رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة
الخصاونة: الأردن يعمل لتحقيق تحول شامل في القطاع الزراعي - فيديو
- الخصاونة: الأردن يسعى لتطوير الأسواق المستدامة وتعزيز سبل العيش الريفية
رعى رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، الاثنين، انطلاق أعمال الدورة السابعة والثلاثين للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى، التي تنعقد تحت عنوان "تسريع تحول نظم الأغذية الزراعية الإقليمية لتحقيق الزراعة المستدامة والأمن الغذائي في خضم الأزمات المتعددة التي تواجه المنطقة".
ويشارك في المؤتمر 30 وزيرا وجاهيا و15 وزيرا عن بعد وممثلو 19 منظمة دولية و17 مراقبا دوليا وقادة من جميع أنحاء المنطقة لوضع إطار لاتفاق إقليمي بشأن المستقبل والعمل المشترك لتحقيق نظم أغذية زراعية مستدامة محددة الأهداف ولضمان الأمن الغذائي لملايين السكان في المنطقة.
وأكد رئيس الوزراء في كلمة افتتح بها أعمال الدورة أهمية هذا الاجتماع الوزاري الذي يأتي في ظل ظروف وتحديات إقليمية كبيرة، وفي أعقاب أزمات عالمية جعلت الحاجة ملحة لتطوير آليات من شأنها تعزيز الاعتماد على الذات، وتحقيق التكامل بين الدول من أجل تحقيق الأمن الغذائي، كجائحة كورونا، وتداعيات الأزمة الروسية - الأوكرانية.
كما اكد الخصاونة أن التحول إلى نظم غذائية أكثر فاعلية وشمولا في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بات أمرا ملحا؛ لضمان توفير غذاء صحي وآمن، وسط تزايد أعداد السكان في المنطقة بشكل كبير، وندرة المياه والتغير المناخي، وذلك عبر معالجة تحديات توافر الأغذية، وتسهيل الوصول إليها، وثباتها، واستخدامها بطرق توفر للمنتجين من أصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات الريفية فرصا لزيادة الدخل والتوظيف وإنتاج الأغذية.
ولفت رئيس الوزراء الى ان استخدام الابتكار والرقمنة ما يزال محدودا في هذا المجال، وسيكون لاستخدامهما على نطاق واسع دور قوي وفعال في تعزيز تحول النظم الغذائية لتحقيق التنمية المستدامة.
وقال، "في ظل هذه المعطيات، نتطلع لأن يسهم هذا المؤتمر، الذي يضم خبرات وكفاءات إقليمية كبيرة في مناقشة القضايا الملحة التي تواجه أنظمتنا الغذائية والزراعية، والتركيز على الإطار العالمي والإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرامجها وأولوياتها لتحقيق هذه الغاية".
واكد اننا في الأردن، نعمل بجد لتحقيق تحول شامل في قطاعنا الزراعي ونظمنا الغذائية، آخذين بعين الاعتبار جميع العوامل والخدمات خلال سلسلة القيمة كالصناعات الغذائية، والنقل وسلاسل التوريد، والعمالة، والطاقة والمياه، وتمكين المرأة، وتعزيز المساواة بين الجنسين وتوفير فرص العمل، ورفع سوية المنتجات الريفية، والتي نعتبرها أساسا لتحقيق النمو الشامل، كما نسعى لتطوير الأسواق المستدامة، وتعزيز سبل العيش الريفية، وبما يعزز من سعينا نحو تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية المستدامة.
ولفت الى ان الأردن سعى مبكرا لإطلاق المرصد الإقليمي للأمن الغذائي لدول المنطقة، حيث بدأنا التحضير لهذا المرصد بناء على لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني ومدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة شو دنيو، خلال زيارته الرسمية للمملكة عام 2022م.
واكد انه أمام التحديات العالمية التي نشهدها اليوم، وفي مقدمتها أزمات اللجوء، والحروب والتغير المناخي، يعد الأردن من أكثر البلدان تأثرا بهذه الأزمات؛ إذ تشكل نسبة اللاجئين الذين نستضيفهم ثاني أعلى نسبة في العالم نسبة إلى عدد السكان، ويعيش قرابة 81 % منهم في المجتمعات المضيفة لهم خارج مخيمات اللجوء، لافتا الى ان هذا يشكل عبئا وضغطا كبيرا على مواردنا الأرضية والمائية والغذائية وخدمات الصحة والتعليم وفرص العمل.
