100 يوم من القتل.. آلاف المجازر والشهداء وانعدام سبل العيش

فلسطين
نشر: 2024-01-13 13:10 آخر تحديث: 2024-01-13 13:10
تحرير: عدي صافي
شخص يسير وسط الدمار الهائل في قطاع غزة
شخص يسير وسط الدمار الهائل في قطاع غزة
  • صانعو الخبر أصبحوا العاجل الذي يملأ شاشات التلفزة دماء ودموع
  • استشهاد 10 آلاف طفل و7 آلاف إمرأة
  • 69 ألف منزل دمر بشكل كامل في القطاع
  • 2 مليون نازح فروا من الموت 
  • 400 ألف مصاب بالأمراض المعدية 

مر نحو مئة يوم منذ أن بدأ العدوان الأكثر وحشية في العهد الحديث على قطاع لا تتجاوز مساحته الـ 360 كم، لتخلف ماكنة الإجرام "الإسرائيلية" وراءها آلاف الشهداء والجرحى، وعشرات الآلاف من المباني التي سويت في الأرض.

30 ألف شهيد ومفقود

العدوان الفتاك ترك خلفه أكثر من 23,843 شهيدا أي ما نسبته 1% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، كما وسجل فقدان 7 آلاف شخص وإصابة 60 ألف، استهدفتهم صواريخ طائرات الاحتلال وقنابل مدفعيته ورصاص أسلحة جنوده، حاول العدو الانتقام منهم؛ ليعوض خسارته التي مني بها مع إطلاق المقاومة الفلسطينية لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر العام.

وعجز نازيي العصر عن السيطرة بشكل كامل على القطاع، كما وفشلوا في إيجاد قادة المقاومة الفلسطينية وأسرهم أو حتى تحرير محتجزيهم ما جعلهم يسعون لقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين الأبرياء؛ في محاولة منهم للاحتفال بنصر وهمي أمام شعبهم.

شهداء من كافة العناصر 

ووفقا للحصيلة الحالية فقد سجل قطاع غزة شهداء في كل القطاعات، ولم يسلم أحد من عدوان الاحتلال وجرائمه، حيث وجهت الضربات على المستشفيات ودور العبادة ومراكز الإيواء وكاميرات الصحفيين وحتى على مركبات الإسعاف.

العدو استهدف في جرائمه بدرجة أولى الأطفال والنساء، حيث قتل أكثر من 10 آلاف طفل و7 آلاف إمرأة من أصل 30 ألف شهيدا ومفقود.

واستشهد لغاية اليوم 45 عنصرا من الدفاع المدني العامل في قطاع غزة، و337 من الطواقم الطبية العاملين في مستشفيات القطاع، عدا عن استشهاد 117 صحفيا أثناء نقلهم صورة الإجرام بحق الأبرياء في غزة، ليكون صانعي الخبر هم العاجل الذي يملأ شاشات التلفزة دماء ودموع، وليصبح راتقي الجروح هم المصابين والموتى.

10 آلاف مريض سرطان 

المصابون في غزة يعانون ليل نهار نتيجة نفاد المستلزمات الطبية كالأدوية وإبر التخدير، ما أجبر الغالبية منهم على مواجهة جروحهم وكسورهم تحت وطأة الأنين وصراخ الوجع، فقد تعمد الاحتلال عرقلة جل محاولات إدخال المساعدات الطبية إلى القطاع تحت حجج كاذبة تتمثل في إستخدام جزء من المواد الطبية لتصنيع أسلحة المقاومة أو إستخدام المشافي ذاتها كمقار لقادة المقاومة وانطلاق العمليات ضد الاحتلال، وهو ما تم تفنيده بتحقيقات دولية.

وبعد مرور نحو 100 مئة يوم يواجه أكثر من 60 ألف شهيدا مصيرا مجهولا، ويحتاج 6.200 شخصا منهم إلى السفر خارج غزة لتلقي العلاج اللازم، حيث لم يخرج من القطاع لتلقي العلاج سوى 707 شخصا.

كما وأن هناك 10 آلاف مريض سرطان فقدوا علاجهم منذ بدء العدوان، وهو ما يهدد حياتهم بشكل كبير، حيث أن اليوم الواحد في علاج مرضى السرطان له تأثير على حالة المريض وفق أطباء متخصصون.

ولم يخرج من هؤلاء المرضى سوى العشرات لتلقي العلاج في الأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة، بينما ينتظر الآخرون فرصة شبه معدومة للنجاة في ظل انعدام سبل العيش، في قطاع لا تشرق به الشمس إلا وقد ارتقى المئات من الأبرياء شهداء على يد الصواريخ.

ونتيجة لشح مياه الشرب والنقص الحاد في الغذاء والدواء طوال الأيام الماضية ونزوح غالبية سكان القطاع هربا من الموت، يعاني أكثر من 400.000 ألف شخص من الإصابة بالأمراض المعدية، وفقا للمكتب الحكومي في القطاع.

