قمر صناعي أردني نهاية الصيف القادم .. تفاصيل

الأردن
نشر: 2015-03-15 23:22 آخر تحديث: 2016-08-06 07:30
قمر صناعي أردني نهاية الصيف القادم .. تفاصيل
قمر صناعي أردني نهاية الصيف القادم .. تفاصيل

رؤيا - الرأي - أعلن فريق بحثي اردني عن قمر صناعي اردني سيتم العمل على تصنيعه مع بداية الصيف القادم، ويتم إنجازه مع نهاية الصيف ذاته.


هذا القمر الصناعي، سيكون الاول اردنيا، سيتم التنسيق مع وكالة الفضاء الامريكية ناسا لاطلاقه في وقت لاحق، ستكون مهمته تجارب اتصالات.


ليست هذه المعلومة الجديدة فقط، بل تتمثل في الفريق القائم على صناعة القمر، وهم شباب اردني منهم على مقاعد الدراسة بالجامعات الاردنية واخرين تخرجوا منها للتو،  وسيكون ذلك بالتنسيق والتعاون مع مركز  الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير «كادبي» ووكالة الفضاء الامريكية «ناسا».


ويتميز القمر الصناعي الاردني بأنه سيكون صغيرا، يحمل ضمن احدى رحلات ناسا الى الفضاء ليتم اطلاقه هنالك، ليبدأ عمله بعدها.


الانجاز المنتظر، يعد اول ثمرة،ومبادرة لسمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني، مكنت هذا الفريق البحثي ليدخلوا التاريخ العلمي المتخصص في علم الفضاء من اوسع ابوابه (وكالة الفضاء الامريكية ناسا)، والنافذة التي أطل  من خلالها  هؤلاء الشباب الى تفاصيل واسرار هذه الوكالة العالمية المتخصصة.


تفاصيل مبادرة  ولي العهد، تعود الى قبل عام تقريبا، عندما زار وفد  من وكالة ناسا الامريكية، ورغب  مدير الابحاث في الوكالة «بيتر وردن» بالاطلاع على مشاريع تخرج لشباب اردني من الجامعات الاردنية، والتي ابهرته مضامين افكار تلك المشاريع، لتكون المبادرة من سمو ولي العهد  بإبرام إتفاقية  مع وكالة ناسا لابتعاث طلبة اردنيين سنويا لتنفيذ مشاريع تطبيقية لواقع دراستهم، وكانت البداية مع اربعة ابطال من طلبة العلم من جامعاتنا الاردنية: زيد قعوار(هندسة طاقة وقدرة) من جامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا  وفراس المستريحي (هندسة ميكانيك) من جامعة العلوم والتكنولوجيا وسند حداد (هندسة اتصالات) من جامعة مؤتة ومحمد الزرقان.


وحولت مبادرة  ولي العهد بتبني الفكرة هذا الحلم الى  حقيقة على ارض الواقع، حيث امر سمو الامير  بضرورة توفير جميع المتطلبات والاجراءات اللازمة لتمكين طلبة اردنيين من المشاركة وعليه تمت مراسلة الجامعات، وفي ضوء تنسيبات الجامعات تم مقابلة الطلبة والتنسيب بهم الى وكالة ناسا التي اختارت من بين المتقدمين اربعة طلاب.


ولم تقتصر اهداف المبادرة  على الجانب العلمي ، إنما ايضا جانب ثقافي وإكتساب خبرة، بالاضافة الى تعزيز الانطباع الايجابي للاردن والاردنيين عن هؤلاء النخب من علماء الغرب.
وبالفعل،  امضى هؤلاء الشباب الاربعة شهرين في ناسا، تمكنوا من خلالها تحقيق إنجاز علمي يتمثل في تصميم نظام اتصالات لاسلكي لاكتشاف مجسمات فضائية، وتحديدا تصميم نظام اتصالات لاكتشاف وجود حياة على  قمر قمر «أوروبا» سادس اقمار «المشتري»، نظام قادر على توصيل اشارات من تحت الجيلد الذي يغطي المحيط المائي لهذا القمر الى الارض.


ومن هنا بدأت الحكاية، فعندما نجح هؤلاء الشباب من تصميم النظام في وقت قياسي (شهرين) واستغلال ابداعاتهم في توفير متطلبات المشروع من خلال تسخير ادوات للعمل داخل النظام بدل انتظار توفير الادوات التي قد تستغرق وقتا، قد يؤخر عملية الانجاز، خلال الفترة المحددة ضمن الجدول الزمني الذي حدده الشباب قبل انطلاقة المشروع، جاء فكرة القمر الصناعي الاردني المزمع تنفيذه.


تفاصيل المبادرة ومسيرة الانجاز التي حققها الطلبة الاردنيون، كشف عنه في لقاء إعلامي مع هؤلاء الشباب المستفيدين من مبادرة سمو ولي العهد، الذين تم اختيارهم وفق الية واضحة
وخلال اللقاء، تحدث ابطال المبادرة والانجاز عن تجربتهم، التي سيتم تعميم تلك التجربة على جميع الجامعات من خلال لقاءات تنظم داخل كل جامعة للحديث عنها.


لم تقتصر قبول طلبات المشاركة فقط على طبيعة المشاريع التي تقدم بها الطلبة، إنما اعتمدت على السيرة الذاتية للطالب ايضا والمعرفة العلمية التي يمتلكها الطالب ومدى إمكانية استفادة المجتمع من تلك المشاريع والمعرفة العلمية، وفي ضوء ذلك تم التنسيب بمجموعة اسماء الى وكالة «ناسا»،لتختار، بحسب المشارك زيد قعوار(جامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا- هندسة طاقة وقدرة)، المرشحين النهائيين، للمشاركة في مبادرة سمو ولي العهد.


 وجاءت اختيارات «ناسا» لطلبة من جامعات مختلفة واختصاصات متنوعة، إلا أنها بحسب قعور، شكلت فيما بينها حلقة متكاملة ومكتملة لتنفيذ  وتصميم نظام اتصالات لاسلكي لاكتشاف مجسمات فضائية، وتحديدا تصميم نظام اتصالات لاكتشاف وجود حياة على  قمر اوروبا سادس اقمار «المشتري»، نظام قادر على توصيل اشارات من تحت الجليد الذي يغطي المحيط المائي لهذا القمر الى الارض.


وبدأ العمل، من خلال دراسة ابحاث معنية في هذا المجال، ليبدأ التفكير في كيفية تصميم نظام الاتصالات اللاسلكي، ملائمة لطبيعة القمر المستهدف، ومن ثم المباشرة بتصميم جهاز تجريبي ومجسم تجريبي لنظام الاتصال ورسم سيناريوهات منذ البداية، بحسب  زيد قعوار.


عند هذه النقطة توقف قعوار ليترك الحديث لزميله المهندس فراس المستريحي (هندسة ميكانيكية- العلوم والتكنولوجيا)، والذي استهل حديثه بالمهارات التدريبية على المشاغل في «ناسا».


ويضيف ان الخطوة التالية تمثلت في بناء الية لاكتشاف القمر المستهدف بالاضافة الى وضع جدول زمني يحتوي على المهامات والفترات الزمنية والتحديات التي يمكن ان تواجه مراحل التنفيذ والمهام المطلوبة لكل مرحلة.


ويوضح انه «بعد بناء المخطط الزمني بدأنا نبني ونصمم الاجهزة التي تحاكي ظروف القمر،، والتي تمثلت في  بناء وتجهيز ثلاث غواصات قادرة على التواصل فيما بينها بشكل لاسلكي من جهة وبينهم وبين الارض من جهة ثانية.


ويبين تم تجريب تلك الغواصات من خلال بركة ماء تحاكي الظروف الطبيعية  لقمر اوروبا، مؤكدا بإعتزاز انه وزملاءه صمموا تلك الغواصات من «الصفر» على حد وصفه، في إشارة الى انهم صنعوا تلك الغواصات بجهودهم، وذلك في وقت قياسي مدته شهران.


ولم يخف المستريحي مواجهته وزملاءه مشاكل خلال فترة التصميم والانجاز،خصوصا وان هذه التجربة الاولى لدخول مهام تتعلق بالفضاء، حيث كانوا يناقشون مع العلماء هنالك ويتشاركون معهم في ايجاد الحلول.


تقييمات المستريحي، بعد الانتهاء من المشروع، بأنه وزملائه هم «اول من صمم وتنفيذ تجارب وبناء غواصات بدون اسلاك، وان انهاء المشروع خلال الفترة الزمنية (شهرين) كان وقت قياسي غير متوقع من المشرفين والخبراء في «ناسا»، مقدرا ان مثل هذا المشروع يحتاج الى حوالي ستة اشخاص ولفترة قد تمتد الى اربعة اشهر.


خلاصة الاستفادة، كان الحديث عنها لـ سند حداد (هندسة اتصالات –جامعة مؤتة)، الذي استهل حديثه بالتأكيد على اهمية مبادرة  ولي العهد، التي مكنته وزملائه، واخرين في الفترات المقبلة، لدخول هذا المجال المتخصص، لتجعل من مشاركتهم هي الاول من نوعها على مستوى المنطقة.


ويرى حداد ان الاستفادة كانت كبيرة ومتنوعة، وتقديم اثبات جديد بأن الشباب الاردني قادر على صنع المستحيل رغم التحديات، ويقول تعلمنا كيف نخطط لمشاريع في المجال الفضائي، والتي اتاحت لنا التعرف خلال فترة تنفيذ المشروع على جميع المعلومات ، الى جانب «تحدي بعض المسؤولين في تنفيذ مهام خلال تصميم المشروع، كانو هؤلاء المسؤولين يعتقدون بانه من الصعبة تنفيذها».


الى جانب تعلم اسلوب البحث العلمي، ليكشف خلال حديثه  عن النتائج  عن فكرة تصميم قمر صناعي اردني، الذي بين انه سيكون اول قمر صناعي اردني سيتم استغلال لغايات إجراء تجارب  اتصالات.


نجاح هؤلاء الطلبة في مشاركتهم الاولى في مبادرة سمو ولي العهد، ستكون فاتحة خير لبقية الطلبة وتحفيز لهم في الدورات المقبلة، خصوصا وان هذه المبادرة سنوية، وسيتم العمل على زيادة عدد المشاركين في الدورات المقبلة.

أخبار ذات صلة

newsletter