع استخدام الخاتم بعد وفاته في ختم وثائق أو قرارات.
ما هو "خاتم الصياد"؟
يمنح "خاتم الصياد" لكل بابا جديد خلال مراسم التنصيب، وهو يحمل نقشا يصور القديس بطرس – أول بابا بحسب التقاليد الكاثوليكية – وهو يلقي شبكة صيد، مع اسم البابا المعين. وقد استخدم تاريخيا كختم رسمي لمراسلات البابا الخاصة، إلى جانب الختم الرصاصي للوثائق الرسمية.
وعلى الرغم من توقف استخدام الخاتم كأداة ختم منذ عام 1842، إلا أنه لا يزال يعد رمزا جوهريا لسلطة البابا الروحية والإدارية بوصفه خليفة القديس بطرس.
وفي عام 2013، عندما استقال البابا بنديكتوس السادس عشر من المنصب، تم تعديل التقليد، حيث لم يدمر الخاتم بل رسم عليه صليب غائر، في اعتراف بالطبيعة غير المسبوقة للاستقالة. لكن في حالة وفاة البابا فرنسيس، سيعاد العمل بالتقليد الكامل بتدمير الخاتم.
مسيرة البابا فرنسيس ومراحل مرضه الأخيرة
كان البابا فرنسيس قد ظهر علنا آخر مرة خلال قداس عيد الفصح في ساحة القديس بطرس، حيث ألقى عظته وبارك الحشود التي تجاوز عددها 35 ألفا. إلا أن وضعه الصحي تدهور بسبب التهاب رئوي، ما استدعى بقاءه في المستشفى لفترة امتدت من 14 فبراير حتى 23 مارس.
ومنذ خروجه، لم يشارك البابا في المناسبات العامة، واكتفى باستقبال عدد محدود من الزوار، كان من أبرزهم الزوجان الملكيان البريطانيان أوائل أبريل، ونائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس الذي التقاه عشية وفاته، وقدم له التهنئة بعيد الفصح.
الاستعداد لانتخاب بابا جديد
مع بدء فترة "الكرسي الخالي"، تبدأ الترتيبات في الفاتيكان لعقد مجمع الكرادلة الذي سينتخب خليفة جديدا للبابا فرنسيس، في واحدة من أقدم العمليات الانتخابية وأكثرها رمزية في العالم.
وسيمثل البابا الجديد الكاثوليك حول العالم، والبالغ عددهم نحو 1.3 مليار مؤمن، ويحمل على عاتقه مسؤوليات روحية وسياسية معقدة في عالم يشهد تحولات دينية وثقافية متسارعة.
