قوة من الجيش السوداني في ساحة الحرب
تقرير| بعد ١٥٠ يوما من الصراع.. ضحايا وأزمات وأمل بحل قريب
- بعد نحو 150 يوما من الصراع ترتفع حصيلة الضحايا إلى أربعة آلاف قتيل
تجاوز صراع الأخوة الأعداء في السودان نقطة اللاعودة بعد مضي خمسة أشهر على التناحر العنيف بين قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان ونائبه الذي تحول إلى خصمه محمد حمدان دقلو وانسداد أفق الحل السياسي في مشهد يزداد تعقيدا ويدفع بأن يكون من أكثر الأزمات الاقليمية تشابكا.
النزاع الذي أدى إلى مفارقة تاريخية، بتحوله من أزمة صراع على الحكم إلى أزمة وجود الدولة نفسها بإحداث خلل في الأمن والنظام السياسي وانعدام العدالة لغياب التشريعات، ليدخل قرار أخير حيز التنفيذ بتجريد قوات الدعم السريع من صفته القانونية وحله ليلقي ذلك عبئا إضافيا ويزيد جمود المفاوضات.
وبعد نحو 150 يوما من الصراع ترتفع حصيلة الضحايا إلى أربعة آلاف قتيل على الأقل في حين تؤكد مصادر طبية بأن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير، لتلقي الأزمة بظلالها القاتمة على الوضع الإنساني الذي يتضخم ككرة ثلج متدحرجة؛
بتجاوز عدد النازحين لأزيد من 3 مليون نازح وحاجة أكثر من نصف عدد سكان البلاد إلى مساعدات إنسانية؛ وسط تزايد التحذيرات من المجاعة، ونقص المواد الأساسية، في وقت بات فيه أكثر من ثلثي المستشفيات في مناطق القتال خارج الخدمة.
كل طرف يلقي بسهم الاتهام نحو الآخر والصراع بتداعياته الثقيلة مستمر ينذر بأن الأسوأ لم يأت بعد ولا حل يلوح في الأفق وخاسر وحيد هو شعب عانى ولا يزال يعاني من نزاع سيادة لم ينته.
