الراحل الوزير السابق صلاح أبو زيد
بالفيديو .. وفاة الوزير السابق صلاح أبو زيد
- الفقيد أبو زيد كان أحد رجالات الأردن البارزين وقدم خدمات جليلة في جميع مواقع المسؤولية
- رحيل السياسي-الإعلامي-الأديب الأردني صلاح أبو زيد عن 100 عام
- شيخ الصورة الصوتية، فارس الإذاعة ونحات الخطابات السياسية
يرحل صلاح أبو زيد عن عمر يشارف على قرن انخرط أبو زيد في النصف الأول من القرن العشرين بمعارك الأردن السياسية والثقافية ومواجهات عسكرية شرسة على امتداد "حربٍ باردة" عربية وصراع وجود مع الاحتلال الإسرائيلي.
وكان "أبو عماد" من الرعيل الأول الذين أسهموا في بناء مداميك الدولة الأردنية وصنعوا قوتها الناعمة بدءا من منتصف القرن الماضي، حين استعرت معاركُ إعلامية بينية في المنطقة.
بعد أن أنهى مرحلة الثانوية، التحق أبو زيد بكلية الحقوق في جامعة دمشق لثلاث سنوات قبل أن ينخرط في التدريس مسقط رأسه إربد. ثم نال شهادة بالإعلام في جامعة سيراكيوز الأمريكية عام 1958 أثناء عمله في القطاع العام.
هجر التعليم في منتصف القرن الماضي ليدخل عالم السياسة والإعلام والفن من أوسع أبوابه في أحلك مراحل تأسيس الدولة وتطورها.
سجله الرسمي يشهد أنه كان أول وزير إعلام 1964 قبل أن تلحق بها حقيبة الثقافة ثم السياحة والآثار عام 1967، السنة التي خسر فيها الأردن القدس الشرقية وسائر الضفة الفلسطينية.
كان الراحل مهندس إطلاق الإذاعة الأردنية في مقرها الأول بجبل الحسين عام 1959 ثم أسهم في ولادة التلفزيون الرسمي عام 1968.
قبل ذلك وبعده، ظل أبو زيد أحد صانعي القوة الناعمة للمملكة في معمعة الحروب الكلامية والتراشق الإعلامي بين دول عربية متضادة أيديولوجيا.
في تلك الحقبة برز ذلك الشاب معادِلاً أردنياً وخطيبا مفوهاً في مواجهة صليات الإذاعي المصري أحمد سعيد الكلامية القادمة عبر أثير "صوت العرب".
وكان أحد كتاب خطابات الملك الراحل الحسين بن طلال لسنوات عديدة.
ثقافياً وفنياً، ينسب لأبو زيد اكتشاف سفيرة الأغنية الأردنية سميرة توفيق وهندسة مهرجان رام الله الذي شهد انطلاق أغنية "وين عا رام الله" بلسان سلوى العاص.
وكان صديقا ومحفزا لرواد الفن في لبنان، مصر وسورية.
فعلى مدى عقود، ظل المثقف-السياسي-الأديب أحد صانعي النجوم وعرابي الإعلام التعبوي الموجه.
أسهم في نحت كلمات "ربع الكفاف الحمر" إلى جانب الشاعر رشيد الكيلاني، نسبة إلى فرسان الجيش العربي، وصنع أيقونات خالدة لنجوم عرب، في مقدمتهم فيروز.
في إحدى مقابلاتها المتلفزة، ذكرت سميرة توفيق بأن أبو زيد التقط فكرة أغنية فيروزية حين كان في زيارتها في الثلث الأخير من القرن الماضي. فعندما هم بمغادرة منزلها استوقفته قائلة: "إسهار بعد إسهار تايحرز المشوار"، فالتفت إليها وقال: "هذه تصلح مطلع أغنية". ثم اعتذر وغادر لاستكمال السهرة في منزل الرحابنة وفيروز. لكن ليس قبل أن يخرج علبة دخانه ليسطر عليها كلمات ترحاب سميرة توفيق. وبعد أسابيع خرجت الأغنية بصوت فيروز.
من أقواله: "المذيع الجيد من يملك ناصية الارتجال".
يغادر صلاح أبو زيد هذا العالم تاركا القليل من الإرث الموثق ثقافيا وسياسيا، وإنجازات تغيب عن جيل الألفية، بينما تبقى مشاعل الأوائل داخل الأدراج قبل توثيق العصر الرقمي.
وبحسب مصادر مقربة سيتم تشييع جثمان الراحل الخميس، بعد عودة العائلة من دولة الإمارات.