مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

منسف

1
Image 1 from gallery

المنسف ملك المائدة الأردنية منذ آلاف السنين

نشر :  
17:13 2023-04-05|
  • المنسف يعتبر الطبق الوطني الأردني الذي ترتبط نشأته بحرب قديمة وتطور تاريخي
  • المنسف" يطبخ بلحم الأغنام البلدية وكرات الجميد المحضرة من حليب الأغنام البلدية

يعتبر المنسف، الطبق الوطني الأردني الذي ترتبط نشأته بحرب قديمة وتطور تاريخي، وبقي على مدى آلاف السنين في الأردن، رمزا للأصالة وكرم الضيافة.


والمنسف سيد المائدة الأردنية يطبخ بلحم الأغنام البلدية ، وكرات  الجميد المحضرة من حليب الأغنام البلدية، والسمن البلدي، والأرز، واللوز والصنوبر لتزيينه.

 أصله من الأردن

يقول الباحث أشرف مبيضين (47 عاما) إن "المنسف طبق مشهور في أكثر من دولة لكن أساسه وأصله من الأردن وهو الألذ ونُسب إلى مملكة مؤاب قديما".

وأُدرِج المنسف في ديسمبر/ كانون الأول الماضي على لائحة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".

مكونات المنسف 

جميع مكوناته منتجة محليا، ويشتهر على سبيل المثال الجميد الكركي (نسبة إلى محافظة الكرك) 

والسمن البلقاوي (نسبة إلى محافظة البلقاء)

ويقول المؤرخ والكاتب جورج طريف برس إن "المنسف كان بالأساس يصنع من ثريد لحم الضأن واللبن وخبز الشراك ".

وأصبحت المادة الرئيسية للمنسف البرغل (القمح المجروش)، ثم تطور بعد اكتشاف الأرز الذي استخدم في المنسف في فترة متأخرة من القرن التاسع عشر.

من الكرك إلى الشوبك

ويرتبط  المنسف تاريخيا بالأردن من خلال حادثة تروى عن الملك ميشع، أحد ملوك مملكة مؤاب التي تأسست في القرن الثالث عشر قبل الميلاد ودامت إلى القرن الرابع قبل الميلاد.

وامتدت حدودها على الساحل الشرقي للبحر الميت، من شمال مدينة الكرك إلى الشوبك .

نسف ما جاء في التوراة 

ويقول طريف  "كان مركز حكم الملك ميشع في الكرك، وكان يعلم جيدا أن اليهود لا يأكلون اللحم المطبوخ باللبن، وفقا لشريعتهم المستمدة من التوراة".

وأضاف "أراد أن يختبر ولاء شعبه المؤابي في الحرب ضد العبرانيين في المعركة الواقعة في القرن التاسع قبل الميلاد، فطلب من شعبه أن يطبخوا اللحم باللبن".

واستجاب شعبه لطلبه، وبهذا وفقا لطريف "نسف ما جاء في التوراة ومنذ تلك الفترة سميت هذه الأكلة بالمنسف".

أكلات أردنية تراثية 

وهناك أكلات أردنية قد تكون اندثرت مثل "شوربة الجعدة" المحضرة من نبات الجعدة البري والعدس واللبن، أو"الخميعة" ،" ريق البنت" " وهو طبق حلويات يعد من الخبز المفتت والحليب والسكر، يشبه رقائق الفطور المعروفة اليوم.

وبقيت بعض الأكلات حاضرة في مناطق محددة، كالمكمورة (طبقات من العجين مع الدجاج والبصل وزيت الزيتون) المعروفة في شمال الأردن، و"المجللة" (خبز مع عويس ومقطع ولبن ولحم مع البصل بالسمن البلدي) في جنوب الأردن.

جزء من التراث وكرم الضيافة

ويقول الباحث مبيضين إن "المنسف وجبة ذات معايير خاصة وطقوس خاصة، وأيضا لأشخاص تربطهم علاقات خاصة بمعنى أنها تُقدم وفق بروتوكول معين للضيافة وطريقة التقديم والترتيب".

وأشار إلى "التعامل مع الضيف يكون وفق الدرجة، لجهة طريقة الاستقبال وطريقة الوداع وطريقة تقديم الأكل، فمثلا يقدم رأس الذبيحة على أكبر سدر لكبير القوم، وأحيانا الرأس والذبيحة كاملة ليشعر الضيف أنه نال من الإكرام أبلغه وأجزله".