ماهي وحدة "المستعربين" المعروفة بوحدة الموت ومتى تأسست؟

فلسطين
نشر: 2023-05-04 12:28 آخر تحديث: 2023-06-18 15:30
مستعربون
مستعربون
  • المستعربون تابعة لشرطة الاحتلال الإسرائيلي وتطلق عليها ألقاب ونعوت كثيرة منها فرق الموت
  • وحدات المستعربين تعتبر امتدادا للعصابات الصهيونية
  • أول وحدة مستعربة أسستها منظمة "البلماخ" حملت اسم "الدائرة العربية"
  • يقوم المستعربون بمهمة نسف تظاهرات الفلسطينيين وتفريقها،

مع تصاعد عمليات الاغتيال من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي للمقاومين الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة خاصة داخل المدن الفلسطينية الخاضعة بحسب اتفاق أوسلو الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الاحتلال عام 1993 للسيادة الأمنية الفلسطينية والمعروفة بمناطق أ.


اقرأ أيضاً : مراسل "رؤيا": 3 شهداء برصاص الاحتلال في نابلس- فيديو


ويدور تساؤل حول الدور الذي  تنفذه ما تعرف بوحدة القوات الخاصة " المستعربين"، ما هي هذه الوحدة ومتى تم تشكيلها.

 وحدة الموت

وحدة من القوات الخاصة السرية تعرف بالمستعربين، وتسمى بالعبرية "المستعرفيم"، تابعة لشرطة الاحتلال الإسرائيلي، وتطلق عليها ألقاب ونعوت كثيرة، منها فرق الموت، ويزرع أعضاؤها بملامح تشبه الملامح العربية وسط المحتجين والمتظاهرين الفلسطينيين، حيث يلبسون لباسهم وكوفيتهم ويتحدثون بلسانهم، وسرعان ما ينقلبون ضدهم عنفا واعتقالا لصالح القوات الاحتلال.

التأسيس

تعتبر وحدات المستعربين التي تم تأسيسها في الثلاثينيات من القرن الماضي امتدادا للعصابات الصهيونية التي نشطت في فلسطين المحتلة قبل عام 1948  وهي "الهاغاناه" و"ايتسل" و"ليحي"، وتتشكل هذه الوحدات من جنود ينتقون من بشرة وملامح مشابهة للملامح العربية، ويخضعون لتدريبات وتكوين في معهد خاص عبارة عن قرية صناعية تشابه قرية فلسطينية لتعلم تفاصيل الحياة الفلسطينية ودراسة تاريخ العرب والفلسطينيين ولغتهم وعاداتهم.

منظمة "البلماخ"

حملت أول وحدة مستعربة أسستها منظمة "البلماخ" اسم "الدائرة العربية"، وعملت في التجسس وتنفيذ العمليات التخريبية داخل فلسطين التاريخية والدول المجاورة، واستمر عمل الوحدة بين عامي 1943 و1950.

وتولى إقامة هذه الوحدة عام 1943 رئيس الدائرة السورية في منظمة "البلماخ" يروحام كوهن، وشكلها من يهود منحدرين من طوائف يهودية شرقية، وانتحلت عناصر وحدات المستعربين شخصيات مزيفة وصفات مزارعين وباحثين أنثروبولوجيين وطلاب، ويعيشون مددا طويلة في بوادي وقرى بل ودول عربية.

سرية الوحدة

ونظرا لأهمية وحساسية وحدة المستعربين الأمنية فلا لا توجد تفاصيل دقيقة عن تأسيس وحدات المستعربين وتنظيمها وعملياتها وضحاياها، باستثناء ما ورد في بعض الدراسات وفي كتاب "المستعربون فرق الموت الإسرائيلية" لصاحبه غسان دوعر، الذي ذكر أن وحدة للمستعربين اغتالت قرابة 422 فلسطينيا خلال الفترة الفاصلة بين عامي 1988 و2004.

المهام وأساليب العمل

وفي بحث عن هذه الوحدة يقوم المستعربون بمهمة نسف تظاهرات الفلسطينيين وتفريقها، أو تحريض الشباب على أفعال توفر مبررا لمطاردتهم واعتقالهم وسجنهم ، كأن يحرضوهم على رشق جنود الاحتلال وسياراته بالحجارة، كما يقومون هم أنفسهم بذلك لتوتير الأجواء، مما يتيح لقوات الاحتلال الإسرائيلي مهاجمة التظاهرات وتعنيفها وقمعها بأساليب دموية ، واغتيالهم.


