أحد شوارع العاصمة عمان
راصد: أحزاب تستسهل الوعد بالتغيير السياسي على الاقتصادي | تقرير
- خبراء: على الأحزاب السياسية خفض سقف مطالبها الانتخابية
- خبراء: حداثة المشروع السياسي تحتم خفض سقف الوعود
ستغدو الحياة الحزبية جزءا من الحياة السياسية في البلاد. المؤشرات تفيد بأن التمثيل الحزبي سيغلب على شكل مجلس النواب المقبل، ويفوقُ ذلك في المجالس القادمة.
ليس معروفا إذا اطلعت الفئة المترددة بالانتخاب على البرامج الانتخابية للأحزاب. نظريا؛ ستحكم تلك البرامج العلاقة بين الناخبين والنواب المحتملين، وإذا أتيح لك قراءة بعضها ستظن أن الأردن لن يبقى كما هو، فيما يرى خبراء في هذه المعادلة حالة اغتراب عن الواقع، لما تقدمه البرامج المطروحة من وعود سياسية كبيرة.
يقول مدير مركز الحياة (راصد) الدكتور عامر بني عامر، إن بعض الأحزاب تستسهل تكثيف الوعود السياسية في برامجها لسهولة ترجمتها على شكل مواقف سياسية تحت القبة، كالمطالب بفسخ اتفاقية أو تعديل في الدستور، فيما يرى بني عامر أن الوعود بالحلول الاقتصادية نأت بها بعض الأحزاب في برامجها.
ويجد بني عامر تباينا وصفه بـ"الكبير جدا"، بين مجموعة البرامج الحزبية المطروحة على الرأي العام، مشيرا إلى أن بعضها مدروسا وفيه بعض المؤشرات الواقعية والدراسات المقبولة، فيما يرى أن بعض الاحزاب في برامجها ابتعدت كثيرا عن الواقع وقدمت صورة "إنشائية" إلى حد ما، ويرى أن بعض الأحزاب لم تقدم حتى الحد الأدنى من فكرة البرامج.
ويقرأ بني عامر حالة من التعميم في البرامج الحزبية والبعد عن الواقع، ويقول إن بعض الأحزاب التي تعتبر نفسها قريبة من الفوز في الانتخابات لم تحمل نفسها في برامجها الانتخابية الكثير من الالتزامات والتعهدات التي من الممكن أن تحرجها سريعا أمام قواعدها الانتخابية.
ويرى المحلل السياسي الدكتور أسامة تليلان، أن على الأحزاب التخفيف من وعودها في برامجها الانتخابية، ذلك أن المشروع السياسي ما زال حديثا ولا يمكن تنفيذ كل ما تعد به الأحزاب.
ويتابع تليلان" نستبق اللحظة بالذهاب إلى توقعات عالية بوجود برامج ناجزة قابلة للتطبيق"، مشيرا إلى أن هذا لا يعني تقديم الأحزاب برامج انتخابية، بما هي عصب للحياة الحزبية، بحسب تليلان.
ويتفق تليلان مع بني عامر، في أن الأحزاب الآن قادرة على بناء المواقف السياسية تحت القبة الأمر الذي يساهم في بناء السمعة للحياة الحزبية.
وطالب المحلل السياسي، أن العمل بشأن إيصال الرسائل للناخبين ما يزال ضعيفا، مبينا أن على الأحزاب التواصل مع الجماهير عبر جميع أدوات التواصل السياسي، لتشكيل ثقافة البرنامج الحزبي لديهم.
ويردف تليلان قوله، إن عملية الاغتراب السياسي المجتمعي ما زالت مسيطرة في ثقافة الناخبين، وأن الناخبين لا يزالوا غير جاهزين على التعاطي مع البرامج الحزبية والانتخابية، مشيرا إلى أن هذه العوامل تحتاج للوقت للتفاعل معها.