البطيخي: التعليم الرافد الأساسي للدخل القومي بالأردن
رؤيا - بترا - اكد رئيس الجمعية الاردنية للبحث العلمي الدكتور انور البطيخي ان قطاع التعليم في الاردن لا يمكن النظر اليه بوصفه قطاعا انتاجيا عاديا بل هو محور العمليات الانتاجية للاردن وللاردنيين وهو الرافد الاساسي للدخل القومي في المملكة.
واضاف ان أي تهاون في قطاع التعليم وفي مستوى مخرجاته يشكل تهاونا في مستقبل الوطن والاجيال القادمة ولذلك وفي ضوء تطور انظمة التعليم في كثير من بلدان الاقليم يغدو لزاما علينا التفكير بتطوير هذا القطاع الحيوي واولى خطوات التطوير العودة به الى مستوى الجدية والانتاجية والحرفية التي كان يتحلى بها قبل عقدين من الزمن للانطلاق به نحو افاق ارحب وامد اوسع.
وقال ان ما حصل في نتائج امتحان شهادة الدراسة الثانوية اخيرا كان متوقعا لدينا في ضوء مستويات الطلبة التي كانت الجامعات تستقبلها من المدارس حيث ان الطلبة الذي كانوا يقبلون سابقا حتى وان كانت معدلاتهم في الثمانين وما فوق ليسوا بالمستوى المطلوب لدينا في الجامعات ويفشلون في دراستهم.
وعلل ذلك بان الظروف والمعطيات التي مر بها هؤلاء الطلبة وعاشوها في التعليم الاساسي والثانوي وخضعوا لها هي التي افرزت هذه المستويات مشيرا الى ان من الاسباب الرئيسية تغير مستوى المعلمين حيث ان كثيرا منهم مشغولين بعد الدوام في المدارس بالعمل في اعمال ومهن مختلفة بالاضافة الى التدريس اضافة الى الدروس الخصوصية التي امتهنها بعضهم طالبين للعيش وبالتالي فهم يعزفون عن حضور دورات تدريبية في اساليب التعليم لتعلم اساليب التدريس الحديثه ويعللون ذلك بانهم بحاجة لعمل ليتمكنوا من مواجهة متطلبات الحياة كما انه لا يتوقع ان يبذل المعلم جهدا كافيا في وقت فراغه لتطوير نفسه علميا لتعلم اصول التربية والتعليم الحديثة.
وبين البطيخي ان من الاسباب الاخرى ايضا نوعية المناهج وطرق تقديمها حيث تتسم بعض المناهج بانها صعبة وتناسب طالب جامعة وليس طالب مدرسة لان مؤلف الكتاب استاذ جامعي وليس معلم مدرسة فينتج عن ذلك ضعف الطلاب في هذه المواد ورسوبهم فيها داعيا الى دمج اساتذة المدارس والجامعات لتاليف كتب مناسبة لمستوى الطلبة.
واشار الى ان الطلبة في التعليم الاساسي يقضون معظم اوقاتهم بعد عودتهم من المدارس مثقلين بالاعباء والواجبات وهذا يضعف الطالب في النشاطات غير التعليمية وغير الصفية اذ يحتاج الى الرياضة والنشاطات الاخرى .
وافترح البطيخي ان يتم توجيه الطلاب من خلال ثلاثة مسارات لتلبية حاجات المجتمع والتنمية والارتقاء بسوية المخرجات بحيث يكون المسار الاول : التعليم الجامعي ومدته اربع سنوات وينتظم فيه الناجحون في شهادة الثانوية بمعدلات عالية تؤهلم لذلك كدراسة الطب والهندسة والصيدلة وغيرها وينصرفوا الى اعمالهم بعد حصولهم على درجة البكالوريوس اما المسار الثاني فهو التعليم التقني ويهدف الى تخريج حملة شهادة كلية مجتمع ومدته ثلاث سنوات وينتظم فيه الناجحون في التوجيهي اضافة الى الراسبين في المسار الاول بالجامعات ويخرج مساعدي مهندسين وتقنيين لصيانة الاجهزة الطبية والسيارات والالكترونيات وسواها ويتم التركيز على الجانب العملي والنظري على حد سواء ويتخرج هؤلاء تقنيين من الدرجة الاولى.
وفيما يتعلق بالمسار الثالث فهو التعليم المهني ومدته ثلاث سنوات وهي الثلاث سنوات الاخيرة في المدرسة أي الصفوف العاشر والحادي عشر والثاني عشر ويخرج مهنيين ممن هم دون التقنيين تاهيلا ويكون التركيز على الجوانب العملية اكثر ويعملون تحت اشراف التقنيين في مجالات الكهرباء والميكانيك والدهان والتمديدات الصحية وسواها ويوازي هذا المسار الاخير مسار للطلبة غير الناجحين في شهادة الثانوية بحيث يحصل هؤلاء على تعليم مهني مكافئ بعد ان خاضوا تجربة امتحان الدارسة الثانوية واخفقوا.
وبناء على هذه المسارات يمكن النظر في ان تكون مسارات الدراسة الثانوية في السنوات الثلاث الاخيرة تتضمن المسار الاكاديمي والمسار المهني وينقسم الاكاديمي الى عملي وادبي وفروع اخرى.