صورة طالبات داخل صف دراسي
توسيع رقعة التعلم.. قرارات "التربية والتعليم" تُدخل الطلبة في مثار الجدل
- ذوقان عبيدات: زيادة أيام العام الدراسي لن تسفر عن تحسين تعلم الطلبة
- عبيدات: المنهاج الدراسي يجب أن يرتبط بحاجات الطالب وحياته وواقعه ليتفاعل معه
تزاحمت تعليقات الطلبة وتباينت ردود الفعل في الأوساط التعليمية تجاه التوجه بتوسيع رقعة التعلم لجميع الصفوف في المدارس الحكومية، ما بين مستاءة وبين مستذكرة تجارب سابقة ببرنامج علاج الفاقد التعليمي.
في ظل تخوف أهالي الطلبة من تكرار مشاكل سابقة في آلية تنفيذ برنامج علاج الفاقد التعليمي، طرحت وزارة التربية والتعليم حلولاً مستحدثة، لمحاولة تجنب "المشاكل" في تطبيق البرنامج.
أكد مدير إدارة الامتحانات والاختبارات في وزارة التربية والتعليم محمد كنانة لـ"رؤيا" قرار الوزارة بتخصيص حصتين دراسيتين أسبوعيًا لعلاج الفاقد التعليمي في مادة اللغة العربية، وتخصيص أول 10 دقائق من حصص الرياضيات، للصف الرابع لغاية التاسع، وذلك على طول الفصل الدراسي بالمدارس الحكومية، حتى 2025/2024.
حصة الفاقد التعليمي لقياس أوزان الطلبة
تستذكر الطفلة تسنيم من الصف الثامن بإحدى المدارس الحكومية في عمان، شاءت عدم ذكر اسمها، يومًا من أيام العام الدراسي الماضي ضمن برنامج الفاقد التعليمي. في ذلك اليوم، تحول إلى حصة "مربية صف" حيث يتم قياس أوزان الطلبة وفحص نظرهم في الشعبة التي تضم حوالي 50 طالبة، بدلا من اعطائهم الحصص الدراسية.
تفاجأت الطالبة تسنيم "باهمال المعلمات بإعطاء الدروس" المقررة أول أسبوعين من بدء الدوام المدرسي: "بالفاقد التعليمي ما كانوا يعطونا اشي ولا يفتحوا الكتاب"، تقول تسنيم.
وتؤكد والدة تسنيم عدم خضوع الطلبة لامتحانات تقيس تطورهم بحضور حصص برنامج تعويض الفاقد التعليمي: "ماكان في امتحانات نهائي"، مشيرة إلى عدم تلقي الطلبة دروسهم المقررة خلال مدة البرنامج الممتدة اسبوعين من الفصل الدراسي.
"لاحظت على بناتي الإحباط ببداية السنة الدراسية بسبب عدم اهتمام المدرسة بالمواد"، تقول والدة تسنيم إنها تفرغت من العمل لمتابعة دروس بناتها في المنزل، إذ تشير إلى أنها تلعب الدور الملقى على المدرسة.
عدم تقييم أداء الطلبة
تشتكي رانيا لصوي، أم لبنتين، في حديثها لـ"رؤيا" أن ابنتها الكبرى "كرمل" (ترفيع صف تاسع) في مدرسة الصويفية الشاملة للبنات الحكومية لم تتلقى حصص الفاقد التعليمي خلال الأسبوعين الأولين من بدء دوام الفصل الدراسي السابق، مشتكية أنه "ما بكون في استعداد".
"ما بينعطى مواد نهائيا(..) لمدة شهر ونص" تشدد لصوي على حاجة ابنتها للانخراط بحصص تقوية، مشيرة إلى تأخر المدرسة بإعطاء المواد الأساسية بسبب عدم توفر معلمات في المدرسة لمدة شهر ونصف من بدء الفصل الدراسي، وأبلغتها إدارة المدرسة أن السبب وراء التأخير هو "عدم توفر شاغر معلمة حتى الآن".
قال الخبير التربوي ذوقان عبيدات إن زيادة أيام العام الدراسي لن تسفر عن تحسين تعلم الطلبة: "اللي ماتابع التعليم الحقيقي بده يتابع التعليم اسبوعين".
"مادة وهمية"
وتضيف رانيا أنه من "غير المعقول اختزال منهاج سنة دراسية بها فاقد تعليمي بملزمة وهمية، لاسبوعين"، وتطالب البدء باعطاء المنهاج الدراسي، ودمج المفاهيم الخاصة بـ الفاقد التعليمي ضمن المنهاج الصف الحالي.
ويرى عبيدات أن المنهاج الدراسي يجب أن يرتبط بحاجات الطالب وحياته وواقعه ليتفاعل معه، مشددا على أهمية تحديث المناهج الدراسية.
وأشار إلى أن الفاقد التعليمي ينبغي أن يُعالج الفارق بين مستوى الطالب الأكاديمي الحالي والمستوى المقرر له، والذي يتمثل في عدم تحقيق الأهداف المطلوبة، مضيفا أن الأردن يعاني منذ ما يقرب 15 عامًا من فجوات التعليم ومشكلات الفقر التعليمي، بحسب عبيدات.
وفي عام 2021، أشار البنك الدولي إلى أن 52% من الأطفال في الأردن يعانون من فقر التعلم، وأن الأطفال ممن هم في سن العاشرة لا يستطيعون فهم نصوص مناسب لأعمارهم وفهمها.
ولاحظت لصوي أن ابنتها كرمل شهدت تراجعًا بمادتي اللغة الانجليزية والرياضيات على مدى الأربع سنوات الماضية بعد انتقالها من مدرسة خاصة بسبب الإرهاق المالي، مشيرة إلى أنها ستقتطع من راتب العائلة الشهري الذي لا يتجاوز 800 دينار لتسجيل ابنتها بمراكز تقوية، بميزانية لا تتجاوز 50 دينار شهريًا.
وتشعر لصوي بالقلق من تكرار حالة "عدم انتظام تقديم الدروس الصفية" في الفصل الدراسي الجديد، مبدية استياءها من استمرار زيادة العبء المادي والجهد الإضافي على ابنتها كرمل من حصص غير منتظمة "دون استفادة حقيقية".