وبحسب المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية  "مدار " تنشط حاليا أربع وحدات للمستعربين وهي:

دوفدفان: وحدة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي وتنشط منذ العام 1986 حتى اليوم وقد أقيمت الوحدة بمبادرة ممن كان قائد المنطقة العسكرية الوسطى في جيش الاحتلال إيهود باراك (أصبح لاحقا رئيسا للأركان ورئيس حكومة)، وأساس عملها، تنفيذ عمليات اعتقال، واغتيالات ، وحينما تم تشكيلها، ضمت جنودا من وحدات الكوماندوز البرية والبحرية، ومع اندلاع انتفاضة الحجارة الفلسطينية في نهاية العام 1987، ازداد نشاط الوحدة، وشاع اسمها.

"ي. م. س": تابعة لقوات "حرس الحدود"، وهي قوات تنضم للجيش في زمن الحروب، وللشرطة في زمن الهدوء، وهي القوات الناشطة أكثر في الضفة المحتلة ، وتعد واحدة من وحدات "النخبة" في قوات ما يسمى "حرس الحدود"، وتنشط بعمليات كتلك التي تنشط بها الوحدات الشبيهة في التشكيلات العسكرية الأخرى، ولكن هذه الوحدة بالذات تنشط بالتعاون مع جهاز الأمن العام "الشاباك".

 "متسادا": تابعة لسلطة السجون، ولكن يتم استخدامها لقمع مظاهرات الضفة ، تأسست هذه الوحدة في سنوات الالفين الأولى، وتُعد واحدة من وحدات النخبة التابعة لجيش الاحتلال، وبالإضافة الى المهمات التي تقوم بها باقي وحدات المستعربين، فإن هذه الوحدة متخصصة أيضا بانقاذ وتحرير رهائن، والسعي الى إلقاء القبض على من يهربون من السجون ، و رغم أن هذه وحدة تابعة لسلطة السجون، إلا أنه يتم استخدامها لقمع المظاهرات في الضفة المحتلة، وخاصة المسيرات الأسبوعية، إذ برز اسمها في قمع مسيرات قرية بلعين الأسبوعية.

"غدعونيم": وحدة تابعة للشرطة، وتم تأسيسها في عام 1990، كوحدة مهمات خاصة، ولكن أقامت داخلها فرقة مستعربين تعمل بشكل خاص في مدينة القدس المحتلة.

تعزز وجود الوحدة بعد اتفاق أوسلو

بعد اتفاق أوسلو، ارتفعت أسهم هذه الوحدة، لاسيما بعد انسحاب جيش الاحتلال من مراكز المدن والبلدات الفلسطينية، وفقدانه القدرة على التحرك بحرية مطلقة في المناطق التابعة للسلطة الفلسطينية، وفي ظل حاجة الاحتلال لقوة مدربة وصغيرة، قادرة على التدخل بسرية، وتحت جنح الظلام لتنفيذ عمليات اعتقال واغتيالات في صفوف المقاومة، ذاع صيتها في علميات الدهم والاعتقال واغتيال كبار قادة الفصائل بأرجاء الضفة.

ومع اندلاع "انتفاضة الأقصى" عام 2000 أصبحت وحدة "دوفدفان" رأس الحربة في قوات الاحتلال، لمطاردة رموز المقاومة العسكرية من مختلف الفصائل في الضفة الغربية المحتلة.

 وأظهرت دراسة فلسطينية أن وحدات "دوفدفان" نفذت 54 عملية اغتيال في 4 سنوات من الانتفاضة الأولى (8 كانون الأول ديسمبر 1987 – 13 أيلول سبتمبر 1993)، و74 عملية اغتيال أخرى بالانتفاضة الثانية (28 أيلول\ سبتمبر 2000– 8 شباط\ فبراير 2005) .

وكشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن المستعربين يتقمصون لأجل اعتقال مطلوبين لسلطات الاحتلال دور صحفيين يحملون كاميرا أو مسعفين أو أطباء، لأن ذلك يسهل عليهم اختراق التظاهرات والاحتجاجات وتنفيذ مهمتهم الأمنية ولو اقتضى الأمر ارتداء ثياب النساء.

العصافير

وتوجد وحدة المستعربين كذلك وسط سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتسمى "متسادا"، وتشرف عليها مصلحة السجون، وتتركز مهمتها في السيطرة على رهائن محتجزين في سجون بها أسرى فلسطينيون وقمع احتجاجاتهم.

ومن مهام هذه الوحدة كذلك الدخول في صورة مسجونين يسمون "العصافير" بين الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين وربط علاقات معهم للحصول على معلومات مهمة منهم، مما يدينهم ويبرر سجنهم وسلب حريتهم.

وتسند لوحدات المستعربين مهام أخرى بالإضافة إلى جمع معلومات، كتصفية شخصيات مقاومة حيث اغتالت العشرات من قيادات ونشطاء في الفصائل الفلسطينية سواء في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو حركة الجهاد الإسلامي، أو حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وفصائل مقاومة أخرى.

