قمة عربية مصغرة في السعودية الجمعة لمواجهة خطة ترمب بشأن غزة

• تمثل القمة إجماعا عربيا لرفض تهجير الفلسطينيين

يجتمع عدد من القادة العرب، غدا الجمعة، في قمة عربية مصغرة تستضيفها السعودية، لبحث خطة بديلة لمقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، الذي يهدف إلى نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن.

وصرح مصدر مسؤول لوكالة الأنباء السعودية أنه بدعوة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد السعودي، يلتقي في مدينة الرياض، يوم الجمعة 22 شعبان 1446هـ الموافق 21 فبراير 2025م، قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجلالة الملك عبدالله الثاني، وفخامة رئيس جمهورية مصر العربية في لقاء أخوي غير رسمي.

ويأتي هذا اللقاء في سياق اللقاءات الودية الخاصة التي جرت العادة على عقدها بشكل دوري منذ سنوات عديدة بين قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية، وذلك في إطار العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع القادة والتي تسهم في تعزيز التعاون والتنسيق بين دول المجلس والأردن ومصر.

وفيما يتعلق بالعمل العربي المشترك وما يصدر من قرارات بشأنه فسيكون ضمن جدول أعمال القمة العربية الطارئة القادمة التي ستنعقد في جمهورية مصر العربية الشقيقة.

إجماع عربي وسط تحديات كبيرة

تمثل القمة إجماعا عربيا لرفض تهجير الفلسطينيين، ويقول عمر كريم، الخبير في السياسة الخارجية السعودية بجامعة برمنغهام:"هذه القمة قد تكون الأكثر أهمية في الشأن العربي والفلسطيني منذ عقود".

اقرأ أيضا: لافروف: اجتماعنا مع واشنطن كان ناجحا.. ونسعى لحلول دائمة للأزمات

ونقل مصدر مقرب من الحكومة السعودية لوكالة فرانس برس أن القادة سيناقشون "خطة إعادة إعمار بديلة لخطة ترمب بشأن غزة"، التي تنص على إعادة بناء القطاع وتحويله إلى منطقة اقتصادية متطورة، بعد تهجير سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى دول مجاورة.

خطة مصرية من ثلاث مراحل لإعادة الإعمار

تأتي القمة في وقت تعمل فيه مصر على تقديم خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، تمتد على 3 إلى 5 سنوات، وتركز على الإبقاء على السكان في أراضيهم بدلا من ترحيلهم.

المرحلة الأولى (6 أشهر):

• إزالة الركام باستخدام معدات ثقيلة.
• تحديد 3 مناطق آمنة داخل غزة لاستيعاب المتضررين.
• توفير منازل متنقلة مع استمرار تدفق المساعدات الإنسانية.

المرحلة الثانية:

• عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار.
• إعادة تدوير الأنقاض لاستخدامها في البناء.
• تطوير البنية التحتية، وإنشاء وحدات سكنية، وتعزيز الخدمات الصحية والتعليمية.

المرحلة الثالثة:

• إطلاق مسار سياسي لحل الدولتين، لضمان الاستقرار الدائم.

ووفق تقرير للأمم المتحدة، فإن إعادة إعمار غزة ستحتاج إلى أكثر من 53 مليار دولار، منها 20 مليارا خلال السنوات الثلاث الأولى.

من سيدير غزة بعد الحرب؟

من القضايا الشائكة التي ستناقشها القمة مسألة إدارة غزة بعد الحرب.

وتشير الخطة المصرية إلى تشكيل إدارة فلسطينية غير منحازة لأي فصيل، تتبع السلطة الفلسطينية، مع نشر قوات شرطة فلسطينية مدعومة بعناصر مصرية وعربية.

في المقابل، ترى السعودية أن السلطة الفلسطينية يجب أن تتولى المسؤولية الكاملة عن غزة، فيما شددت قطر على أن مستقبل القطاع شأن فلسطيني.

ويقول كريم:
"أي خطة بديلة لا يمكن أن تشمل حماس، لأن ذلك سيجعلها غير مقبولة للإدارة الأمريكية وإسرائيل. يجب أن يحدث تغيير جوهري داخل القطاع ليكون لهذه الخطة فرصة حقيقية".

تمويل إعادة الإعمار: معضلة رئيسية

يبقى تمويل إعادة إعمار غزة من أبرز التحديات، حيث قال دبلوماسي عربي مطلع لوكالة فرانس برس:"التحدي الأكبر هو كيفية تمويل الخطة المصرية".

وأشار إلى أن بعض الدول مثل الكويت قد تساهم في التمويل لأسباب إنسانية، لكن دولا خليجية أخرى قد تشترط ضمانات سياسية قبل تقديم أي دعم مالي.

قمة عربية شاملة في القاهرة الشهر المقبل

بالتوازي مع قمة الرياض، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن قمة عربية طارئة ستعقد في القاهرة يوم 4 مارس المقبل، لبحث مواجهة تهجير الفلسطينيين، بالتنسيق مع البحرين، التي ترأس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية.