مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

جندي من قوات الاحتلال يقوم بمحاولة اختراق أجهزة

1
Image 1 from gallery

تقرير يكشف هوية حسابات نشر الفتنة في الأردن عبر منصة " X"

نشر :  
14:38 2024-03-30|
اخر تحديث :  
13:19 2024-08-13|
|
اسم المحرر :  
تقرير عدي صافي
  • الجرائم الإلكترونية تؤكد ملاحقة أصحاب الحسابات التي تنشر الإشاعات وتحاول زعزعة الأمن والاستقرار داخل المملكة
  • تحقيق يكشف تصدير "لجان صهيونية" عشرات الآلاف من المنشورات ضد الأردن ومواقفه
  • حسابات تعود للجان هندية استأجرها "اسرائيليون" ووظفوها لنشر محتوى يخدم روايتهم
  • المنشورات تضمنت تشكيكا بالجهود الأردنية ودعوات للفتنة والكراهية بين مكونات الشعب الأردني

عدي صافي - بالتزامن مع تزايد حراك الشارع الأردني الداعم للأهل في قطاع غزة، ومحاصرة الأردنيين لسفارة تل أبيب الفارغة في العاصمة عمان كـ"فعل تعاطفي رمزي"، طفت على السطح حسابات تنشر الفتن وتروج مغالطات، وتدعو للفرقة بين أبناء النسيج الأردني الواحد، حسبما توصلت إليه مرجعيات أمنية متخصصة.

ورغم خروج الأردنيين بمسيرات داعمة للموقف الرسمي الرافض لحرب الإبادة في القطاع منذ اليوم الأول، إلا أن الحراك الأخير هذا الأسبوع والذي شهد شد وجذب بين أطراف رسمية وحزبية مثّل أرضا خصبة لبعض "ضعاف الأنفس، والذباب الإلكتروني الموجه للطعن في خاصرة الوطن، وترويج الإشاعات أو حرف البوصلة عما يجري في غزة"


 

وشهدت منصة X "تويتر سابقا" الاشتباك الأكبر بين تلك الحسابات الوهمية (في مجملها) وبين الأردنيين المدركين لمخاطر تلك الخطابات على الأردن وشعبه وموقف قيادته.

العديد من مطلقي الحسابات الوهمية روجوا أفكارا خبيثة بهدف حرف البوصلة، وتفتيت التماسك الداخلي الأردني؛ لإضعاف الموقف الرسمي الخارجي الذي ضغط ولا يزال بكل السبل والإمكانيات الدبلوماسية لوقف العدوان.

ترويج الإشاعات والأكاذيب

"رؤيا" رصدت عشرات التغريدات التي تحمل في طياتها عنصرية مقيتة، تروج لأكاذيب وإشاعات، وتنشر مقاطع فيديو معدلة أو قديمة لإشعال فتيل الفتنة والاشتباك بين جماهير أردنية غاضبة والأجهزة الأمنية، والذين يقفون في الأساس في خندق واحد رافض للعدوان بشكل خاص، والاحتلال بشكل عام.

كما روجت بعض الحسابات التي يظن القارئ في الوهلة الأولى أنها تعود لمواطن أردني حقيقي، ادعاءات عن شبان متظاهرين أو أفراد في الأجهزة الأمنية؛ ادعى بعضها بأن مشاركين في المسيرات من الأردنيين مندسون ومسيسون لجهات خارجية توجههم ضد الوطن، فيما زعمت حسابات أخرى أن أفراد شرطة يتعاملون بخشونة مفرطة مع المتظاهرين ويتعمدون استخدام العنف والاعتقالات، رغم أن جل الأردنيين شاركوا منذ بدء العدوان في مثل هذه الاعتصامات وجاءوا إليها تلبية لنداء الضمير وعاطفة الدم المشترك مع الغزيين.

وكذلك إلى رغبتهم بتشكيل موقف داعم للموقف الرسمي الأردني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.

لجان صهيونية تهاجم الأردن

ومنذ بداية العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي وإعلان الأردن عن موقفه الداعم لأهل غزة بدأت لجان صهيونية من داخل الأراضي المحتلة وخارجها بمهاجمة الموقف الأردني والأردنيين.

وفي الأيام الـ50 الأولى للعدوان صدرت تلك اللجان أكثر من 60 ألف منشور ضد الأردن عبر منصات التواصل الاجتماعي، تضمنت تشكيكا بالجهود الأردنية المبذولة من أجل غزة ودعوات للفتنة والكراهية بين مكونات الشعب الأردني.

وفي تلك الفترة، شركة "مكانة 360" كل منشور وحوار ومقال ذكر فيه الأردن باللغة العبرية أو أي لغة أخرى. ومن خلال تتبع اختصار بروتوكول الإنترنت الذي يعرف بالـ "IP" الخاص ببعض الحسابات التي روجت منشورات ضد الأردن، تبين أن تلك الحسابات تعود للجان هندية استأجرها الإسرائيليون ووظفوها لنشر محتوى يخدم الرواية الصهيونية عبر منصات التواصل الاجتماعي، وفق المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة مكانة 360 عبد الرحمن الحسامي.

وأشار الحسامي إلى أن 89% من المنشورات المرصودة آنذاك تضمنت خطاب كراهية ضد الأردن والملك عبد الله الثاني وولي العهد الأمير حسين والملكة رانيا ووزير الخارجية أيمن الصفدي، فيما تناقلت منشورات نسبتها 11% أخبارا تتحدث عن الأردن ومواقفه حول ما يجري في غزة.

كما وكانت تتصاعد تلك الهجمات بالتزامن مع اتخاذ الأردن لأي موقف ضد الاحتلال وعدوانه على القطاع، اذ ارتفعت الهجمات بنسبة 70% بعد إعلان المملكة عن عدم توقيعها لاتفاقية الماء مقابل الكهرباء مع الاحتلال.

وتشير تلك الارقام إلى أن اللجان الصهيونية عادت للتحرك بشكل أوسع وأكبر وأكثر تعقيدا ضد الأردن؛ بالتزامن مع ارتفاع منسوب الغضب بالشارع الأردني وتزايد أعداد المشاركين في المسيرات السلمية الرافضة للعدوان على القطاع، والرامية باتجاه ممارسة دول العالم مزيدا من الضغوطات على الاحتلال لوقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية.

حسابات الفتنة تتبع للوحدة 8200 الإسرائيلية

مصدر فني أكد لـ"رؤيا" وجود آلاف الحسابات الوهمية التي تستهدف أمن الأردن واستقراره، وتلعب على وتر نشر الفتنة والتفرقة بين أبناء المجتمع الأردني، الذين استطاعوا على مدى التاريخ إظهار وحدة الصف وتخطي كل العقبات والأزمات التي مرت بها البلاد.

وقال إن مصدر غالبية الحسابات تكون من دول خارجية وإقليمية، موضحا أن هذه الحسابات تكرر مثل هذا الهجوم في فترات مختلفة، ووفقا للمزاج العام في الشارع الأردني والذي انتفض بشكل أكبر خلال الأيام الـ6 الماضية.

وأشار المصدر إلى أن عددا كبيرا من هذه الحسابات يتحرك بتعليمات الوحدة 8200 الإسرائيلية، أحد أبرز الفيالق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث تضم نخبة العقول لدى الاحتلال وتزود المنظومة العسكرية بكل ما تحتاج من معلومات حول الجهات المستهدفة.

وتنفذ الوحدة مهمات عديدة في سبيل خدمة مشروع كيان الاحتلال ومحاولة حمايته من أي هجوم محتمل من أي طرف كان، وفقا لتقارير عبرية تتحدث عن الوحدج اطلعت عليها "رؤيا".

ولفت إلى أنها تجمع المعلومات الاستخباراتية المتنوعة، إضافة إلى إدارة الهجوم الإلكتروني لجيش الاحتلال، عدا عن مهمات التجسس والتنصت المختلفة. كما تتولى مهمة إدارة الأمن السيبراني لدى الاحتلال الإسرائيلي.