وقال، انه ورغم ذلك، فإننا نعمل على بناء استراتيجيات وخطط مرنة ومبتكرة لتعزيز قدراتنا على التكيف والصمود وذلك من خلال الاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية وتطويرها، وتبني التقنيات الحديثة في الزراعة، واستخدام الأدوات المناسبة التي تؤدي إلى تخفيف وطأة تلك التحديات.
ولفت الى ان من أهم التحديات التي تواجهنا جميعا هي الكمية الكبيرة لهدر الطعام وتقليل الفاقد، الذي يمثل تحديا لإدارة الموارد والتزاما أخلاقيا بمكافحة الجوع ودعم الاستدامة البيئية والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، إذ أن 28 % من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم تنتج الغذاء الذي يتم هدره بدلا من إطعامه للمحتاجين، مؤكدا أن الإدارة الحصيفة للفاقد والهدر ستسهم في سد جوع ملايين البشر الذين يعانون من نقص الطعام.
وقال رئيس الوزراء "من المؤكد أن الحديث سيكون منقوصا إذا لم يتناول العدوان الإسرائيلي الغاشم والمدان والهمجي على أهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث أزهقت آلة القتل الإسرائيلية أرواح عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، وتدمير كامل للبنية التحتية، وقطع سبل العيش؛ وأخذت القطاع وأهله إلى حافة المجاعة، ما أدى إلى نزوح أكثر من مليوني شخص ينامون في العراء وسط ظروف جوية قاسية، لا يستطيعون الوصول إلى مصادر مياه الشرب ويعانون جوعا مدقعا وغيابا لأدنى مقومات الأمن الغذائي، عداك عن تدمير واسع للأراضي الزراعية تقدر بأكثر من 40 % من الأراضي القابلة للزراعة بحسب صور الأقمار الصناعية، وتدمير قرابة 70 % من البنية التحتية في القطاع بشكل عام" .
واكد الخصاونة اننا في المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يعضده سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، نفخر بأننا نجحنا في القيام بالإنزالات الجوية المتكررة التي نفذناها بشكل منفرد بداية، ثم مع بعض الدول الشقيقة والصديقة، وشارك جلالة الملك شخصيا في اثنين منها، والتي ساهمت في توليد ثقافة عالمية جديدة في كيفية إسناد المنكوبين والانتصار للإنسان في ظل ظروف استثنائية صعبة.
كما أكد "أن الأردن سيستمر بهذه الإنزالات الجوية بالتزامن مع الجهود السياسية والدبلوماسية الحثيثة التي يقودها جلالة الملك بالتنسيق مع أشقائه القادة العرب من أجل وقف العدوان الغاشم فورا، وإيقاف عنف المستوطنين في الضفة الغربية، وضمان إمداد الأشقاء الفلسطينيين بالمساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستدام، وإيجاد الأفق السياسي غير القابل للعكس، الذي يضمن العودة إلى مسار السلام وفق حل الدولتين، الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة الكاملة والناجزة، على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية؛ لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دول وشعوب المنطقة بما فيها "إسرائيل".
ورحب رئيس الوزراء بالمشاركين في اعمال المؤتمر الذي تستضيفه المملكة ونحن نحتفل باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني مقاليد الحكم، متطلعين إلى اتخاذ قرارات تكاملية تؤثر إيجابا في مستقبل الزراعة، وتحقيق أمننا الغذائي، واستدامتنا البيئية، ومرونتنا الاقتصادية.
على صعيد متصل، استقبل رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة شو دنيو، ووزراء الزراعة لعدد من الدول الشقيقة والصديقة المشاركين في أعمال الدورة السابعة والثلاثين للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى.
ورحب رئيس الوزراء خلال اللقاء الذي حضره وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات بضيوف الأردن المشاركين في المؤتمر، مؤكدا أهمية انعقاده لغايات تطوير آليات التعاون والتكامل وتبادل الخبرات بين الدول في المجال الزراعي، ووضع حلول للتحديات والمخاطر التي يواجهها، في سبيل تحقيق الأمن الغذائي.
