خريطة توضح جانب من محور فيلادلفيا
لماذا يسعى الاحتلال للسيطرة على محور فيلادلفيا بعد اقتحام معبر رفح؟
- محور فيلادلفيا منطقة استراتيجية بين الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيسعى للسيطرة على محور فيلادلفيا بالكامل جنوب قطاع غزة.
وأشارت إلى أن جيش الاحتلال بدأ عملية جزئية للسيطرة الكاملة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومن ثم سيسيطر على كامل محور فيلادلفيا.
وتفتح تلك المعلومات الباب على تساؤلات حول أهمية محور فيلادلفيا وما هو، وموقعه على الخريطة.
محور فيلادلفيا
ووفقا للمعلومات التي رصدتها "رؤيا" تعتبر منطقة محور فيلادلفيا، المعروفة أيضًا باسم محور صلاح الدين، منطقة استراتيجية للغاية بين الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، وهذا بسبب طول شريط الحدود العازل البالغ 14 كيلومترًا الذي يفصل بين الطرفين.
ويُعتبر هذا الشريط منطقة أمنية حيوية تتبع لاتفاقية ثنائية بين مصر والاحتلال.
ويشار إلى أن محور فيلادلفيا يمتد على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة، ويعتبر المعبر البري رفح المنفذ الرئيسي للسكان الفلسطينيين للتواصل مع العالم الخارجي، وتحكم في هذه المنطقة ثلاثة أطراف، هي مصر وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) والاحتلال الإسرائيلي.
وظهرت المنطقة العازلة "محور فيلادلفيا"، التي تعرف فلسطينيا باسم "محور صلاح الدين"، على إثر معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر و"إسرائيل" عام 1979، التي نصت على إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود بين الطرفين.
ووفقا للاتفاقية، فإن المنطقة الحدودية التي تقع على الأراضي الفلسطينية، والتي أطلق عليها (د) تخضع لسيطرة القوات الإسرائيلية التي حددت بحسب الاتفاقية بكتائب مشاة، تصل إلى 180 مركبة مدرعة من الأنواع كافة، وطاقم مكون من 4 آلاف عنصر، إضافة إلى منشآت عسكرية وتحصينات ميدانية.
ومنعت الاتفاقية وجود أي قوات مسلحة مصرية على الأراضي المصرية المتاخمة للحدود الفلسطينية التي أطلق عليها (ج)، وسمحت فقط للشرطة المدنية المصرية بأداء مهام الشرطة الاعتيادية بأسلحة خفيفة.
وظلت القوات الإسرائيلية مسيطرة على المنطقة إلى حين انسحاب إسرائيل من قطاع غزة منتصف أغسطس/آب 2005، وتسليمه للسلطة الفلسطينية التي منحت الإشراف على المناطق الحدودية والمعابر، بوجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي.
ونصت خطة "فك الارتباط" على احتفاظ إسرائيل "بوجود عسكري لها على طول الخط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر (محور فيلادلفيا)" في المرحلة الأولى، وذلك لتوفير الحماية الأمنية، التي قد تتطلب توسيع المنطقة التي تتم فيها النشاطات العسكرية، وجعلت الاتفاقية إخلاء المنطقة مشروطا بالواقع الأمني والتعاون المصري في التوصل إلى اتفاق موثوق.
نشر قوات مصرية
في سبتمبر/أيلول 2005، تم توقيع "اتفاق فيلادلفيا" بين الاحتلال ومصر الذي يعتبره الاحتلال ملحقا أمنيا لمعاهدة السلام 1979، وتقول إنه محكوم بمبادئها العامة وأحكامها.
ويتضمن اتفاق فيلادلفيا نشر قوات مصرية على الحدود الفاصلة مع قطاع غزة، وتُقدر تلك القوات بنحو 750 جنديا من حرس الحدود المصري، ومهمتهم تتمحور فقط في مكافحة ما يسمى "الإرهاب" والتسلل عبر الحدود والتهريب والكشف عن الأنفاق.
ووفقا للاتفاقية، تم السماح بوجود 4 سرايا للقوات المصرية، مسلحة بسلاح خفيف، تم تحديده بـ504 بنادق أوتوماتيكية و9 بنادق قناصة و94 مسدسا و67 رشاشا و27 صاروخ "آر بي جي" و31 مدرعة من المدرعات الخاصة بالشرطة و44 سيارة جيب و4 سفن في المنطقة الحدودية البحرية للمراقبة، و8 مروحيات غير مسلحة للاستكشاف الجوي، و3 أجهزة رادار للكشف عن المتسللين.
ويحظر على القوات المصرية -حسب الاتفاقية- إقامة تحصينات ومستودعات أسلحة، فضلا عن معدات جمع المعلومات الاستخبارية ذات الطراز العسكري، وتخضع القوات المصرية لمراقبة القوات متعددة الجنسية الموجودة في سيناء، كما فرض الاتفاق لقاءات دورية بين الطرف المصري وضباط من الجيش الإسرائيلي، وتبادل للمعلومات الاستخباراتية وإجراء تقييم سنوي لتنفيذ الاتفاق.
وقامت حماس بالسيطرة على قطاع غزة في عام 2007، وأصبحت المنطقة العازلة تحت سيطرتها. بسبب الحصار المفروض على القطاع من قبل إسرائيل، وأصبحت الأنفاق المنحوتة تحت محور فيلادلفيا شريان حياة للسكان لتأمين السلع الأساسية.
وبعد عملية "طوفان الأقصى" في عام 2023، أعلن الاحتلال عن خططه لتكثيف السيطرة على محور فيلادلفيا، مما أدى إلى تصاعد التوترات مع مصر وزيادة الهجمات على المعبر البري والمناطق المحيطة به.
ويتزايد القلق في مصر بسبب هذه الهجمات وتصاعد التوترات مع الاحتلال، وتحذر مصر من أي تحرك عسكري من جانب إسرائيل في المنطقة بدون موافقتها.
وإن هذا الصراع يبرز أهمية المحور لكلا الجانبين، حيث يمثل محور فيلادلفيا نقطة لقاء بين الاهتمامات الأمنية والسياسية لإسرائيل ومصر وحركة المقاومة الفلسطينية، وهو يعكس الصراع المستمر في المنطقة على مر العقود.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي -صباح اليوم الثلاثاء- أنه سيطر على معبر رفح جنوب قطاع غزة بشكل كامل ويقوم بعمليات تمشيط واسعة بالمنطقة، بعد ليلة من القصف العنيف استهدفت محيط المعبر ومناطق شرق المدينة المكتظة بالنازحين، وذلك رغم مساعي الوسطاء للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة بين حماس وتل أبيب.