وزير الخارجية وشؤون المغتربين - أيمن الصفدي
اجتماع رباعي عربي مع وزير خارجية سوريا في عمان
- قبل 20 يوما من قمة الرياض وبعد أسبوعين على اجتماع جدة التساعي
أفادت مصادر دبلوماسية في عمان بأن الأردن يستضيف الاثنين اجتماعا رباعيا عربيا على مستوى وزراء الخارجية إلى جانب نظيرهم السوري لترميم الجسور مع هذا البلد الخارج من حرب مدمرة، وذلك قبل 20 يوما على انعقاد القمة العربية الدورية في الرياض.
وقال مصدر لـ"رؤيا" إن وزراء خارجية الأردن أيمن الصفدي والسعودية الأمير فيصل بن فرحان ومصر سامح شكري والعراق فؤاد حسين سيلتقون في عمان لبحث أفق انخراط سوريا مجددا في منظومة الدول العربية بعد 11 سنة على تجميد عضويتها في الجامعة.
وبانضمام فيصل المقداد إلى اجتماع عمان، ستكون هذه أول زيارة معلنة لوزير خارجية سورية إلى الأردن منذ 2011. قبل ذلك جال المقداد في القاهرة والرياض والجزائر، الرئيس السابق للقمة العربية.
ويأتي لقاء عمان غدا تتويجا لسلسلة حوارات بين دول الإقليم، تخللها اجتماع جدة في منتصف نيسان/إبريل بمشاركة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست إلى جانب نظرائهم في الأردن، مصر والعراق.
زيارة الصفدي
كما سبقته قمم جمعت الملك عبدالله الثاني مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.
وكان الصفدي زار دمشق في 15 شباط/ فبراير الماضي في أول اختراق معلن لمسؤول أردني على هذا المستوى منذ اندلاع أزمة سورية.
ويطرح الأردن مبادرة عربية مبنية على نهج "الخطوة خطوة" وصولا إلى حل سياسي للأزمة على قاعدة "الحوار" مع دمشق وتمهيد الطريق صوب إلغاء تجميد عضويتها في الجامعة العربية.
دبلوماسي عربي في عمان يقول إن اللقاء الرباعي غدا يستهدف "الاشتباك" عن قرب مع الملف السوري تمهيدا "لتقييم الوضع ومناقشة جميع القضايا" قبل قمة الرياض.
اجتماع جدة التساعي في منتصف نيسان/إبريل لم يصل إلى توافق بين الدول المشاركة، إذ تسربت أنباء عن معارضة قطر على الأقل لعودة سورية للجامعة العربية ودعوة رئيسها بشار الأسد إلى قمة الرياض. وتقرر آنذاك، بحسب معلومات غير رسمية، عقد اجتماع ثان في عمان بعد عيد الفطر لبحث مقترح تشكيل لجنة مساع عربية حميدة للمقاربة مع الحكومة السورية وصولا إلى حل سياسي للأزمة.
ويتطلب التراجع عن تجميد عضوية سورية شرط موافقة جميع الدول العربية، وفق النظام الداخلي للجامعة العربية.
وتتمحور أفكار دول عربية حول عودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم بأمان، اتخاذ إجراءات لضمان استقرار الأوضاع على كامل الأراضي السورية، بما في ذلك الإفراج عن جميع المعتقلين في السجون السورية وإصدار عفو عام عن المطلوبين في الداخل والخارج و تفعيل لجنة إعادة كتابة الدستور بمشاركة ممثلي الحكومة وقوى المعارضة في الداخل والخارج.
القوات الأجنبية في سوريا والتدخل الإيراني
وزير الإعلام الأسبق والعين محمد حسين المومني، يؤكد أن "عودة سورية للحاضنة العربية سيكون أفضل للجميع ويعنينا بشكل خاص لضبط الحدود ومنع التهريب وبخاصة المخدرات وتمهيد الظروف السياسية المشجعة على عودة اللاجئين".
وأوضح المومني في مداخلة لـ"نشرة السابعة" أن "الخط العريض الذي نركز عليه هو سورية قادرة على إبقاء مشاكلها داخل حدودها". كما أكد أن "لا مصلحة لأي دولة عربية في بقاء القوات الأجنبية فيها والمتمثلة في قوات حزب الله، وإيران وروسيا وتركيا وأمريكا".
النائب السابق والصحفي نبيل غيشان قال في مداخلة موازية: "ليس مطلوبا من الأردن حل جميع مشاكل سورية (بل) المهم إعادتها إلى الجامعة العربية ثم البدء بتفكيك أزمتها الممتدة". وأكد غيشان أن "العقوبات على سورية لم تعد مجدية، فيما يواصل ضررها تأثيره على الأردن بشكل مباشر"، لافتا إلى أن عودة العلاقات السورية الإماراتية-السعودية-المصرية ستؤسس لإضعاف مفعول العقوبات".
ورأى أن "الوجود الإيراني وهو حليف الروس والصين يسهم في إطالة عمر العقوبات على سورية، في ظل الصراع الدولي بين تلك القوى".
ويتسارع الجهد العربي المشترك لترميم الجسور مع سورية قبل قمة الرياض على وقع انفراج تاريخي في العلاقات بين السعودية وإيران، اللاعب العسكري الميداني الرئيس في معادلة الأزمة السورية.