كما وضع الخصاونة المشاركين في المؤتمر بصورة الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبد الله الثاني لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، والذي راح ضحيته عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، وتسبب بدمار للبنية التحتية بما في ذلك الأراضي الزراعية، مجددا التأكيد على موقف الأردن بقيادة جلالته الذي يدعو إلى وقف العدوان فورا، وضمان حماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام وكاف، وإيجاد أفق سياسي يضمن تحقيق السلام عبر حل الدولتين، الذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة الكاملة والناجزة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية.
بدوره، أشاد مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة باستضافة المملكة لأعمال الدورة السابعة والثلاثين للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى، وبجهود المملكة في مجالات الزراعة والأمن الغذائي، مؤكدا أن المؤتمر يمثل فرصة كبيرة لتبادل الخبرات والتجارب وتعزيز التعاون لتحقيق هذه المتطلبات.
وكان مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة شو دنيو رحب في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر بالمشاركين في أعمال الدورة السابعة والثلاثين للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى، معربا عن الشكر والتقدير للأردن على استضافة هذا الاجتماع المهم .
ولفت الى ان العالم ومنطقة الشرق الاوسط يتابعان الأوضاع والتحديات التي تشهدها غزة والسودان والعديد من الدول في المنطقة وبشكل خاص المعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة، معربا عن الأمل بالخروج من هذه الأزمة .
واكد ان منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة كان لها دور وبالشراكة مع المنظمات المعنية ومنذ بدايات الأوضاع في غزة في التخفيف من المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع .
واعرب عن الامل بأن تسهم مناقشات المؤتمر بالخروج في حلول لمواجهة التحديات التي تمر بها العديد من دول وشعوب العالم .
بدوره أعلن وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات، خلال كلمته عن اختيار الأردن مركزا للمرصد الإقليمي للأمن الغذائي لدول منطقة المشرق، لتوفير معلومات تحليلية وتقارير استقرائية وتنبؤات أساسية وتنبيهات بشأن المؤشرات الرئيسة مثل الأمن الغذائي.
وأضاف الحنيفات، إنه "تنفيذا لأهداف المؤتمر المتمثلة في تسريع التحول نحو نظم غذائية زراعية تتسم بالكفاءة والقدرة على الصمود أمام تغير المناخ، أعلن أن المكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) قدم مبادرة لتعزيز هذا التحول من خلال إنشاء مرصد إقليمي للأمن الغذائي لمنطقة المشرق".
وتابع الحنيفات، "تأتي هذه المبادرة استجابة لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ورعاه المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والمناقشات التي جرت بين وزراء دول المشرق خلال اجتماعهم في عمان العام الماضي".
وأضاف، إن المرصد الإقليمي للأمن الغذائي يمثل لوحة معلومات ديناميكية وتحليلية مصممة خصيصا لتوفر معلومات تحليلية وتقارير استقرائية وتنبؤات أساسية وتنبيهات بشأن المؤشرات الرئيسة مثل الأمن الغذائي والتغذية والإنتاج والاستهلاك والتجارة والمخزونات والاحتياطيات والاستدامة.
وأوضح أن هذه اللوحة تمكن راسمي السياسات والاستراتيجيات في المنطقة من إعادة رسم السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بمواجهة تحديات الأمن الغذائي استنادا إلى الديناميكيات الدولية المتعلقة بأسعار الإنتاج والنقل وتوافر الغذاء وأسعار المواد الغذائية.
وقال، إن المرصد الإقليمي للأمن الغذائي سيعتمد على مدخلات بيانات متنوعة بما في ذلك بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ونماذج اقتصادية قياسية صارمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
وأكد الحنيفات أن المرصد يضم لوحة معلومات رئيسية لمنطقة المشرق، وخريطة تجارة الأغذية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى لوحات معلومات على مستوى البلدان كلاً حسب تحدياته واحتياجاته الخاصة مثل لوحة معلومات الأردن.
وأشار إلى أن المرصد سيستمر في عمليات التطوير لتحسين دقة البيانات والنماذج، مشددا على أن هذا الدعم التحليلي الذي تقدمه (الفاو) من خلال إنشاء المرصد الإقليمي للأمن الغذائي يأتي بالتعاون مع الأكاديمية الإقليمية لتطوير القيادات والمراصد الإقليمية والقطرية المعنية بالأمن الغذائي والتغذية، ما يبرز التحول الذي تشهده نظم السياسة ودعم القرار داخل المنظمة.