رقائق بطاطا
رحلة رقائق البطاطا.. من قصة مشكوك فيها إلى صناعة بمليارات الدولارات
- تصنع هذه الرقائق من شرائح البطاطا الرقيقة التي تقلى أو تخبز حتى تصبح مقرمشة وتنكه بتوابل مختلفة
- يتوقع أن تصل إيرادات سوق رقائق البطاطا إلى 52.86 مليار دولار أمريكي في عام 2025
تعد رقائق البطاطا، أو "الشيبس"، واحدة من أكثر الوجبات الخفيفة انتشارا في العالم، على الرغم من التحذيرات من تأثيراتها الصحية.
وتصنع هذه الرقائق من شرائح البطاطا الرقيقة التي تقلى أو تخبز حتى تصبح مقرمشة، وتنكه بتوابل مختلفة. ووفقا لتقديرات "ستاتستا"، يتوقع أن تصل إيرادات سوق رقائق البطاطا إلى 52.86 مليار دولار أمريكي في عام 2025، مع نمو سنوي يقدر بـ6.22%.
أصل الرقائق: بين الأسطورة والتاريخ
لطالما ارتبطت نشأة رقائق البطاطا برواية شائعة تعود إلى عام 1853 في مطعم "مون ليك هاوس" بولاية نيويورك الأمريكية.
وتقول القصة إن الطاهي جورج كروم، من أصول أمريكية أصلية وسوداء، ابتكر الوصفة عن طريق الصدفة، بعدما طلب رجل الأعمال كورنيليوس فاندربيلت بطاطا مقلية أرق مما قدم له.
وبسبب انزعاجه من الطلب، قام كروم بتقطيع البطاطا إلى شرائح فائقة الرقة، وقلاها حتى أصبحت مقرمشة، ليكتشف أن فاندربيلت أحبها، ومن هنا ولد "الشيبس".
لكن هذه الرواية محل جدل بين المؤرخين، إذ أشار الباحث تي. جيه. ستايلز في كتابه الحائز على جائزة بوليتزر، "الملياردير الأول: الحياة الملحمية لكورنيليوس فاندربيلت", إلى أن القصة "عارية من الصحة".
كما لم يذكر كروم كمخترع للرقائق في أي من التقارير عن سيرته عند وفاته عام 1914، فيما زعم لاحقا أن شقيقته كاثرين أدكنز ويكس هي من اخترعتها عن طريق الخطأ أثناء تحضير البطاطا.
نظريات أخرى حول الاختراع
لم يكن كروم وويكس الوحيدين اللذين نسب إليهما الفضل في اختراع رقائق البطاطا.
ففي عام 1907، أطلق على هيرام س. توماس، وهو فندقي أمريكي من أصول إفريقية، لقب "مخترع رقائق ساراتوغا".
وفي نسخة أخرى من القصة، يقال إن الطاهية "إليزا" كانت تصنع رقائق البطاطا في "ليك هاوس" قبل ظهور كروم وويكس.
ومع ذلك، يعود أقدم توثيق مكتوب لوصفة شبيهة برقائق البطاطا إلى عام 1817، عندما نشر الطبيب البريطاني ويليام كيتشنر كتابه "عراف الطهاة".
وقد تضمن الكتاب وصفة لـ"بطاطا مقلية على شكل شرائح"، وهو ما يعزز فكرة أن رقائق البطاطا قد تكون ظهرت قبل عقود من القصة الشائعة حول مطعم ساراتوغا.
تحول رقائق البطاطا إلى صناعة عالمية
في بداياتها، كانت رقائق البطاطا تصنع يدويا وتباع في أكياس ورقية شمعية. ولم يبدأ الإنتاج الصناعي للرقائق إلا في ثلاثينيات القرن الماضي، عندما دخلت شركتا "ليز" و"فريتو" السوق، لتصبحا علامتين تجاريتين عالميتين.
واليوم، تشكل صناعة رقائق البطاطا قطاعا ضخما، يقدر بعشرات المليارات من الدولارات، وتنتشر منتجاتها في مختلف أنحاء العالم.
ورغم الجدل حول أصولها، تبقى رقائق البطاطا واحدة من أكثر الوجبات الخفيفة شعبية، إذ تجاوزت حدود المطابخ المحلية لتصبح منتجا عالميا تتنافس فيه كبرى الشركات.
