كأس قهوة
مواطنون يشتكون من رفع سعر "كأس قهوة الشارع" بين 60 - 75 قرشا في الأردن
- مواطنون: سعر كأس القهوة في كافتيريات الشارع ارتفع من 50 قرشا بين 60 إلى 75 قرشا
شهدت أسعار قهوة "كأس الشارع" في السوق الأردني، الأربعاء، ارتفاعا ملحوظا في كافتيريات الشارع، حيث ارتفعت من 50 قرشا إلى 75 قرشا، وفقا لما رصده موقع "رؤيا الإخباري". وأثار هذا الارتفاع استياء العديد من المواطنين الذين عبروا عن شكواهم من الزيادة المفاجئة في أسعار هذا المشروب الشعبي الأساسي في حياتهم اليومية.
تفاصيل الزيادة في الأسعار
وبحسب ما ورد من شكاوى لموقع "رؤيا الإخباري"، فإن سعر الكيلوغرام الواحد من القهوة ارتفع من 12.60 دينارا أردنيا إلى 14.80 دينارا، بزيادة قدرها 2.20 دينار شاملة ضريبة المبيعات، وفقا لتصريحات شركات توزيع القهوة. وبذلك أصبح سعر الأوقية (250 غراما) 3.70 دينارا أردنيا بدلا من 3.15 دينار.
وقال مواطنون إن سعر كأس القهوة في كافتيريات الشارع ارتفع من 50 قرشا إلى 75 قرشا، بنسبة زيادة تصل إلى 50%، وهو مشروب يومي يعتمد عليه الكثير من الأردنيين.
وأكد أصحاب محلات بيع القهوة والمشروبات الساخنة أن هذه الزيادة جاءت نتيجة ارتفاع تكلفة المواد الأولية التي يتم شراؤها من الموزعين المحليين.
وأوضحت شركات توزيع القهوة، بحسب تصريحات رصدها موقع "رؤيا الإخباري"، أن الزيادة في الأسعار تعود إلى ارتفاع كبير في أسعار البن الخام عالميا، حيث زادت تكلفته بنسبة 80% خلال عام 2024.
أسباب ارتفاع الأسعار عالميا
وأشارت تقارير اقتصادية إلى أن أسعار البن العالمية ارتفعت بنسبة 25.01% منذ بداية عام 2025، وفقا للتداول على عقود الفروقات (CFD) التي تتتبع السوق الأساسي لهذه السلعة. ومن أبرز الأسباب:
- تراجع الإنتاج العالمي: تأثرت إمدادات البن بسبب الجفاف والتغيرات المناخية في البرازيل، أكبر منتج عالمي للبن، حيث انخفض الإنتاج في ولاية ميناس جيرايس بنسبة 20% خلال عام 2024، وفقا لتقارير من الجزيرة نت وProject Origin.
- ارتفاع تكاليف الشحن والإنتاج: أثرت الأزمات الجيوسياسية، مثل توترات البحر الأحمر الناجمة عن هجمات الحوثيين في 2024، على تكاليف الشحن العالمية، حيث زادت تكلفة استيراد البن بنسبة 100% في دول مثل مصر، وهو ما انعكس على الأسواق الأردنية، بحسب المنظمة الدولية للقهوة.
- زيادة أسعار الهيل: أكدت الشركات أن سعر الهيل، المكون الأساسي في القهوة الأردنية، ارتفع بنسبة 58% خلال العام الماضي، مما ساهم في رفع التكلفة الإجمالية.
- تحديات التوريد: أدت التأخيرات في الموانئ البرازيلية ولوائح تنظيم إزالة الغابات في الاتحاد الأوروبي إلى تفاقم أزمة الإمدادات، مما زاد من الضغط على الأسعار.
استياء شعبي ومطالب بضبط الأسعار
وأعرب العديد من المواطنين الأردنيين عن استيائهم من هذه الزيادة المفاجئة في أسعار القهوة، التي تعد جزءا لا يتجزأ من الثقافة اليومية والاجتماعية.
وقال المواطن س.ق، أحد سكان العاصمة عمان، في تصريح لموقع "رؤيا الإخباري": "ارتفاع سعر كأس القهوة إلى 75 قرشا أصبح عبئا كبيرا، خاصة أنني أشرب أكثر من كأس يوميا، وهذه الزيادة تأتي في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل عام".
من جانبها، قالت المواطنة لينا محمود، وهي أم لثلاثة أطفال: "القهوة ليست مجرد مشروب، بل جزء من تقاليدنا اليومية، وارتفاع سعر الكيلو دينارين يجعلنا نفكر في تقليل استهلاكنا، وهو أمر محبط".
وطالب مواطنون الحكومة بالتدخل لضبط الأسعار وتخفيف العبء عن الأسر ذات الدخل المحدود.
تأثيرات اقتصادية أوسع
يشكل هذا الارتفاع تحديا كبيرا للمستهلكين والمقاهي الصغيرة التي تعتمد على القهوة كمنتج أساسي. فارتفاع سعر الكيلوغرام بمقدار دينارين قد يدفع أصحاب المقاهي إلى رفع أسعار مشروبات أخرى لتغطية التكاليف، مما يزيد من الضغط على المستهلكين.
كما أن زيادة سعر كأس القهوة في الشارع بنسبة 50% قد تؤثر على شعبية هذا المشروب بين الأردنيين، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وتشير تقارير عالمية إلى أن أسعار البن ارتفعت بنسبة 175% خلال عامي 2023 و2024، وفقا لصحيفة "مال". وتتوقع المنظمة الدولية للقهوة استمرار الضغوط على الإنتاج خلال 2025-2026 بسبب التحديات المناخية في البرازيل، مما قد يؤدي إلى انخفاض إضافي في الإنتاج.
وفي الوقت نفسه، لم يستفد المزارعون في الدول المنتجة مثل البرازيل وهندوراس بشكل كبير من هذا الارتفاع، بسبب زيادة تكاليف الأسمدة والعمالة.
فرصة لصناعة محلية؟
من جهة أخرى، يرى بعض الخبراء الاقتصاديين أن هذه الأزمة قد تكون فرصة لدعم صناعة القهوة المحلية في الأردن، من خلال تشجيع المنتجين المحليين على تحسين جودة المنتجات وتطوير بدائل لتقليل الاعتماد على الواردات.
