نتنياهو وغالانت وهاليفي
تقرير عبري: "إسرائيل" رهينة بيد نتنياهو وشركائه المتطرفين
- نتنياهو: "لا أريد حماستان ولا فتحستان"
- آفي يسخاروف: احتلال "إسرائيل" لغزة خيار سيئ آخر
ذكر تقرير عبري، أنه بعد يومين فقط من احتفال تل أبيب بذكرى تأسيسها السادس والسبعين، استيقظ سكانها على صباح كئيب بشكل خاص، عندما قتل في غزة 5 جنود في منطقة جباليا، في الوقت الذي لا تزال فيه حماس واقفة على قدميها في قطاع غزة، بما في ذلك المناطق التي احتلها جيش الاحتلال مؤخراً، فالقتال في رفح مستمر ولن ينتهي قريباً.
اقرأ أيضاً : غانتس: مهلة أخيرة لنتنياهو وهذه شروطي
وعلى الجبهة الشمالية، أفاد التقرير أنه رغم إنجازات جيش الاحتلال والأضرار التي لحقت بمسؤولي حزب الله، فإن الحزب أظهر قدرات عالية بشكل خاص على المستوى العسكري وتمكن من ضرب منشأة جوية حساسة في منطقة مفرق جولاني باستخدام طائرة بدون طيار، وهذه قدرة عسكرية واستخباراتية غير عادية، توضح الثمن الباهظ الذي قد يدفعه الكيان المحتل في حالة اندلاع حرب شاملة في الشمال.
الجبهة الداخلية
لكن ما لا يقل خطورة هو ما يحدث على الجبهة الداخلية وعلى المستوى السياسي في كيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث يظهر وزير الأمن يوآف غالانت أمام وسائل الإعلام ليعلن أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يتصرف فعليًا وفقًا للمصالح الأمنية للكيان المحتل.
غالانت، الذي حذر خلال الاحتجاج ضد الإصلاح القانوني من أن نتنياهو وائتلافه الحكومي يضرون بأمن تل أبيب، فعل ذلك مرة أخرى مؤخرا، على خلفية ما وصفه بنية نتنياهو تكريس الحكم الإسرائيلي في قطاع غزة، وفقا للتقرير.
لا حماستان ولا فتحستان
وسارع نتنياهو إلى الرد على غالانت وأطلق في الهواء شعاراً مناسباً لفترة انتخابية قائلا: "لا أريد حماستان ولا فتحستان"، وهذه في الواقع حقيقة محزنة- بحسب التقرير- رئيس وزراء الاحتلال، الرجل الذي مكن تمويل حماس لسنوات عديدة بملايين الدولارات، والذي اختار عن عمد تعزيز قوة حماس والسماح لها بتمويل أنفاقها ووسائلها القتالية في أنفاقها. الرجل الذي نقش على رايته ضعف السلطة الفلسطينية (القائمة على حركة فتح)، هو الذي يشرح أنه لا يريد "حماستان أو فتحستان" في غزة، دون أن يوضح ما الذي يريد تحقيقه في غزة.
ومنذ أشهر، ظل جميع كبار أعضاء المؤسسة الأمنية في تل أبيب يحذرون من أنه بدون خطة لـ "اليوم التالي" لحماس، فإن الكيان المحتل سيديم حكمها في غزة، لكن نتنياهو الذي يرفض مناقشة هذا الأمر لأسباب سياسية يرمي الرمال في عيون الجمهور الإسرائيلي ويغض الطرف ويدعي أنه ليس هناك ما يمكن الحديث عنه في "اليوم التالي" دون تدمير حماس أولا.
"اليوم التالي" لغزة
وبحسب الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، آفي يسخاروف، لا أحد يريد إدخال السلطة الفلسطينية إلى غزة اليوم أو غداً دون هزيمة حماس. وأي شخص يتحدث عن "اليوم التالي"، واضح أنه ينبغي القيام بالأمرين في نفس الوقت، أي حرب مع حماس، إلى جانب التحضير لـ "اليوم التالي"، ومن الواضح للجميع، بما في ذلك غالانت، أن الخيارات المطروحة على الطاولة ليست بين الجيد والسيء، بل بين السيء والأقل سوءا.
ووفقا له، هناك ما تبقى من حكم حماس، وهو خيار سيئ بالتأكيد، وهناك احتلال "إسرائيل" للقطاع والحكم العسكري والمدني "الإسرائيلي" في القطاع، وهو خيار سيئ آخر، وهناك خيار ثالث: إقامة دولة فلسطينية، أو قوة عربية فلسطينية، تتمركز في قوات السلطة الفلسطينية إلى جانب القوى العربية والدولية المعتدلة، وهذا ليس خيار الحلم ولكنه بالتأكيد الخيار الأقل سوءًا، ولدى السلطة الفلسطينية عدد لا بأس به من المشاكل ونقاط الضعف، من بينها نتيجة سياسة نتنياهو الواضحة لإضعافها. لكن البدائل الأخرى في الوقت الحالي أسوأ.
لكن نتنياهو يفضل شعاراً انتخابياً لا معنى له- بحسب يسخاروف- من أجل كسب بضعة أيام أخرى في السلطة، أو بضعة أسابيع أخرى، وفي الوقت نفسه هاجم رجاله غالانت ووبخوه، كما هاجموا رئيس "الشاباك" رونين بار ووصفوه بالخائن، بسبب مؤامرة لم تكن موجودة ولم يتم خلقها وكأنه أعطى أمرا لرجاله بعدم النزول جنوبا صباح يوم 7 أكتوبر، والواقع عكس ذلك تمامًا.
"إسرائيل" رهينة بيد نتنياهو وشركائه المتطرفين
واختتم يسخاروف قائلا "هذه هي الحقيقة الصعبة والمحزنة التي يجب على "الإسرائيليين" الاعتراف بها، فقد أصبحت تل أبيب رهينة في يد رئيس وزراء سيفعل كل شيء، بما في ذلك كل شيء، لإدامة حكمه، وسيواصل الحرب في الجنوب والشمال حتى لا يصل إلى وضع يضطر فيه إلى الذهاب إلى الانتخابات.
وسوف يوبخ جميع رؤساء الأجهزة الأمنية وكبار الضباط في جيش الاحتلال حتى لا يوجهوا إليه مسؤولية الفشل الأعظم في تاريخ الكيان، وسوف يعمل في الظلام وفي الخفاء لتأهيل الحكم العسكري والمدني "الإسرائيلي" في قطاع غزة، أي رعاية السكان الفلسطينيين البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، بما في ذلك الاهتمام بالكهرباء والمياه والصرف الصحي والتعليم والصحة وما إلى ذلك، فقط لتجنب المواجهة مع شركائه في الائتلاف الحكومي سموتريتش وبن غفير، وسيعمل أيضًا على إعفاء المتدينين من الخدمة في جيش الاحتلال، من أجل الحفاظ على اليهود المتطرفين داخل حكومته، وكل هذا بينما تستمر الحرب في غزة".