مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

لجنة السينما في شومان" تعرض الفيلم البرتغالي " تحولات الطيور "

1
Image 1 from gallery

لجنة السينما في شومان" تعرض الفيلم البرتغالي " تحولات الطيور " غدا

نشر :  
13:16 2023-06-05|
  • تنسج المخرجة البرتغالية كاتارينا فاسكونسيلوس حكاية فيلمها (تحولات الطيور)

تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان يوم غد الثلاثاء الموافق 6 حزيران، الفيلم البرتغالي " تحولات الطيور "، للمخرجة البرتغالية كاتارينا فاسكونسيلوس، وعلى فترتين في تمام الساعة السادسة والنصف والثامنة مساء، وذلك في مقر المؤسسة بجبل عمان.


 في عالم من العواطف والأحاسيس الرقيقة تنسج المخرجة البرتغالية كاتارينا فاسكونسيلوس حكاية فيلمها (تحولات الطيور)، الذي تستكشف من خلاله، ثيمات عديدة منها؛ الأسرة والحب والفقد والذاكرة، والعديد من المشاعر التي لم يسبق وأن تم الافصاح عنها، من خلال قصة شعرية تشبه الحلم، تستعيد من خلالها المخرجة العلاقات بين افراد اسرتها عبر ثلاثة أجيال.

مع التركيز على علاقة محورية؛ وهي العلاقة مع الأم، سواء أكانت هذه الأم هي (آنا)؛ أمها التي فقدتها وهي بعمر 17، أو (بياتريس) جدتها لأبيها التي لم تراها في حياتها، وإنما لمست حضورها القوي في حياة جدها ووالدها وإخوته الخمسة، وها هي الآن تحاول بشكل خاص استعادة صورة هذه المرأة/ الأم والجدة، من خلال محاولة رسم بورتريه لملامح روحها، ولنسيج العلاقات التي جمعت بينها وبين أفراد الأسرة.

ترك شعور فقد الأم أثره الكبير في نفس مخرجة الفيلم، وبعد أن اختبرت هذا الشعور أصبحت تشارك والدها فيه، وعلى حد تعبير المخرجة، هذا الفيلم "عن والدة أبي، عن أمي، وعن الأمهات، وأمهات الأمهات، وأمهات أمهات الأمهات. ولكن أيضاً عن فترة تاريخية معينة لم أعشها: فترة مختلفة تماماً عن تلك التي نعيشها اليوم والتي من واجبنا ألا ننساها".


لم يكن لدى كاتارينا معرفة كبيرة بجدتها لأبيها، التي ماتت في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، أي قبل أن تولد بمدة كبيرة، وهنا تكمن الصعوبة، فكيف لها أن تقترب من ملامح هذه الروح؟ في أحد الأيام صرحت كاتارينا لوالدها عبر الهاتف عن رغبتها بصنع فيلم عن هذه العلاقة المركزية التي تجمع الجدة/الأم بباقي أفراد الأسرة، وبأنها تريد أن تستند لبعض المعلومات عبر الرسائل المتبادلة بين جدها هنريك وجدتها بياتريس، حيث كان جدها يعمل في البحرية مما يلزمه أن يغيب لأوقات طويلة عن المنزل والأولاد الذي تحملت جدتها مسؤوليتهما بالكامل.

كانت الرسائل هي وسيلة الاتصال الرئيسية بين الجد والجدة، وكان لهذه الرسائل أن تعكس قدراً من الملامح التي كانت تبحث عنها كاتارينا، لكن والدها فاجأها برغبة جدها بحرق هذه الرسائل، وقطع الوالد الطريق على إلحاح كاتارينا بأن "هذه العلاقة تشكل خصوصيتهما، علاقتهما الحميمة" لا يجوز لنا الاطلاع عليها إذا لم يرغب جدك بذلك، وهكذا ضاعت على كاتارينا الفرصة المادية الوحيدة التي كان من الممكن أن تصلها بعالم جدتها، إلا من تسجيل قصير كانت الجدة في العام 1957.

قد ذهبت إلى البريد لكي تبعث هي والأولاد برسالة مسجلة إلى زوجها، ليقدم هذا التسجيل اليتيم العزاء لهنريك في غربته وحنينه، كذلك أجرت كاتارينا عدد من الجلسات مع والدها وأعمامها وعمتها للحديث عن طفولتهم وعن أمهم وعلاقتهم بها، لتشكل هذه المواد النواة التي ستبني عليها فيلمها الوثائقي، ولكن وهنا الأهم، عنصر آخر سيلعب دوراً مهماً ورئيسياً في شكل الفيلم وبنائه، الا وهو الخيال، الذي امتزج بالوثائقي مانحاً له الروح والأجنحة ليحلق بعيداً عن حدود التجربة الشخصية الخاصة، إلى ما هو إنساني وكوني.

فيلم (تحولات الطيور)، فيلم آسر ومؤثر، فريد بأسلوبه الذي يشكل رحلة بصرية وسمعية في تآلف فني جميل يقدم نسيج المشاعر وتجليات الروح في بناء سردي غير تقلدي، كما يساهم استخدام الألوان والضوء في خلق أجواء شاعرية وسحرية تنقل المشاهد إلى عالم من الخيال، وإيقاعه الهادئ يدعو إلى تأمل شعري في دورات الحياة وكيف تتحول أنفسنا من خلال الحب والفقد، وكيف نتجاوز بعدها هذا الفقد.

من الجدير بالذكر إن فيلم (تحولات الطيور) تم عرضه عالمياً لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي الدولي الـ(70) عام 2020، حيث حصل على جائزة النقاد الدوليين لأفضل فيلم في قسم اللقاءات، مثلما حصل على العديد من الجوائز من المهرجانات الدولية المهمة.