خزانات مياه بأحد البيوت الأردنية
مواطنون في عمان: بيوتنا "عطشى" من آلية التزويد المائي خلال موجة الحر
- الاستراتيجية الوطنية للمياه: لم تتجاوز حصة الفرد السنوية من المياه 61 متر مكعب في 2023
- عروة الفلايلة: مسؤولية شركة مياه الأردن مقتصرة على إيصال المياه إلى العدادات الموجودة في منازل المشتركين
- وزارة المياه: ارتفع استهلاك المنازل للمياه بمعدل 30% خلال موجة الحر الأخيرة
قبل عدة أيام من موجة الحر الأخيرة، انقطعت المياه عن منزل أم فارس التي تسكن بعمارة في الطابق الثاني في عمان، قالت في حديث لـ"رؤيا" إنها تلجأ لشراء صهاريج مياه إضافية أسبوعيا، لكي لا تعود لمشهد انقطاع المياه عن منزلها لمدة 9 أيام كما حصل سابقا.
العمانيون وسكان محافظات أخرى يشكون من الانقطاعات المتكررة للمياه، في حين تقول شركة مياهنا إن عملها يقتصر على إيصال المياه للعدادات فقط، وتضيف أن على المواطنين استخدام مضخاتهم أو آبارهم المنزلية لتجميع المياه، ونقلها إلى الخزانات أعلى أسطح المنازل.
"الضخ ضعيف"
أم فارس تشير إلى أنها تواصلت مع شركة مياه الأردن "مياهنا"، لفحص عداد المياه، ليتبيّن لها أن المشكلة تكمن في ضعف ضخ المياه للبيوت، وتؤكد أنها لم تفلح بعد 8 ساعات من الضخ في تعبئة "الخزان" ذات السعة الاستيعابية 4 متر.
وتشكو السيدة عدم استفادتها من زيادة كميات ضخ المياه التي أعلنت عنها وزارة المياه والري قبيل موجة الحر.
وقال مدير الاتصال والتوعية المائية في "مياهنا" عروة الفلايلة لـ"رؤيا" إن مسؤولية الشركة مقتصرة على إيصال المياه إلى العدادات الموجودة في منازل المشتركين، مضيفا أن مرحلة " ما بعد العداد" تقع مسؤوليتها بالكامل على المواطين.
وأشار الفلايلة إلى أنه لن تصل المياه إلى البيوت في حال عدم توفر مضخات أو آبار منزلية، لافتا إلى أن المشكلة تتركز في مناطق "نهاية الدور" الكائنة في نهاية شبكات تزويد المياه.
وبلغت كمية المياه التي تم تزويدها للعاصمة عمان 214 مليون متر مكعب في عام 2022، بمعدل ضخ يتراوح بين 24 و36 ساعة، بحسب أرقام "مياهنا" المسؤولة عن إيصال المياه لمحافظات العاصمة والزرقاء ومأدبا، إضافة إلى البلقاء.
ويضيف الفلايلة أن "مياهنا" تزود المنازل بصهاريج مياه، في حال حدوث كسر في الخطوط المزودة وتأثر التزويد المائي بذلك.
ويضيف أن التزويد المائي يمر في عدة مراحل وأنظمة، وقد يتعرض إلى خلل فني أو انقطاع التيار الكهربائي، مما قد يتعذر في بعض الحالات وصول المياه للخزانات الموجودة أعلى أسطح المنازل، عازيا تلك الأسباب إلى محدودية المصادر المائية وزيادة الطلب على المياه.
ولفت الفلايلة إلى أن "مياهنا" اختارت تزويد المياه بطريقة انسيابية، دون استخدام أجهزة ضخ، الأمر الذي يقلل كلفة فاتورة الطاقة والحفاظ على شبكة المياه.
فقر مائي مدقع
بدوره قال الناطق الإعلامي في وزارة المياه والري عمر سلامة لـ"رؤيا"، إن استهلاك المنازل للمياه ارتفع بمعدل 30% خلال موجة الحر الأخيرة التي أثرت على الأردن.
ولم تتجاوز حصة الفرد السنوية من المياه العذبة المتجددة 61 متر مكعب في 2023، وهو أدنى من خط الفقر المائي المطلق المتعارف عليه دوليا، والمقدر بـ 500 متر مكعب للفرد في العام الواحد، بحسب الاستراتيجية الوطنية للمياه 2023 - 2040.
وبلغ استهلاك قطاع المياه نحو ٪9 من إجمالي الكهرباء في الأردن لإنتاج المياه ومعالجتها وتوصيلها وإدارة خدمات الصرف الصحي. وذلك لأن المياه بحاجة إلى الضخ من الأحواض الجوفية، بما فيها حوض الديسي، إلى عمان، وإلى فرق ارتفاع يصل إلى 1400 متر من وادي الأردن إلى محافظات الشمال والوسط.