ووفقا لتقارير عبرية اطلعت عليها "رؤيا"، بدأت الوحدة بتوظيف وتدريب كوادر لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي تحت أسماء وهويات مزيفة؛ سعيا منها لجمع القدر الأكبر من المعلومات عن الفئات المستهدفة.

وتقوم الوحدة بتدريب الكادر المستخدم لهذه المنصات على لغات مثل العربية والعبرية؛ كي يخاطب المنتسب الجماهير ويحصل على معلومات محددة تستخدم في وقت لاحق من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ هجمات أو اعتقالات أو غير ذلك.

الجرائم الإلكترونية تلاحق ناشري شائعات محليا أيضا

وفي ذات السياق أكدت وحدة الجرائم الإلكترونية في مديرية الأمن العام مواصلة ملاحقتها لأصحاب حسابات تنشر او تنجر وراء إشاعات وتحاول زعزعة الأمن والاستقرار داخل المملكة.

وقال مصدر مسؤول في الوحدة لـ"رؤيا" إن العاملين في الوحدة يواصلون بذل الجهود وعلى مدار الساعة؛ لرصد الحسابات (الموجودة في الأردن) والتي تنشر الإشاعات والأكاذيب أو ما من شأنه أن يحرض على الكراهية ويثير النعرات بين الأردنيين.

وأشار إلى أن الوحدة ترصد تلك الحسابات وتحدد هوية من يقف خلفها ومن ثم تعمل بالتعاون مع الأجهزة الأخرى على تحويل أصحاب تلك الحسابات إلى القضاء لاتخاذ المقتضى القانوني بحقهم.

ودعا الأردنيين إلى توخي الحيطة والحذر وعدم الإنجرار خلف هذه الحسابات ومن يقف وراءها، مبينا أن هدف تلك الجهات حرف بوصلة الأردنيين عن دعم غزة في حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال، ونقل الأزمة إلى الداخل الأردني ومحاولة إضعافه وزعزعته.


أحزاب في صف الوطن

أحزاب سياسية أردنية انتبهت إلى تلك المخاطر خلال الأيام الماضية وعبرت بشكل لا لبس فيه عن وقوفها في صف الوطن ورفضها الانجرار خلف الفتن والإشاعات التي تروجها حسابات لا تمثل السواد الأعظم من الأردنيين.

وأكدت الأحزاب في بيانات صادرة عن مكاتبها السياسية استمرار الأردنيين بتنفيذ مسيرات داعمة للغزيين وحمل مسؤوليتها تجاه الوطن وقضايا الأمة، من دون المساس بالرمزية الوطنية الأردنية.

ودعت الأحزاب الشباب الأردني إلى الانخراط في هذه المسيرات السلمية ودعمها بما يعود بالنفع على الأهل في قطاع غزة، ويمتن من الموقف الأردني الخارجي لبذل المزيد من الجهود لوقف العدوان وإيصال المساعدات الغذائية والعلاجية.

أخطاء فردية

وحول بعض المشاهد غير المقبولة والتي حرفت بوصلة وهدف المسيرات ووقعت خلال الأيام الماضية، أكد مصدر أمني أن الدولة الأردنية قادرة على التعامل مع كافة المخالفات القانونية وتطبيق القانون على من يخالفونه.

وقال إن الغالبية العظمى ممن يشاركون في المسيرات الداعمة للأهل في قطاع غزة ملتزمون بالقوانين ويؤدون دورهم في دعم أشقائهم بشكل صحيح ولا يتسببون بأية أضرار مادية بحق الممتلكات العامة أو أضرار معنوية بخطاباتهم السياسية.

وتابع:" بعض المشاركين في المسيرات يخرجون عن الإطار القانوني ويتسببون بأعمال شغب وتكسير بحق الممتلكات العامة، أو يقومون باستخدام هتافات مسيئة بحق الأجهزة الأمنية مما يستوجب تدخلا من قبلنا وإحالتهم إلى القضاء".

ودعا المشاركين في الوقفات التضامنية إلى ضبط النفس واتباع إرشادات رجال الأمن المتواجدين في المكان لحمايتهم.