أحد السجون السورية
تقرير: غياهب المعتقلات السورية تبتلع آلاف الفلسطينيين.. وأسرهم تصرخ: أين هم؟
- تقديرات الناشطين تشير إلى أن 11% فقط من المعتقلين الموثقين أُفرج عنهم
- منظمة العمل من أجل فلسطينيي سوريا: توثيق 3085 معتقلاً فلسطينياً إضافة إلى 333 مفقوداً
فتح سقوط نظام بشار الأسد جروحاً غائرة في وجدان اللاجئين الفلسطينيين الذين لجأوا إلى سوريا منذ نكبة عام 1948، بالإضافة إلى فلسطينيين ذهلوا للدراسة أو زيارة إلى سوريا.
خلف قضبان السجون السورية، يعيش آلاف المعتقلين الفلسطينيين مصيراً مجهولاً، مغيبين قسراً منذ عهد الأسد الأب وحتى اليوم.
هؤلاء اللاجئون لم يكن لهم فقط نصيب من القهر في قضايا مرتبطة بوطنهم الأم فلسطين، بل شملتهم أيضاً أهوال الثورة السورية والعقاب الجماعي، في مشهد صوره المتحدث الأسبق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي بـ"إساءة الأدب وكرم الضيافة".
ورغم سقوط النظام، لم يخرج إلى النور سوى قلة قليلة من المعتقلين الفلسطينيين، خصوصاً من سكان مخيم اليرموك الذي تعرض لقصف مدمر بالطيران الحربي في ديسمبر 2012.
تشير تقديرات الناشطين إلى أن 11% فقط من المعتقلين الموثقين أُفرج عنهم، بينما يبقى عدد الفلسطينيين الذين أُطلق سراحهم ضئيلاً، لا يتجاوز أصابع اليد.
توثيق المعاناة
قاد ناشطون فلسطينيون جهوداً لتوثيق أسماء المعتقلين والمفقودين أملاً في العثور عليهم أو ملاحقة المسؤولين عن اختفائهم.
ووفق منظمة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، جرى توثيق 3085 معتقلاً فلسطينياً، إضافة إلى 333 مفقوداً، بينهم نساء وشباب. ومع ذلك، تبقى هذه الإحصائيات غير رسمية، حيث يخشى الكثير من الأهالي الإبلاغ عن ذويهم خوفاً من الانتقام.
صرخات الأمهات
تعالت نداءات الأهالي بالكشف عن مصير المعتقلين. يطالبون بمعرفة أماكن دفن أبنائهم إن كانوا قد فارقوا الحياة، أو تحريرهم إن كانوا أحياء.
يقول الأهالي: "لم يجد نظام الأسد الوقت لإخفاء جثثهم حتى لو أعدمهم"، مطالبين بإنهاء هذا الظلم وترتيب أحلامهم التي باتت حبيسة سنوات الظلام.