 وقد كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية إطلاق شرطة الاحتلال وحدة مستعربين سرية جديدة بين فلسطينيي الداخل أو بما يعرف بمناطق الـ48 لتأسيس بنية تحتية استخباراتية توفر للاحتلال معلومات تمكنه من رسم خطة للتعامل مع فلسطينيي الداخل، خاصة في المناطق ذات الأغلبية العربية في حالة احتجاجاتهم ومظاهراتهم وغير ذلك. 

وبحسب وسائل اعلام عبرية كشفت اعترافات لمستعربين  اشتغلوا بوحدات الجيش الإسرائيلي أن قادتهم حولوهم لمجرمين، يقتلون الفلسطينيين بدم بارد، ولا يذكرون عدد قتلاهم، بينما عانى المستعربون داخل وحدة "متسادا" التي توصف "بالانتحارية" من انقطاع علاقتهم الإنسانية والاجتماعية بأقرب أقربائهم كوالديهم، حتى لا ينكشف أمرهم كمندسين ومزروعين وسط الفلسطينيين والعرب.

ويفرض الاحتلال الإسرائيلي على والديْ المستعرب داخل وحدة "متسادا" -التي قال الاحتلال إنه  أوقف التجنيد داخلها في سبعينيات القرن الماضي- التوقيع على تعهد مفاده أنه ليس من حقهما حتى مجرد السؤال عن ولدهما الذي وقع بدوره تعهدا بأنه وهب حياته لدولة.

أبرز العمليات

 6 آب/ أغسطس 2000: حاولت وحدة "دوفدفان" اغتيال محمود أبو هنود قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام شمال الضفة، لكن العملية فشلت فشلاً كبيراً وأدت لمقتل 3 من الجنود الإسرائيليين ونجاة القائد الفلسطيني.

7 آب/ أغسطس 2002: اقتحمت وحدة من المستعربين الحي الغربي من مدينة طولكرم بالضفة مما أسفر عن استشهاد فلسطينيين على الأقل وإصابة عدد آخر بجروح.

9 تشرين الثاني /نوفمبر 2004: أطلقت فرقة من المستعربين متخفية بملابس عربية الرصاص على 4 شبان فلسطينيين كانوا يستقلون سيارة في مدينة جنين شمال القطاع، ومن بين الشهداء اثنان من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح.

عام 2013: كشف سكان بلدة طمون عناصر وحدة المستعربين الخاصة عندما تخفوا كتجار خضراوات، ورجموهم بالحجارة مما أدى لإصابة اثنين منهم، وجرح حوالي 8 فلسطينيين، وبعد كشف هويتهم تدخلت قوة من جيش الاحتلال واقتحمت البلدة لإنقاذهم.

6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015: اعتقل مستعربون شابا فلسطينيا واقتادوه إلى مكان مجهول عقب مواجهات عند المدخل الشمالي لبيت لحم.

 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015: قامت وحدة "دوفدفان" بتصفية الشاب الفلسطيني عبد الله شلالدة (28 عامًا) في مستشفى بمدينة الخليل جنوب الضفة.

10 كانون الأول/ديسمبر 2015: قوات من المستعربين اعتقلت الفلسطيني باسم النعسان داخل فندق الوحدة وسط مدينة رام الله بالضفة.

 16 نيسان / أبريل 2017: أوقفت الشرطة الفلسطينية عنصرين من وحدة "دوفدفان" في حي رفيديا بمدينة نابلس بالقرب من جامعة النجاح، وتم نقلهم لمحطة الشرطة الفلسطينية، ومن ثم إعادتهم لجيش الاحتلال بعد تدخل الإدارة المدنية الإسرائيلية.

عام 2018: قتل جندي من عناصر "دوفدفان" في مخيم الأمعري برام الله، بعد أن ألقى مقاوم فلسطيني عليه لوحا من الغرانيت.


اقرأ أيضاً : وزارة الصحة الفلسطينية: استشهاد فتاة برصاص الاحتلال في نابلس


وصباح اليوم الخميس شهدت البلدة القديمة في مدينة نابلس عملية اغتيال نفذتها وحدة المستعربين "القوات الخاصة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بعد معلومات استخباراتية دقيقة بشأن مقاومين من حركة حماس هما حسن قطناني ومعاذ المصري نفذا عملية إطلاق النار قرب مفترق الحمرا قبل نحو شهر ما أدى لمقتل 3 مستوطنات، وقتل برفقتهم إبراهيم جبر أحد مساعدي المطلوبين في نابلس على التخفي وتم الاستيلاء على أسلحة في مكان العملية".

أخبار ذات صلة

newsletter