الناطق باسم القسام أبو عبيدة
تقرير: طوفان الأقصى يغرق الاحتلال
قالوا إن الكفاح المسلح بضاعة كسدت وإن الجنوح للسلام هو لُب الحداثة السياسية ولغة التخاطب الحضاري مع العالم، أخبرونا بأن الحقوق لن يتم نيلها إلا بالجلوس إلى مائدة المفاوضات، إلا أن طوفان الأقصى أغرق الاحتلال وبدد مبادراته لسلام مزيف وأوجد أفقًا لسياسة جديدة وحوارًا بلغة المقاومة.
اقرأ أيضاً : نتنياهو: أوضحت للرئيس بايدن أنه يتعين تنفيذ حملة عسكرية قوية وطويلة ننتصر فيها
وبينما الطوفان يدك المحتل، هبَّت الولايات المتحدة لنجدة الدولة الضعيفة والهشة والمهزومة أمام أي اختبار عسكري، لتتأكد حقيقة أن جيش الاحتلال ضعيف، واستخباراته فاقدة للكفاءة العملية، وأنه لا يجيد سوى الصراخ والاستنجاد بالقوى التي لفظته من أرضها وزرعته في أرضنا؛
وترسيخ صورته المعهودة بأنه لا يجيد سوى قتل المدنيين بالقصف الجوي دون مواجهة على الأرض؛ وتهديد لاإنساني و لاأخلاقي الذي عبر رفح الحدودي ومصر بقوله على لسان إعلامه إذا جلبتم إمدادات ستُقصف الشاحنات.
وفي تخبط واضح المعالم وتطور مفاجئ بين ساسة الاحتلال، يسارع كبيرهم بنيامين نتنياهو للدعوة بتوحيد الصف بتشكيل حكومة طوارئ في خطوة لإنقاذ نفسه وحزبه وحشد دعمٍ يُسنده في رده على طوفان مستمر؛ وعليه فإن وضع خيار العمليات البرية ضد غزة سيكون بمثابة مقامرة كبيرة لجيش الاحتلال كما تثبت التجربة مع نتنياهو أنه يميل للحذر في التعامل مع مثل هذه التحديات، وسيكثف جهده للوصول للوضع السابق، ما قبل السابع من أكتوبر.
حتى اللحظة، استطاعت حماس أن تقلب الطاولة في فلسطين والمنطقة برمتها، وأن تؤكد صعوبة تجاوز الفلسطينيين في أي محاولة لتصفية قضيتهم، في ظل تراجع كبير للسلطة الفلسطينية التي تعاني انسدادا مطبقا في مشروعها السياسي الذي لم يتبقَ منه شيء، وتراجع في شعبيتها في الضفة الغربية.
الأعين والعقول كلها مُعلقة على الثوار الحقيقيين من أبناء فلسطين، فهم وحدهم حريصون على أن يثبتوا أن التاريخ ما زال يُروى على أنه قصة مقاومين عظماء، فكان السابع من أكتوبر والمعركة في غزة وما حولها ما زالت في بدايتها ولم تأخذ شكلها النهائي المفتوح على احتمالات عديدة.