1980 مجزرة و65 ألف طن متفجرات

وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة عن ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي  لأكثر من 1968 مجزرة في القطاع منذ بدء العدوان راح ضحيتها آلاف الشهداء، ولعل أكبر تلك المجازر تمثلت باستهداف تجمع المئات من المدنيين أمام المستشفى المعمداني.

 واستشهد أكثر من 500 مدني دفعة واحدة خلال تلك المجزرة التي حاول الاحتلال إتهام المقاومة بتنفيذها إلا أن تحقيقات دولية أكدت أن الصاروخ المستخدم أمريكي الصنع ولا يمله سوى جيش الاحتلال.

وقدر حجم المتفجرات التي ألقيت على القطاع من قبل جيش الاحتلال بـ"65" ألف طن من المتفجرات، حيث جابت متفجرات العدو مختلف أراضي القطاع من شماله إلى جنوبه.

290 ألف وحدة سكنية دمرت جزئيا

وفي سبيل عدوانه على الأبرياء والتاريخ وثقافة المكان، سعى جيش الاحتلال إلى الاستمتاع بتدمير كل ما يعترض طريقه من البشر والحجر في غزة، حيث دمرت طائراته ومدفعياته 69.200 ألف وحدة سكنية بشكل كامل، وسوتها جرافاته ومعداته في الأرض، قاتلة مع تدميرها آمالا وأحلاما رسمها الغزيون على مدار أعوام، ونسفت مع هذه الأعمال الهمجية ذكريات عاشت طوال عقود بين أهالي غزة.

كما ودمر الاحتلال 290.000 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي في مختلف مناطق القطاع، حيث تحتاج إلى عمليات ترميم واسعة لتكون صالحة للسكن مجددا.

ووصل عدد النازحين في القطاع نتيجة العدوان إلى 2 مليون نازح، لا يملكون مأوى يقيهم برد الشتاء، حيث صنع جزء منهم خياما بينما لجأ آخرون إلى المركبات أو إلى منازل اقارب لهم.

الجوع ينهك البطون الخاوية

الاحتلال الإسرائيلي منع دخول الطعام والغذاء والوقود إلى غزة منذ بدء عدوانه‘ إلا ضمن كميات محدودة وغير كافية؛ بهدف قتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء، وكسر إرادة الفلسطينيين الثابتين على أرضهم.

وتسبب هذا المنع وغياب الطعام بتجمهر النازحين امام مواقع توزيع الطعام التابعة للمنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة.

ووفقا للأرقام الدولية والرسمية فإن واحد من أصل كل 4 أشخاص في غزة يعاني من الجوع، حيث أظهرت كاميرات الصحافة على مدار الأسابيع الماضية مشاهد مؤلمة من معاناة أهالي غزة الذين فرض عليهم حصارا مطبقا منذ 17 عاما مضت.

الوجه الآخر للألم

ورغم كل المعاناة التي يمر بها الفلسطينيون في غزة، إلا أن العدوان الوحشي على القطاع جاء نتيجة لما ألحقته المقاومة الفلسطينية بالاحتلال، ونظرا لتدمير منظومته الأمنية والاستخباراتية، وتهديم صورة الجيش الذي قيل إنه لا يقهر.

واستطاعت المقاومة أن تقتل أكثر من 1900 جندي ومستوطن وإصابة أكثر من 2500 جنديا وضابطا منذ السابع من أكتوبر، وفقا للأرقام التي أعلنها الاحتلال فيما يقدر العدد بأكبر من ذلك بكثير من قبل الخبراء، حيث يشار إلى أن الاحتلال حاول التقليل من خسائره وإخفاء أسماء بعض جنوده القتلى، حسب الإعلام العبري.

وتكبد الاحتلال خسائر بالمليارات منذ بدء عدوانه، وانخفضت أسهم البورصة، وفقدت المحاصيل الزراعية وشلت حركة الأسواق، عدا عن تهجير مئات الآلاف من مستوطنيه من مناطق غلاف غزة ومن شمال الأراضي المحتلة.

وقدر الإعلام العبري التكلفة اليومية للعمليات العسكرية ونقل الجنود وإطعامهم بما يصل إلى مليار شيكل أي أن العملية العسكرية وحدها كلفت منذ بدايتها أكثر من 100 مليار شيكل، عدا عن عشرات المليارات التي ذهبت لإيواء المهجرين وإطعامهم ومداواتهم، كما وسيتم صرف ملايين الدولارات لإعادة إعادة المستوطنات التي دمرت على يد المقاومين.

ويتوقع أن يفقد الاحتلال جراء الحرب 35 مليار شيكل من أموال الضرائب السنوية، وفقا للقناة 12 العبرية.

شيكل من أموال الضرائب السنوية، وفقا للقناة 12 العبرية.

 

أخبار ذات صلة

newsletter