الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب
تحليل لـ"رؤيا" يكشف توجهات الشخصيات المختارة في إدارة ترمب تجاه العرب والاحتلال
- مبيضين: غالبية الأسماء المطروحة تجمعها علاقات شخصية مع الرئيس المنتخب أو ممن أيدوه في قرارات سابقة
- الرواشدة: دونالد ترمب ملأ إدارته الجديدة باليمين المتشدد والمحافظ
- إدارة ترمب تضم أعضاء متعاطفين مع الاحتلال وداعمين للمستوطنات ومؤيدين لحق الزواج من نفس الجنس
عدي صافي - بدأت ملامح فريق الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترمب بالتكشف خلال الساعات الـ48 الماضية بعد أن سربت وسائل إعلام عالمية عددا من الأسماء التي قد تشغل مناصب حساسة في الولايات المتحدة الأمريكية.
المعلومات المتداولة أشارت إلى اختيار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب لوزير خارجيته ولسفيره لدى الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى وزير الدفاع المستقبلي والمبعوث الرئاسي الخاص بالشرق الأوسط ومستشار الأمن القومي، عدا عن وزراء الكفاءة الحكومية.
الولاء ورد الجميل الجميل
الصحفي الأردني المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية عبدالله المبيضين قال إن دونالد ترمب اعتمد في اختياراته على "الولاء ورد الجميل"؛ بحكم أن الأسماء المطروحة لغاية الآن تجمعها علاقات شخصية مع الرئيس المنتخب أو ممن أيدوه في قرارات وسياسات سابقة، علاوة على توجهاتهم السياسية التي تنتمي إلى اليمين المتشدد.
مبيضين يرى أن بعض من اختارهم ترمب يفتقرون إلى الخبرة المناسبة أو الكافية التي تتيح لهم لعب أدوار سياسية فعالة.
وأكد أن الاختيارات حتى الآن تعتبر محبطة، غير مبشرة، ومثيرة للجدل، كما لن تكون مناسبة لطموحات الأمريكيين العرب الذين منحوا أصواتهم لترمب، معتقدا أنها أيضا لن تكون لصالح أمريكا "العظيمة" التي تحدث عنها الرئيس المنتخب خلال حملته الانتخابية.
اليمين المتشدد وفخ الليبراليين
وفي ذات السياق أشار الصحفي الأردني المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية عماد الرواشدة إلى أن دونالد ترمب قد ملأ إدارته الجديدة باليمين المتشدد والمحافظ.
ويرى الرواشدة أن ذلك قد يكون له "انعكاسات سلبية على عرب أمريكا ستجعل من أيام جورج دبليو وحتى بايدن ذكريات جميلة".
وأكد أن "امتلاء الإدارة باليمين المحافظ بالمجمل مؤشر مش مريح لكافة الأقليات في أمريكا وتحديدا العرب والمسلمين".
ورغم ذلك، نوه الرواشدة من مخاطر الوقوع في ما أسماه "فخ تصور أن اللليبراليين أفضل"؛ موضحا أن "الليبراليون هم من خلقوا اليمين وعقيدته تجاه الأقليات والعرب. خلقوه عبر خلق ظرف اقتصادي اجتماعي في البلاد سهل وصوله".
وتابع:"خلقوه عبر انحيازهم للخطاب النيو ليبرالي وتخليهم عن هم الشارع اليومي وسهلوا بذلك وصول اليمين. وخلقوه باعلامهم الذي شوه العرب لعقود، وتغطيات غزة الاخيرة مثال بسيط، وهو ما أدى إلى اعتداءات على عرب ومسلمين راح ضحيتها في مرة طفل بريء في شيكاغو".
تنفيعات خاصة
من يعود ويتمعن في سير الأشخاص الذين اختارهم ترمب ليكونوا جزءا من إدارته القادمة يجد بما لا يدعو مجالا للشك أن عددا لا بأس به من المختارين قد جاءوا بـ"تنفيعات شخصية" من الرئيس المنتخب ذاته، ودون امتلاكهم لأدنى مقومات شغل المنصب المختارين له.
الصحفي عبدالله مبيضين نشر معلومات مقتضبة عن أغلب الشخصيات التي اختارها ترمب عبر حسابه الرسمي، ودعمت "رؤيا" تلك المعلومات بتفاصيل إضافية؛ لخلق صورة أكثر وضوحا امام القارئ حول ما قد يصنعه هؤلاء خلال الفترة القادمة، سواء في الولايات المتحدة أو العالم.
