حزب العمال الكردستاني
مقتل ٣ عناصر مرتبطين بحزب العمال الكردستاني بقصف "تركي" في شمال العراق
- مقتل ثلاثة مقاتلين وإصابة ثلاثة آخرين ينتمون لحزب العمال الكردستاني
تعرضت منطقة سنجار في شمال العراق لقصف ينسب إلى تركيا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مقاتلين وإصابة ثلاثة آخرين ينتمون لحزب العمال الكردستاني المرتبط بالأيزيديين. صدر بيان عن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان يؤكد وقوع الحادث.
وذكر أن القصف وقع في قرية تشومو خلف بقضاء سنجار عند الساعة الخامسة صباحا، حيث استهدفت طائرة مسيرة تابعة للجيش التركي مقرا لمقاتلي وحدات حماية سنجار. تم تسجيل ثلاثة قتلى وثلاثة جرحى جراء القصف.
جولة انتخابية حاسمة في تركيا
يأتي هذا القصف الثاني خلال أسبوع في سنجار، حيث تم تسجيل حادثة مشابهة في الثلاثاء الماضي أودت بحياة ثلاثة مقاتلين آخرين. يشير البيان إلى أن هذه الأحداث تأتي قبل جولة انتخابية حاسمة في تركيا بين الرئيس رجب طيب أردوغان والمرشح كمال كيليتشدار أوغلو.
وينتمي المقاتلون الذين تعرضوا للقصف إلى وحدات حماية سنجار، وهي مجموعة مسلحة تابعة للأيزيديين ومرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي يصنف على أنه تنظيم "إرهابي" من قبل الحكومة التركية وحلفائها الغربيين.
وتعد وحدات حماية سنجار أيضا جزءا من الحشد الشعبي العراقي وشاركت في محاربة تنظيم الدولة التي تواصل تعقيد الوضع في منطقة سنجار العراقية، حيث تتداخل مصالح وأطراف متعددة. فوحدات حماية سنجار تنتمي أيضا إلى الحشد الشعبي العراقي وشاركت في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، في حين تصنفها تركيا وحلفاؤها بأنها جزء من حزب العمال الكردستاني "الإرهابي".
وعلى الرغم من القصف المتكرر الذي يشنه الجيش التركي في شمال العراق ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني، إلا أنه نادرا ما يعلق الجيش التركي على هذه العمليات. تستمر تركيا في تنفيذ عمليات عسكرية برية وجوية في شمال البلاد، سواء في إقليم كردستان الذي يتمتع بالحكم الذاتي، أو في منطقة سنجار الجبلية.
وتعتبر تركيا شريكا تجاريا رئيسيا للعراق، وهذا ما يفسر تغاضي الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان عن القصف التركي، حيث يحاولون الحفاظ على التحالف الاستراتيجي مع تركيا. ومع ذلك، فإن كل حادثة دامية تثير انتقادات لانتهاك سيادة العراق وتداعياتها على المدنيين.
وتجدر الإشارة إلى أن تركيا أقامت قواعد عسكرية في شمال العراق منذ 25 عاما، وتشن عمليات عسكرية ضد مقاتلي حزب العمال المتمركزين في المنطقة. هذا النزاع الدائر يتسبب بشكل متكرر في قصف المناطق الحدودية ويؤثر على الحياة اليومية للسكان المدنيين.
ويعتبر الوضع في سنجار مثالا على التحديات الأمنية والسياسية المعقد واستمرار التوتر في منطقة سنجار يؤكد تعقيد الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة. تتداخل فيها مصالح عدة أطراف وتنظيمات مسلحة، مما يؤدي إلى تصعيد الصراعات وتأثيرها على السكان المدنيين.
ويطلق على سنجار تسمية "جحيم الأيزيديين"، نتيجة للأحداث المأساوية التي شهدتها المنطقة في عام 2014 عندما اجتاح تنظيم الدولة الإسلامية المنطقة وارتكب مجازر وتهجيرا جماعيا ضد الأيزيديين الذين يعتبرون أقلية دينية في المنطقة. منذ ذلك الحين، أصبحت سنجار محط اهتمام دول مختلفة وتنظيمات مسلحة تسعى لتعزيز نفوذها وتحقيق أجنداتها.
وتستمر الاشتباكات والتصعيد العسكري في المنطقة بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني، وهو تنظيم مسلح يسعى للحصول على حقوق للأكراد في تركيا وتشمل مناطق شمال العراق. تقوم تركيا بشن عمليات عسكرية استهدفت مواقع حزب العمال الكردستاني في العراق بشكل منتظم، وهذا يثير استنكار الحكومة العراقية ويؤدي إلى اتهامات بانتهاك السيادة العراقية.
بجانب ذلك، تعتبر سنجار منطقة استراتيجية نظرا لموقعها الجغرافي وقربها من الحدود التركية، وهذا يزيد من أهمية المنطقة وتعقيد الوضع فيها. تدفع المصالح الجيوسياسية والصراعات الإقليمية والدولية باتجاه تصعيد الأحداث وتعقيد الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
