"الناصر" يطلق دعوة عالمية لتكثيف الجهود للحفاظ على المياه

الأردن
نشر: 2015-03-21 10:27 آخر تحديث: 2016-07-04 01:50
"الناصر" يطلق دعوة عالمية لتكثيف الجهود للحفاظ على المياه
"الناصر" يطلق دعوة عالمية لتكثيف الجهود للحفاظ على المياه

رؤيا- قال الدكتور حازم الناصر وزير المياه و الري خلال لقاءه صباح السبت كبار موظفي قطاع المياه بمناسبة يوم المياه العالمي ان الوزارة قررت هذا العام اقتصار احياء المناسبة بمزيد من العطاء والانجاز واستنفار كافة الفرق والكوادر للصيانة والطوارىء في جميع مناطق المملكة لتلبية احتياجات المواطنين واطلق الوزير دعوة عالمية لاتخاذ كافة التدابير على المستوى العالمي والاقليمي والمحلي لتغيير انماط الاستهلاك والحفاظ على كل مصدر مائي وتعزيز الوسائل الصديقة للبيئة والمناخ خشية ازدياد كوارث المياه والبيئة والتي يعد الفقراء والمعوزين اكثر الناس تاثرا بها وتوفير الدعم المطلوب للدول الفقيرة والتي تعاني اعباء مائية من خلال مبادرات مائية دولية فاعلة.

واضاف الوزير ان الحكومة الاردنية تبدي كل اهتمام لهذه المناسبة خاصة وان الاردن يعاني من ظروف استثنائية طارئة بسبب ظروف اللجوء السوري مؤكدا ان الجهود الحكومية منصبة بشكل اساسي للتعامل مع الواقع المائي ايمانا منها بالدور الهام والاساسي للمياه في تامين الانسان الاردني وضيوف الاردن باحتياجاتهم الغذائية والمعيشية في ظل ما يشهده العالم من احتباس حراري وتذبذب مواسم المطر خاصة على منطقتنا العربية التي تعاني من تحديات كبيرة ومعيقات تتمثل في غياب الادارة الحديثة الاستنزاف حاد للموارد والصراعات التي نشهدها في منطقتنا.

وبين ان جهود الدولة الاردنية على المستوى الدولي حققت نجاحا بأفراد هدفا دوليا خاصا للمياه والصرف الصحي ضمن اهداف التنمية الالفية لما بعد عام 2015 حيث سينعكس ذلك على تحسين واقع المياه عربيا ودوليا وداخليا تنفذ عددا من المشاريع لرفع كفاءة التزويد المائي وتحسين المستوى العام للبيئة من خلال مشاريع ومحطات معالجة المياه العادمة وفق اعلى وافضل المواصفات العالية جنبا الى جنب مع الحملة المتواصلة لأحكام السيطرة على خطوط وشبكات المياه والمياه الجوفية ضمن اولويات الحكومة لتأمين كل قطرة ماء التي هي حق من حقوق الاردنيين جميعا.

ونوه الناصر الى تقديرات الامم المتحدة بخصوص ازدياد معاناة الانسان العالمي جراء النقص الكبير في حصص المياه للشرب حيث يتوقع ان يعاني اكثر من 904 مليون نسمة جراء ذلك بحلول العام 2025 غالبيتهم في مناطق حوض المتوسط وغرب اسيا واقليم الشرق الاوسط الملتهب والتي ادت الصراعات فيه الى ضياع فرص كبيرة للتعاون الاقليمي البناء في مشاريع المياه عوضا عن محاولات الجماعات المتطرفة السيطرة على مصادر المياه للتحكم بمصادر الشرب.

واكد وزير المياه والري ان الاردن يعي ان المياه تعد سلعة نادرة واساسية في ظل ارتفاع نسبة الهدر وتراجع كفاءة الاستخدام وتشابكها مع قضايا الطاقة والبيئة والزراعة مما يحتم علينا جميعا رسم استراتيجيات تراعي كافة التفاصيل وتتوقع كافة السيناريوهات مؤكدا على جميع الادارات والمعنيين استنهاض اقصى الطاقات للتعامل مع الظروف الاستثنائية المستمرة في المملكة لمواجهة احتياجات المواطنين خلال الصيف الذي أصبح على الابواب.

