من إنتاج المقاومة.. مسلسل "قبضة الأحرار" عمل درامي من داخل قطاع غزة على شاشة رؤيا

هنا وهناك
نشر: 2024-01-09 17:12 آخر تحديث: 2024-01-09 17:12
مسلسل قبضة الأحرار
مسلسل قبضة الأحرار
  • تعرض أحداث المسلسل مقاومين فلسطينيين يخوضون اشتباكات عنيفة مع قوة تابعة للاحتلال
  • تدور أحداث المسلسل بين المقاومة وقوات الاحتلال

تعرض قناة رؤيا من الأحد الى الخميس، في تمام الساعة الرابعة والنصف، فيما تعرض الإعادة الساعة الحادية عشرة مساءً، عبر شاشتها الفضائية.

ويعد المسلسل الفلسطيني "قبضة الأحرار" مسلسلا دراميا من قلب "قطاع غزة"، حيث يتناول المسلسل عمليات تصدي المقاومة و إفشالها لتسلل وحدة (سييرت متكال) الخاصة لقطاع غزة في عام 2018، إضافة الى المواجهة العسكرية في شهر مايو/أيار "عملية سيف القدس".

وتعرض أحداث المسلسل مقاومين فلسطينيين يخوضون اشتباكات عنيفة مع قوة تابعة للاحتلال الإسرائيلي تسللت إلى قطاع غزة، بهدف جمع معلومات استخباراتية عن المقاومة الفلسطينية.

ويستند مسلسل "قبضة الأحرار" الذي أنتجته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ويصنف على أنه "عمل فني استخباراتي"، إلى قصص حقيقية، تبرز ما يطلق عليه "صراع الأدمغة" بين المقاومة وأجهزة استخبارات الاحتلال الإسرائيلي،

إضافة الى جوانب أخرى في حياة مليوني فلسطيني يعانون من ظروف مأساوية منذ 16 عاما من الحصار، تخللتها 4 حروب عنيفة.

ويحاكي أحد المشاهد في مسلسل "قبضة الأحرار"، قصة حقيقية عندما اكتشف مقاومون من كتائب عز الدين القسام "خلية مستعربين"؛ وهي قوة تابعة لجيش الاحتلال تنكرت في لباس فلسطيني، وتسللت إلى غزة في ظروف غامضة، بهدف التجسس وجمع معلومات عن فصائل المقاومة.

أحداث المسلسل

وتدور أحداث المسلسل بين المقاومة وقوات الاحتلال، و كيف يتم توظيف العملاء الفلسطينيين في قطاع غزة لصالح دولة الاحتلال، وإغرائهم بالمقابل المادي أو الخروج من غزة للعلاج، بالإضافة إلى إرسال عملاء مستعربين إسرائيليين بمساعدة عملاء فلسطينيين .

وتقوم المقاومة بمطاردة العملاء في القطاع، حيث يكون بعضهم أقارب للمقاومين، ويتم التخلص منهم بقتلهم أثناء مداهمات.

وتعرج أحداث المسلسل على عملية أسر لقائد الفرقة الخاصة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتبين مشاهد تمثيلية كيفية التشويش على الرادارات الجوية التابعة لجيش الاحتلال قبل البدء بالعمليات، مع وجود مشاهد من غرفة عمليات للشاباك "تمثيلية".
ويعرض المسلسل مشاهد تمثيلية داخل الأنفاق ومشاهد لعملية تصنيع الأسلحة.

ويجدر التنويه الى أنه لم يتم ذكر أي من الدول العربية أو رؤسائها في المسلسل، أو المصادر التي تحصل منها المقاومة على الأسلحة، إضافة الى عدم التطرق لأمور سياسية محلية في الداخل الفلسطيني أوقضاية إقليمية.

وتهدف المقاومة في غزة من وراء هذا المسلسل إلى تقديم رواية فلسطينية مضادة لرواية الاحتلال، وإبراز تطور أداء المقاومة في ما وصفه رئيس دائرة الإنتاج الفني للعمل الدكتور محمد ثريا "بصراع العقول".

وقال ثريا: "نجتهد بإمكاناتنا المتواضعة لمجابهة الكذب والتضليل الإسرائيلي، إدراكا لحجم تأثير الدراما على وعي الجمهور".
ويتألف المسلسل من 30 حلقة، مدة الواحدة منها نحو 40 دقيقة، وسيعرض في رمضان المقبل على عدة قنوات محلية وعربية داعمة للمقاومة.
ويبرز رئيس دائرة الإنتاج الفني محمد ثريا قيمة إنتاج أعمال فنية فلسطينية، رغم ضعف الإمكانات البشرية والمادية، في مقابل الدعم الهائل الذي تتلقاه دولة الاحتلال من قوى وجهات عالمية تساعدها على إنتاج أعمال تشوّه صورة المقاومة والنضال الوطني الفلسطيني.

