فرع فلسطين أحد السجون السورية
يخفي عقودا من القمع والتعذيب.. لماذا سمي فرع فلسطين في سوريا بهذا الإسم؟
- فرع فلسطين تأسس عام 1969 ويتكون السجن من ثلاثة طوابق تحت الأرض
- في بدايته لعب السجن دورا في تنسيق العلاقات بين النظام السوري والفصائل الفلسطينية المسموح لها بالعمل داخل سوريا
- مع مرور السنوات تحول الفرع إلى مركز للاعتقال والتعذيب، مستهدفا معارضين سياسيين ونشطاء حقوقيين
علي خلف - "فرع فلسطين"، المعروف أيضا بـ"فرع 235"، هو أحد أشهر مراكز الاعتقال التابعة للمخابرات السورية، ويقع في العاصمة دمشق.
تأسس فرع فلسطين عام 1969، وحمل اسمه ارتباطا بفلسطين كرمز للقضية التي كان النظام السوري يروج لدعمه لها، وفق مزاعمه.
الهدف من التسمية، كما يرى البعض، كان إضفاء بعد من "البراءة" على مركز يتخفى وراءه سجل مرعب من الانتهاكات.
في بدايته، لعب السجن دورا في تنسيق العلاقات بين النظام السوري والفصائل الفلسطينية المسموح لها بالعمل داخل سوريا، مثل حركة فتح، لكن مع مرور السنوات، تحول إلى مركز للاعتقال والتعذيب، مستهدفا معارضين سياسيين ونشطاء حقوقيين، ليصبح رمزا للقمع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
ارتبط "فرع فلسطين" بسمعة سيئة منذ التسعينيات، وزادت شهرته عالميا بعد هجمات 11 سبتمبر، عندما استخدم كموقع للتعذيب ضمن عمليات التسليم الاستثنائية التي أجرتها الولايات المتحدة للمشتبه بانتمائهم لمنظمات إرهابية، وفق بيانات "وكيبيديا" .
ويتكون السجن من ثلاثة طوابق تحت الأرض، حيث يحتجز المعتقلون في زنازين ضيقة أشبه بالتوابيت، مكتظة بالحشرات والقوارض، مع تقديم كميات قليلة من الطعام بشكل متعمد، ما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية.
ويسمح للمعتقلين بالخروج إلى دورات المياه لفترات قصيرة جدا يوميا، وسط ظروف اعتقال غير إنسانية.
أساليب التعذيب في "فرع فلسطين" كانت مروعة، تشمل الصعق الكهربائي، والتعليق من السقف بحيث لا تلامس أقدام السجين الأرض، واستخدام الكرسي المعدني الذي يسبب أضرارا جسيمة للعمود الفقري.
كما وثقت شهادات عديدة تعرض المعتقلين للعنف الجنسي والاغتصاب الجماعي، بهدف الترهيب والعقاب.
ومع انهيار نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول، سيطرت فصائل المعارضة على العاصمة دمشق، بما في ذلك "فرع فلسطين". وقبيل انسحابهم، أضرم مسؤولو السجن النار في الوثائق الرسمية لإخفاء أدلة الجرائم، وفقا لما ذكرته وكالة "الأناضول"
وتحول "فرع فلسطين"، الذي كان يحمل اسما يرتبط بقضية عادلة، إلى رمز لممارسات وحشية استمرت لعقود. سقوطه يمثل فصلا جديدا في تاريخ سوريا.
