مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله

حسن نصرالله.. "سيد المقاومة" الذي عاش في الخفاء خشية الاغتيال

حسن نصرالله.. "سيد المقاومة" الذي عاش في الخفاء خشية الاغتيال

نشر :  
منذ 5 أيام|
اخر تحديث :  
منذ 5 أيام|
  • "شيخ" المواجهة وخبير التفاوض والأعصاب المشدودة 
  • مهندس توازن الرعب مع تل أبيب وبناء قدرات حزب الله
  • وطّد مركز الحزب القريب من إيران وأسند الحكم في دمشق
  • قاد مرحلة خروج الاحتلال من جنوب لبنان عام 2000  

رؤيا الإخباري - أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في الأمتين العربية والإسلامية وربما على مستوى العالم. ظلّ طيلة حياته وكأنه متحالف مع الزمن، والقدر وأحداثيهما. 

هو ثالث أمين عام للحزب القريب من إيران، مذ تولى منصبه في شباط/ فبراير 1992 خلفا لموسوي الذي اغتالته "إسرائيل" بصاروخ استهدف موكبه.

على مدى 32 عاماً ظهرت أصوات في كيان الاحتلال تنتقد تصفية موسوي التي أفرزت أميناً عاماً أكثر صلابة وحزما وصموداً.

 منذ توليه الأمانة العامة لحزب الله وهو يختار مواقيته بعناية، وبمتابعة حثيثة لكل المجريات واطلاع وافٍ على المعلومات.

السيد حسن نصر الله ابن البيت المتواضع في بلدة البازورية قرب صور بجنوب لبنان، كسب كاريزما استثنائية بخطاباته التعبوية وتكرار ظهوره العلني حتى غاب عن الأنظار في 2015، بعد اشتداد خطر تصفيته امتداداً لسلفه عباس موسوي.   

النشأة

حسن عبد الكريم نصر الله المولود في 31 أغسطس/آب 1960، الابن البكر لعبد الكريم نصرالله ونهدية صفي الدين. له ثلاثة أشقاء وخمس شقيقات.

أمضى القسم الأكبر من مراهقته في منطقة الكرنتينا في بيروت أو ما كان يعرف بحي شرشبوك؛ البقعة الأفقر في لبنان. وفي مدرسة سن الفيل الرسمية أتم دراسته المتوسطة قبل أن تجبر الحرب الأهلية اللبنانية أسرته للعودة إلى البازورية، حيث التحق بصفوف حركة أمل.

صقل الحوزات 

ومع بلوغه السادسة عشرة سافر، الى النجف ليبدأ دراسته الدينية ويتعرف الى السيد عباس الموسوي الذي أصبح أستاذه وملهمه. وبعد عودته إلى لبنان، التحق نصرالله بحوزة الإمام المنتظر في بعلبك، والتي أسسها الموسوي على نسق مناهج النجف. 

في 1982، ومع الاجتياح الإسرائيلي للبنان، حصل انشقاق في صفوف حركة أمل وظهر تياران؛ الأول بقيادة نبيه بري والثاني بزعامة عباس الموسوي.

وفي 1985، انتقل إلى بيروت حيث شغل نائب مسؤول المنطقة في حزب الله، ثم واصل الصعود على سلم المناصب إلى مسؤول المدينة، ثم المسؤول التنفيذي العام المكلف بتطبيق قرارات مجلس الشورى وصولا إلى انتخابه أمينا عاما للحزب عام 1992 وهو في سن الثانية والثلاثين. فَكشف مذذاك عن شخصية آسرة وكاريزما فريدة. 

شخصية اختبرت المعاناة الكبرى عام 97 باستشهاد نجله البكر هادي بنيران الاحتلال الإسرائيلي. 

على مدى سنوات صنع نصر الله من حزب الله قوة عسكرية ذات نفوذ إقليمي وتشكلت زعامته من الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي إلى حد كبير.

فنفذ الحزب عمليات عسكرية نوعية ضد الاحتلال انتهت بانسحاب الأخير من جنوب لبنان عام 2000 بعد 22 سنة من الاحتلال.

لطالما شكل بالنسبة إلى إسرائيل لغزا، وهو الذي هزمها أكثر من مرة وخاض ضدها حروباً عديدة كانت أشرسها حرب تموز/يوليو 2006، التي استمرت ثلاثة وثلاثين يوما وانتهت من دون تحقيق إسرائيل أهدافها المعلنة. 

بعد حرب تموز، سار نصر الله على خيط رفيع ومشدود بالدخول في صراع جديد مع الاحتلال. أبقى على خطاباته النارية، ومحاولة تأكيده على قوة الردع، وبنى ترسانة بمساعدة إيران لفرض توازن رعب مع إسرائيل.

في 2004، لعب نصر الله دورًا أساسيًا في عمليات تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل، ما أدى للإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين، بالإضافة إلى إعادة العديد من الجثامين بما فيها جثمان ابنه هادي. 

هو الخطيب المفوه الذي يتابع خطاباته الأعداء قبل الأصدقاء. نجح ببناء شخصية  تمزج بين البلاغة والكاريزما والشجاعة والذكاء وسرعة البديهة والاطلاع، كما عُرف بأنه من أكثر القادة مقدرة على تسويق ما يبدو مستحيلاً.

إسناد سورية 

شعبية تعرضت لانتقادات بعد إعلان مشاركته في الحرب السورية ووقوفه  إلى جانب الحكومة السورية في مواجهة المعارضة منذ 2011.

أرسل عناصره للقتال هناك وأعلنها صراحة أنه مستعد للذهاب والقتال شخصيا في سورية. 

عاد إسمه بقوة إلى واجهة الأحداث اللبنانية والعربية مع طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر مع إعلانه فتح "جبهة في جنوب لبنان لدعم وإسناد المقاومة الفلسطينية"، وهي الجبهة التي قال في عدد من خطبه إنها لن تهدأ إلا بعد إنهاء الحرب على غزة.

منذ بداية هذه الحرب خرج نصر الله في خطابات عديدة رسم خلالها معادلات ردع مع الاحتلال وحدد مسار جبهة الإسناد وقواعدها. 

تلقى الضربة تلو الأخرى عبر استهداف قياداته السياسيين والعسكريين. في آخر خطاباته قبل ثمانية أيام من استشهاده مزج في عباراته بين الغموض والتوازن غداة تفجيرات أجهزة الاتصال واللاسلكي الدموية .  

أربعةٌ وستون عاما أمضى نصفها في الظل متأرجحاً بين معادلات الحكمة والبصيرة والكفاح في "انتظار الشهادة"... ومع استشهاده تنتهي حقبة مهمة في تاريخ حزب الله امتدت على أكثر من ثلاثة عقود. فهل سيندم الاحتلال على تصفية نصرالله؟