إمكانات قليلة وإنجازات عظيمة

وقال محمد ثريا إن معظم الممثلين المشاركين في العمل من الهواة، لافتا الى أنه لم يسبق لكثير منهم خوض مثل هذه التجربة.

وبين أن المسلسل تم تصويره في غزة بإمكانات متواضعة ومتهالكة، بسبب منع الاحتلال إدخال معدات تصوير ومونتاج متقدمة.

ولفت الى أنه لا يوجد في غزة معاهد متخصصة ومدن إنتاج فني ذات قدرات عالية؛ مما اضطرهم إلى الاعتماد على ممثلين هواة، والتصوير في شوارع غزة والأماكن العامة فيها.

وأشار ثريا الى إن تكلفة المسلسل بسيطة جدّا، كاشفًا أن بطل العمل يتقاضى نحو 3 آلاف دولار فقط نظير دوره في المسلسل.

وبين أن تصوير مسلسل "قبضة الأحرار" تصويره استغرق 6 شهور.

وتابع: "يقوم كثير من أفراد العمل والممثلين بأدوار تطوعية من دون مقابل".

ونوه عضو فريق التصوير في المسلسل أحمد المقادمة الى أن فريق عمل المسلسل واجه مخاطر حقيقية أثناء تصوير المشاهد في مناطق متاخمة للسياج الأمني مع الأراضي المحتلة شرق غزة.

وبين المقادمة أن عدم وجود مدن إنتاج فني وإعلامي في غزة توفر أماكن مختلفة لتصوير أحداث المسلسل، يجعلنا نضطر للعمل في الشوارع، وأماكن خطرة تعرقل العمل.

وأوضح أن فريق العمل فوجئ بإطلاق نار في الهواء من جانب قوات الاحتلال المتمركزة في مواقع عسكرية على السياج الأمني لإجبارهم على مغادرة المنطقة.
المقاومة من خلال الفن

وأكد ثريا أن مسلسل "قبضة الأحرار" يعد امتدادا لأعمال فنية دأبت دائرة الإنتاج الفني في غزة على إنتاجها في السنوات القليلة الماضية.

وقال ثريا إن فلسطيني يواجه القتل يوميا من قبل قوات الاحتلال، ويتعرض كذلك إلى حرب شرسة تستهدف المحتوى الذي يقدم رواية حقيقية تكشف الزيف والتضليل الذي يقدمه الاحتلال.

وأوضح أن المقاومة لا تهدف إلى تحقيق أرباح من الأعمال التي تقدمها.

وبين أن "قبضة الأحرار" سيترجم إلى لغات أخرى، وسيكون متاحا مجانا لكل القنوات التي ترغب في بثه.

وأكد ثريا أن الاستمرار في إنتاج أعمال فنية تواجه رواية الاحتلال وتدعم المقاومة وتعزز صمود الفلسطيني على أرضه،

ونوه الى أن هذه الأعمال تتطلب دعما من المؤمنين بالحق الفلسطيني.

رسائل مهمة عبر الفن

وتعكس أحداث المسلسل العلاقة المتشابكة بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال في قضايا مختلفة، تتعلق بالحروب على غزة، وتداعيات الحصار وتأثيراته سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

وتعكس أحداث المسلسل أيضا الصراع الاستخباراتي بين المقاومة والاحتلال، والتفوق الأخلاقي للمقاومة في تعاملها مع الأسرى "الإسرائيليين" في مقابل معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

ويؤدي الممثل جواد حرودة (63 عامًا) دور رئيس جهاز الأمن الداخلي لدولة الاحتلال (شاباك).

وسبق للممثل حرودة تجسيد أدوار شخصيات تابعة لدولة الاحتلال في أعمال فنية.

وجواد حرودة موظف متقاعد عمل سابقًا في تلفزيون فلسطين بعد تأسيس السلطة عام 1994.

وقال حرودة: "لا بد من إتقان هذه الأدوار ونحن كممثلين فلسطينيين الأقدر على تأديتها بحكم وجودنا تحت الاحتلال ومعاناتنا اليومية من جرائمه".

وأضاف: "نجاح كل ممثل في تأدية الدور المطلوب منه، والتعايش مع الشخصية التي يؤديها، يحققان للعمل النجاح من أجل إيصال الرسالة وتحقيق الهدف، وهدفنا في أعمالنا الفنية الفلسطينية تعرية الاحتلال وإظهار ظلمه وجرائمه".

ولم يغفل القائمون على المسلسل المرأة الفلسطينية التي ظهرت بشخصيات مختلفة تبرز دورها المؤثر في مسيرة النضال الوطني.

أخبار ذات صلة

newsletter