مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

الذكرى 69 لتعريب قيادة الجيش

1
الذكرى 69 لتعريب قيادة الجيش
Read in English

الذكرى 69 لتعريب قيادة الجيش العربي..محطة مشرفة في تاريخ الوطن ورفعته وازدهاره

نشر :  
17:37 2025-02-28|
  •  تعريب قيادة الجيش العربي.. قرار تاريخي رسخ سيادة الأردن واستقلاله

يعد قرار تعريب قيادة الجيش العربي أحد المحطات المفصلية في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية، إذ كرس استقلالها العسكري ورسخ سيادتها الكاملة.


جاء القرار في وقت حافل بالتحديات، وكان بمثابة نقطة تحول في مسيرة الأردن الحديث، حيث اتخذه جلالة الملك الحسين بن طلال – رحمه الله – وهو في مقتبل العمر، ليواجه رياح الاضطرابات والمخاطر التي كانت تحيط بالوطن من كل جانب، فيما كانت القيادة العسكرية الأردنية تخضع للضباط البريطانيين.

إعلان القرار

في الأول من آذار عام 1956، أصدر جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، قرارا تاريخيا يقضي بتعريب قيادة الجيش العربي، متضمنا إنهاء خدمات الجنرال جون باغوت كلوب، المعروف بـ"كلوب باشا"، إلى جانب عدد من الضباط البريطانيين الذين كانوا يشغلون مناصب قيادية في الجيش الأردني.

وفي كتابه "مهنتي كملك"، أشار الحسين – رحمه الله – إلى أن إقالة كلوب كانت "مسألة أردنية خالصة"، حيث كان منصب قائد الجيش العربي يخدم مصالح أجنبية، وهو ما قيد القرار العسكري الأردني، الأمر الذي دفعه لاتخاذ هذا القرار الحاسم، رغم إدراكه لحجم تبعاته.

خطوة نحو الاستقلال العسكري

كان هذا القرار استجابة لطموحات الضباط الأردنيين الذين لطالما حلموا بقيادة مستقلة لجيشهم بعيدا عن التدخلات الخارجية. فجاء القرار ليعزز الكرامة الوطنية ويعيد الفخر للجيش العربي، حيث تم تعيين الزعيم راضي عناب رئيسا لأركان الجيش العربي، ليكون أول ضابط أردني يتولى هذا المنصب.

وفي خطاب تاريخي عبر أثير الإذاعة الأردنية، أعلن جلالة الملك الحسين القرار موضحا دوافعه، مؤكدا أنه يمثل خطوة نحو تعزيز أمن الأردن واستقلال قراره العسكري، ليؤسس بذلك لمرحلة جديدة من السيادة الوطنية.

الظروف التي سبقت القرار

عسكريا وسياسيا، واجه الأردن تحديات كبرى منذ استقلاله عام 1946، خاصة مع اندلاع حرب 1948، حيث خاض الجيش العربي معارك شرسة دفاعا عن القدس والمقدسات الإسلامية.

لكن الجيش ظل تحت قيادة بريطانية، مما حد من قدرته على اتخاذ قرارات مستقلة.

وفي هذا السياق، كان الملك الحسين قد التقى بعدد من الضباط الأردنيين أثناء دراسته في لندن، وعبر لهم عن رغبته في أن يتولى أبناء الوطن قيادة جيشهم في المستقبل، ما يعكس حرصه المبكر على تحقيق الاستقلال العسكري الكامل.

أسباب ودوافع القرار

يمكن تلخيص أسباب تعريب قيادة الجيش في عدة نقاط:

  • تمكين الضباط الأردنيين من قيادة الجيش وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
  • تحقيق الاستقلال العسكري والتخلص من النفوذ البريطاني.

الخلافات بين الملك الحسين والجنرال كلوب، خاصة فيما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية تجاه إسرائيل، حيث كان كلوب يتبع نهجا حذرا، بينما كان الملك يسعى لنهج أكثر استقلالية.

تداعيات القرار وتأثيره على الأردن

أحدث القرار نقلة نوعية في مسيرة الأردن، حيث أدى إلى:

  • استكمال الاستقلال العسكري، مما عزز سيادة المملكة.
  • إلغاء المعاهدة البريطانية التي كانت تقيد الأردن عسكريا.

تعزيز التعاون العسكري العربي، حيث دخل الأردن في شراكات استراتيجية مع مصر وسوريا والعراق.

الإرث العسكري للقرار

بعد مرور 69 عاما على القرار، واصل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين – حفظه الله – نهج والده الراحل في تحديث الجيش العربي، ليصبح واحدا من أقوى الجيوش في المنطقة، يتميز باحترافيته وانضباطه وقدرته على مواجهة التحديات العسكرية.

كما حرص الأردن، بقيادة الملك عبدالله الثاني، على تقديم الدعم للأشقاء العرب، وخاصة في القضية الفلسطينية، حيث كان الجيش الأردني في طليعة الداعمين للأشقاء الفلسطينيين، عبر إرسال المستشفيات الميدانية وقوافل المساعدات الإنسانية، تأكيدا لدور الأردن التاريخي في الدفاع عن المقدسات والحقوق العربية.

موقف الأردن الثابت

سياسيا، ظل الموقف الأردني ثابتا في دعمه للقضية الفلسطينية، حيث يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني جهوده في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ورفض أي محاولات لتصفية قضيته العادلة، ليبقى الأردن بقيادته وجيشه حصنا منيعا في الدفاع عن الأمتين العربية والإسلامية.

حمى الله الأردن وقائده، وأبقاه سندا وذخرا للعروبة والإسلام.

  • الجيش
  • الجيش الأردني
  • تعريب الجيش
  • تعريب قيادة الجيش