الطحين المغمس بالدم.. حكاية صمود في شمال قطاع غزة

فلسطين
نشر: 2024-03-01 15:34 آخر تحديث: 2024-03-01 15:34
صورة ملتقطة من مقطع فيديو نشره الاحتلال الإسرائيلي للحظة تجمع فلسطينيين للحصول على المساعدات في شمال غزة
صورة ملتقطة من مقطع فيديو نشره الاحتلال الإسرائيلي للحظة تجمع فلسطينيين للحصول على المساعدات في شمال غزة
  • عبده: الاحتلال الإسرائيلي ماضٍ في سياسة التجويع وسياسة إفراغ شمال غزة من السكان

يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة لليوم الـ146 على التوالي، وتوجها صباح أمس الخميس بـ"مجزرة الطحين" المروعة على شارع الرشيد جنوب غرب مدينة غزة بحق مدنيين عزل ينتظرون وصول المساعدات والطحين، وارتقى فيها ما يزيد على 360 شهيدا وجريحا.


اقرأ أيضاً : المعجزات في غزة.. انتشال عائلة من تحت الأنقاض في غزة بعد 9 أيام


وبالتزامن مع مجازر الاحتلال وإجرامه واصل بث الأكاذيب والادعاءات الزائفة حول حقيقة ما جرى، فيما اكتفت الولايات المتحدة صاحبة "الضوء الأخضر" والدعم اللامتناهي للعدوان بوصف الحادث بـ"الخطير" وانتظار التقارير حوله، لتتواصل الجريمة التي يرى فيها مراقبون استمرارًا لسياسة صهيوأمريكية متواصلة تسعى لممارسة الإبادة الجماعية بحق أهل غزة مع سبق الإصرار والترصد، والسعي بشكل أكبر لتفريغ محافظتي غزة والشمال من أكثر 700 ألف غزي رفضوا الرضوخ لسياسات العدو وإجرامه وأصروا على الصمود رغم كل المحاولات التي وصلت حد ارتكاب "جريمة حرب التجويع" أمام مرأى ومسمع العالم.

فيما أكد رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الدكتور رامي عبده أن الاحتلال الإسرائيلي ماضٍ في سياسة التجويع وسياسة إفراغ شمال غزة من السكان.

وتتواصل الدعوات بضرورة استمرار الضغط على المجتمع الدولي وعلى أمريكا بكل السبل المتاحة لكسر الحصار الظالم عن قطاع غزة وإيصال المساعدات للمدنيين بما يحفظ إنسانيتهم وحقوقهم الأساسية التي نصت عليها كل العهود والمواثيق والأديان وبما يحفظ كرامتهم وحقهم في الحياة كباقي البشر.

أمريكا تصر على شراكتها في الجريمة

وحمل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي وكذلك المنظمات الدولية التي تنصلت من مسؤولياتها؛ المسؤولية الكاملة عن عمليات القتل الجماعي والمجزرة والمروعة وحرب الإبادة وحرب التجويع التي نفذها وينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن، والتي تهدف لتهجير السكان قسرًا وإفراغ المنطقة.

كما ناشد كل دول العالم وكل الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالتدخل الفوري والعاجل من أجل الضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ووقف شلال الدم ووقف قتل واستهداف المدنيين والأطفال والنساء.

من جانبه أكد الخبير العسكري الدكتور محمد المقابلة في تصريحاته للمركز الفلسطيني للإعلام أن أمريكا ترى هذا المشهد وتعلم كل تفاصيله أكثر من غيرها، وهي التي تديره، وهي التي توجهه، وتمارس إعلامًا وكلاماً معروفًا بالنفاق وتزييف الوعي، ويعتبر تسكينًا للعواطف والمشاعر، ولكن على أرض الواقع ليس موجوداً.

ولفت إلى أن هذه سياسة أمريكية نراها اليوم ورأيناها فيما مضى، وهي التي تتسبب بالقتل ثم ترسل أدواتها الإعلامية للتباكي وفتح بيوت العزاء حتى تظهر بالمظهر الإنساني لتزيف الوعي العربي.

وأضاف المقابلة: هم يقتلون القتيل ويشيعونه ويفتحون له بيت العزاء، ويتقبلون العزاء، وسيخرجون افلامًا وثائقية وتصريحات يتحدثون فيها عن إرهابٍ وإجرامٍ وهم يزيفون الوعي بأن أمريكا لم تكن توافق على هذه الأفعال.

وينوه إلى أن هذه الأفعال كلها متسقة مع العقلية الصهيونية التي قامت على أساس تزييف الوعي وارتكاب الجرائم عبر التاريخ الحديث والذي عاصرناه ورأيناه بأعيننا.

كيان قائم على الإرهاب

وأكد المقابلة أن سياسات هذا الكيان الإجرامي بلا نقاش في أساسها قائمة على نظرية عسكرية وليس نظرية سياسية كباقي الدول الطبيعية، بمعنى أنه قام على الإرهاب ويعتبر أن الذراع العسكرية هي الوسيلة الوحيدة لإثبات وتحقيق غاياته السياسية، على عكس الآخرين الذين يريدون أن يكونوا كيانًا سياسيًا ويضعوا ذراعًا عسكريًا لحماية هذه السياسات، فهو على العكس كيان إرهابي.

وأشار المقابلة إلى أن مجزرة الطحين التي أقدم عليها العدو الصهيون، فضلاً عن أنها تهدف للضغط على الفلسطينيين في محافظتي غزة وشمالها بهدف تهجيرهم قسريٍا وتفريغ المنطقة من سكانها، أيضًا فإنها تحمل رسالة موجهة إلى عدة جهات وبعدة معاني، وإلى عدة عناوين.

أخبار ذات صلة

newsletter