الكعبة المشرفة
الجمعية الفلكية بجدة: ظل الكعبة يختفي في سماء مكة
- الظاهرة التعامد الأول للشمس هذا العام
- سيختفي ظل الكعبة وظلال جميع الأجسام في مكة تمامًا
تشهد سماء مدينة مكة، الأحد، ظاهرة فلكية فريدة حيث يتعامد الشمس مباشرة على الكعبة في وقت أذان الظهر. وستكون هذه الظاهرة "التعامد الأول للشمس هذا العام"، وفقًا لتصريحات "الجمعية الفلكية بجدة".
وفي هذه الظاهرة، ستكون الشمس في أعلى ارتفاع لها، حيث تصل إلى حوالي 90 درجة، وبذلك سيختفي ظل الكعبة وظلال جميع الأجسام في مكة تمامًا، ويصبح ظل الزوال صفرًا.
من جانبها، أوضحت الجمعية الفلكية بجدة أن الشمس ستكون مائلة في سماء المناطق البعيدة عن مكة في هذا الوقت.
ظاهراً تعامد الشمس
وتحدث هذه الظاهرة مرتين في السنة، وذلك نتيجة لموقع الكعبة بين خط الاستواء ومدار السرطان. وأثناء حركة الشمس عبر السماء، تتزامن مع استقامة الشمس مع الكعبة أثناء انتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان في شهر مايو. كما تحدث هذه الظاهرة أيضًا عند عودة الشمس جنوبًا إلى خط الاستواء قادمة من مدار السرطان في شهر تموز/يوليو.
وهذه الظاهرة تحدث في المناطق التي تقع على خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالًا وجنوبًا، وتتميز بأنها ظاهرة نادرة ومحدودة في بعض المناطق المحصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي، وفقًا لما ذكرته الجمعية الفلكية.
وتجدر الإشارة إلى أن مكة المكرمة ستشهد اليوم وغدًا ظاهراً تعامد الشمس على الكعبة المشرفة، وسيؤدي ذلك إلى اختفاء ظل الكعبة تمامًا في وقت أذان الظهر في تمام الساعة 12:18 ظهرًا بالتوقيت المحلي. يُعتبر هذا التعامد الأول من نوعه هذا العام.
وتعتبر ظاهرة التعامد واحدة من الطرق التي استخدمها القدماء لتحديد اتجاه القبلة بدقة كبيرة، حيث يُستخدم قطعة خشبية تُقام بشكل عمودي على سطح الأرض. وعند وقت التعامد، يشير الاتجاه المعاكس للظل نحو الكعبة لجميع القاطنين في المناطق البعيدة عن مكة، سواء في الدول العربية أو المناطق المجاورة للقطب الشمالي وأفريقيا وأوروبا والصين وروسيا وشرق آسيا.
وبالإضافة إلى ذلك، يُستخدم تعامد الشمس لحساب محيط الكرة الأرضية بدقة عالية دون الحاجة للتقنيات الحديثة. فعن طريق بعض القواعد البسيطة في علم الهندسة، يُمكن تحديد كروية الأرض. يُعد هذا الأسلوب قديمًا ويُرجع تاريخه لأكثر من ألفي سنة.
وبهذه الظاهرة الفلكية الفريدة، يتم تسليط الضوء على تراث وتاريخ مكة المكرمة وأهمية الكعبة المشرفة في الحضارة الإسلامية. كما تمثل هذه الظاهرة فرصة للمسلمين حول العالم للتأمل والتواصل مع المكان المقدس ولإظهار الترابط الروحي والفلكي بين المسلمين في جميع أنحاء العالم.