ترمب كشف عن تسمية مايك والتز، المعروف بتوجهاته المتشددة في الشؤون الخارجية، مستشارًا للأمن القومي.
ووصف ترمب والتز، النائب عن ولاية فلوريدا وعضو سابق في القوات الخاصة، بأنه "قائد بارز في مجال الأمن القومي".
مبيضين أوضح أن مستشار الأمن القومي مايكل والتز كان قد صوّت لصالح قانون "احترام الزواج" الذي سيكرس حق الزواج من نفس الجنس في القانون الفيدرالي.
وبين أن هذا الاختيار قد يثير غضب أو حفيظة الجاليات العربية التي انتخبت ترمب ودعمته في منافسته مع المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
أما فيما يتعلق بحقيبة وزارة الخارجية الأمريكية، كشفت مصادر صحفية أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب اختار السيناتور ماركو روبيو لشغل ذلك المنصب.
وسيصبح روبي أول لاتيني يتولى هذا المنصب الرفيع في الولايات المتحدة، عند تولي ترمب مهامه في يناير، وفقًا لوكالة "رويترز".
ورغم ذلك، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن هناك احتمالاً لتغيير ترمب قراره في اللحظات الأخيرة، موضحة أن روبيو الذي دخل مجلس الشيوخ منذ عام 2010، يعرف بمواقفه الصارمة تجاه الصين وإيران وكوبا.
وحول سفير الولايات المتحدة لدى الاحتلال الإسرائيلي اختار ترمب الحاكم السابق لولاية أركنسو، مايك هاكابي.
وقال ترمب إن هاكابي "يعشق إسرائيل وشعبها"، مؤكدًا أن الأخير سيعمل بلا هوادة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
مبيضين أشار إلى أن هاكابي قسيس سابق، يعارض حل الدولتين ويدعم توسع المستوطنات في الضفة الغربية.
ترمب لن يتوقف عند ذلك الحد بل أعلن فجر الأربعاء تعيين ستيفين ويتكوف مبعوثًا رئاسيًا خاصًا للشرق الأوسط، وتكليف إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي بقيادة وزارة كفاءة الحكومة، بهدف إعادة هيكلة الجهاز الإداري.
وأوضح ترمب أن ماسك وراماسوامي سيعملان على تخفيض البيروقراطية، وتقليص اللوائح التنظيمية غير الضرورية، وخفض النفقات الزائدة في الوكالات الفيدرالية.
مبيضين أوضح في قراءته للتعينات أن ستيفين ويتكوف يعتبر رفيقا لترمب في لعبة الغولف، وهو رجل أعمال ومستثمر عقاري، كما يعرف عنه انحيازه للاحتلال الإسرائيلي.
في السياق أفادت وكالة "أسوشيتد برس" أن ترمب قرر ترشيح مقدم البرامج في شبكة "فوكس نيوز" بيت هيجسيث لمنصب وزير الدفاع، في خطوة تهدف لإحداث تغييرات جذرية في الحكومة الأمريكية.
مبيضين علق على الاختيار قائلا:"بيتر هيغسيث، وزير الدفاع، وهو مقدم برامج تلفزيونية عمل لسنوات في قناة "فوكس نيوز" المحسوبة على الجمهوريين، كما يبلغ من العمر 44 سنة".
وأضاف:"على الرغم من خدمته العسكرية المحدودة في العراق وافغانستان إلا أن خبرته لا ترقى حتى إلى خبرة قائد فرقة أو لواء في الجيش أو حتى قائد في الحرس الوطني لأي من الولايات".
كما تساءل مبيضين إن كان ترمب سيعين مسعد بولس في منصب ما، أو سيكلفه بمهمة في الشرق الأوسط بعد جهده الكبير في الحصول على أصوات الناخبين العرب لصالح ترمب.
وذكر أن بولس هو "والد صهر ترمب لديه خبرة أوسع فيما يتعلق بملفات الشرق الأوسط وأجرى اتصالات ضخمة خلال الفترة الماضية مع عدد كبير من السياسيين العرب".
انحياز مطلق للاحتلال
ووفقا للمعلومات المتوفرة عن كافة الشخصيات التي اختارها ترمب فإن احدى أهم السمات المشتركة بينها "دعم الاحتلال وتأييد برامجه ومخططاته".
وتعتبر اختيارات ترمب محبطة لشريحة واسعة من الجالية العربية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي انتخب معظمها ترمب خلال الانتخابات بعد تقديمه وعودا تتعلق بوقف العدوان على قطاع غزة ولبنان من قبل الاحتلال الإسرائيلي.