مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

جماهير فلسطين

1
Image 1 from gallery
Read in English
Read in English

قصة أول مشاركة لمنتخب فلسطين في كأس العالم

نشر :  
17:14 2024-11-19|
اخر تحديث :  
17:19 2024-11-19|

نظمت كأس العالم في إيطاليا، العام 1934، بمشاركة 32 دولة في التصفيات لاختيار 16 فريقا.

ولعب المنتخب الفلسطيني التصفيات النهائية في القاهرة ضد المنتخب المصري، وخسر المنتخب الفلسطيني المباراة بنتيجة 7-1، ليتأهل المنتخب المصري حينها لنهائيات كأس العالم.


ويحتفي البعض عادةً بهذه المشاركة، ولكن يتضح من البحث أن لاعبي المنتخب الفلسطيني، حينها كانوا يهوداً وإنجليز (من عناصر الانتداب البريطاني)،  وحمل المنتخب اسم "منتخب فلسطين الانتدابية لكرة القدم"، وهذا ليس لضعف اللاعبين العرب بل لأنه تم استبعادهم لأسباب سياسية عنصرية.

وقامت الأندية الصهيونية في عشرينيات القرن الفائت، بحصر تمثيل فلسطين الرياضي الخارجي، باليهود. 

فحصلوا عام 1929 على عضوية الفيفا، تحت اسم "الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم"، ولم يكتف هذا الاتحاد بمنع الوجود العربي فيه، بل شدد على تفعيل قانون يمنع الدول الأخرى (مثل سورية ومصر ولبنان) من اللعب مع فرق عربية فلسطينية، بذريعة عدم انتمائها للاتحاد. 

بالمقابل أُنشِئ عام 1931 منتخب كروي عربي فلسطيني، خاض مباراته الأولى في بيروت، وتأسس في العام نفسه الاتحاد الرياضي الفلسطيني ليكون إطاراً عربياً للرياضة في فلسطين.

ولعبت أندية يهودية في عشرينيات القرن الماضي، مباريات مع فرق دول عربية، فلعب فريق مكابي "هشموناي" القدس العام 1927 مع فرق من القاهرة والإسكندرية، ومع منتخب المدارس الثانوية المصرية العام 1931.

وعندما تشكل فريق عام 1930 لكرة القدم أُبعد العرب عنه، وتشكل من 9 لاعبين إنجليز (من قوات الانتداب) و6 لاعبين يهود، وتم العمل دائماً على زج رموز صهيونية في مبارياته، فمثلا في زيارة لمصر ظهر حرف P على زيهم إشارة لفلسطين، وأضيف حرفان صغيران بالعبرية، يعنيان أرض "إسرائيل"، ولم يدرك الجمهور المصري بطبيعة الحال معناهما.

وحاول الفلسطينيون التصدي لهذه السياسة والتواصل مع الفرق العربية، ومع "الفيفا"، وعندما جاء فريق الجامعة المصرية لفلسطين العام 1931، لعب مع فرق يهودية، ولعب أيضاً مع نادي الشبيبة الأرثوذوكسية، العربي في يافا، الذي فاز بالمباراة.

ما حدث في كرة القدم، تكرر أولمبياً؛ فقد أُرسلت لجنة يهودية طلباً بالانضمام للجنة الأولمبية الدولية، العام 1933، وجاء الرد كالآتي: "نخبركم باستحالة اعتراف اللجنة الأولمبية الدولية باللجنة الأولمبية الفلسطينية بتشكيلتها الحالية، عليكم توسعتها، لتضم يهوداً ومسلمين ومسيحيين". 

فدعت اللجنة اليهودية العرب المسلمين والمسيحيين لعضويتها، ثم أبعدوا عقب حصولها على العضوية العام 1934.

وتشير الأبحاث إلى أنّ سكرتير النادي الرياضي العربي خضر كمال، أرسل برقية إلى "الفيفا" جاء فيها: "إن فلسطين ممثلة الآن بالاتحاد الدولي بفريق يهودي كامل، رغم أن اليهود يشكلون أقل من ثلث سكان البلاد، ونأمل منكم الاعتراف بالنادي الرياضي العربي ككينونة مستقلة وحالة خاصة، لأن أغلبية سكان البلد عرب، وليس معقولاً أن يكون ممثل البلد هم اليهود". 

ورد الفيفا بأنه "ستتم دراسة القضية"، إلا أن برقية أُرسلت فوراً للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لإبلاغهم بالأمر، وأخذ موافقتهم.

وطلب الفلسطينيون العرب العام 1945 وساطة مصرية إما للاعتراف الدولي بالاتحاد العربي، أو فرض تمثيل مناسب للعرب في الاتحاد الفلسطيني. 

وكان مقرراً سفر سكرتير الاتحاد الرياضي الفلسطيني عبد الرحمن الهباب إلى لكسمبورغ لمناقشة الأمر في اجتماع الفيفا العام 1946، لكن الفيفا رفض حضوره لأسباب يرجح أنها تأثير الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.

وتوثق شروق زيد النشاطات الرياضية الفلسطينية العديدة، آنذاك، محليا وإقليميا، والتي تعكس قدرات رياضية مهمة وواعدة، أخمدها النفوذ الصهيوني البريطاني، وتوثق تفاصيل التعسف السياسي والاعتقالات والتضييق على الأندية الفلسطينية قبل النكبة، وكذلك رفض الفيفا طلب الاتحاد الرياضي الفلسطيني عضويته العام 1951.

صحيح أن ما جرى باسم فلسطين قبل العام 1948، هو فلسطيني، ولكن الصحيح أيضاً، أنّ فصولاً لمعركة رياضية فيها تفاصيل كثيرة غائبة، ما يُحدِث لَبساً أحياناً لدى الجمهور، كما في مباريات الثلاثينيات.