واوضح الناصر ان هذا اليوم هو مناسبة لمزيد من الجهود ولفت الانتباه الى أهمية الحفاظ على المياه وخاصة العذبة منها مؤكدا ان الامم المتحدة حددت هذا اليوم كوسيلة للفت الانتباه الى اهمية الادارة المستدامة لموارد المياه من خلال تعزيز الوعي لدى المواطنين باهمية المياه وحماية مصادرها ، حيث يندرج يوم المياه العالمي لهذا العام تحت عنوان ( المياه والتنمية المستدامة ) لتحفيز الدول والمنظمات والافراد على وضع خطط تنموية شاملة للمياه المستدامة.

واضاف اننا مدعوون جميعا للتخطيط الجيد وتغيير السلوكيات التي تلحق ضررا بالبيئة وترسيخ ممارسات بيئية تيسر من التنمية المستدامة وكذلك اجتماعية بما في ذلك التلوث والاعتداء على الغابات والتي اصبحت ممارسات يندى لها الجبين في وطننا الاردني لما لها من أثر كبير على تدهور التنوع البيولوجي وتنامي الحرمان الحضري . واكد الناصر انه اذا ما استمرت السلوكيات الخاطئة في الاقليم والمنطقة والعالم بالاستهلاك غير الممنهج للمياه وخاصة ذات المواصفات الجيدة فاننا سنصل الى اليوم الذي لن تستطيع تلك المصادر تلبية الطلب المتنامي بشكل دراماتيكي دون ادارة حصيفة مما قد يخلق صعوبات كبيرة في توزيع موارد المياه.

واستعرض الوزير الاعباء الجسام التي تحملها الاردن عبر السنوات الطوال نتيجة الصراعات في المنطقة بسبب موجات اللجوء الكبيرة التي شهدها الاردن خلال العقود الماضية مما رفع حجم الطلب على مصادر المياه في عموم مناطق المملكة الى حوالي 21% في الوقت الذي تأن فيه محافظات الشمال تحت وطأة الـ 40% من ارتفاع الطلب نتجية تواجد مئات الالاف من اللاجئين السوريين في الوقت الذي مازال فيه الدعم الدولي دون مستوى التوقعات لتمكينه من اجتراح الحلول الناجعة لمياه الشرب وخدمات الصرف الصحي والتي يتحمل قطاع المياه لوحده وفق الخبراء الى 360 مليون دينار سنويا مؤكدا ان خطة الصمود تحتاج الى 750 مليون دينار حتى نهاية 2016.

وبين الدكتور حازم الناصر ان الواقع المائي العربي يعاني من ضعف هيكلة قطاع المياه ومصادرها مع نقص الوعي المائي العربي وقصور الادرات المائيه في ايصال رسالتها لمنطقتنا حول خطورة ازمة المياه وسبل المحافظة عليها لذا لابد من استراتيجية عربية موحدة لحوكمة المياه كون هي احدى اهم المشكلات التي يعانيها قطاع المياه العربية مذكرا ان 10 دول عربية هي ضمن قائمة الدول الاكثر فقرا بالمياه وكذلك المياه العربية المتجددة لاتتجاوز 1,2 % من الحصة العالمية.

ودعا الناصر الوزارات العربية ومؤسساتها المائية الى التوافق على استراتيجية مائية عربية مشتركة قابلة للتطبيق وتوحد الاسس والمرجعيات المائية العربية وتراعي المصالح المائية لكل دولة وكذلك المصالح المشتركة مع تبني سياسات مقنعة وقابلة للتطبيق على أرض الواقع و تنسيق الجهود وتعزيز العمل المائي المشترك وتنفيذ مبادرات تعتبر المياه اولوية عربيه كخطوة على طريق العمل المائي العربي المشترك ، وتعزيز تبادل الخبرات ونقل التجارب الناجحه في الادارة الكفؤه بين الدول العربيه وصولا الى حاكمية المياه.

واكد على جميع المعنيين في قطاع المياه بضرورة تحديث الخطط ومراجعتها وتلافي كافة الصعوبات والاختلالات ان وجدت واعتماد أكثر من سيناريو للتعاطي مع الصيف الذي اصبح على الابواب بأعباء تتزايد يوما بعد يوم مؤكدا ان جهود طواقم الوزارة وسلطة المياه وسلطة وادي الاردن قادرة على التعامل المسؤول والجاد مع هذا الواقع .

أخبار ذات صلة

newsletter